آخر إنجازات المنظومة: ذوو الضحايا والموقوفين وجها لوجه!
كتبت لينا يونس في “المركزية”:
في مشهدية هي الاولى من نوعها منذ 4 آب 2020، شهد مدخل قصر العدل في بيروت، امس، تظاهرتين، الأولى لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، والثانية لأهالي الموقوفين في القضية نفسها. وطالب أهالي الضحايا بـ”وقف تعيين المحقق العدلي الرديف، وإطلاق مسار التحقيق الذي يتولاه القاضي طارق البيطار”. وأعلنوا “معارضتهم تعيين القاضي المقترح من وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، لأنّ هذا القاضي أعطى رأياً مسبقاً في الملفّ”. وشدّدوا على ضرورة “استمرارية التحقيق القضائي ووقف التدخلات السياسية في عمل القضاء”.
في المقابل، طالب أهالي الموقوفين بـ”وقف الظلم اللاحق بالموقوفين، وضرورة إبعاد قضيتهم عن التسييس”. وسألوا “هل بقاء الموقوفين ظلماً يحقّق العدالة للضحايا؟، وهل تعيين محقّق رديف ينصف الموقوفين منذ سنتين يعوض الخسارة على الضحايا”؟ وأكدوا تضامنهم مع “أحقية مطلب أهالي الضحايا في كشف الحقيقة، شرط أن تنصف العدالة الموقوفين ظلماً”.
هذا التحرك الميداني لم يمر بسلام. صحيح ان اي مواجهات “كبيرة” لم تحصل، غير ان التوتر كان حاضرا منذ الصباح حتى انتهى بعد الظهر بمناوشات بين الجانبين، على خلفية رفع فريق ذوي الموقوفين شعاراتٍ سياسية مؤيدة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأغانٍ للتيار الوطني الحر، الامر الذي استفز بعض ذوي الضحايا.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن هذا الشرخ امام قصر العدل كان مؤسفا، الا ان الصورة هذه ما كانت لترتسم لولا تدخل السلطة السياسية في عمل القضاء. السبب المباشر: اقتراح فريق العهد عبر وزيره للعدل هنري خوري، تعيين قاض رديف للمحقق العدلي الأصيل القاضي طارق البيطار المكبلة يديه منذ 9 اشهر ونيف. وفي وقت لم يتمكن مجلس القضاء الأعلى للمرة الثالثة على التوالي امس، من الخروج بقرار في شأن هذا التعيين، وسط اعتراض على الولاء المعروف للقاضية المقترح اسمها سمرندا نصار، للتيار الوطني الحر، يكمن السببُ غير المباشر لكن الرئيسي، للاصطفاف الميداني الذي سُجل امس، في تعطيل المنظومة تحقيقات المرفأ وإغراقها القاضي البيطار بدعاوى الرد وكف اليد، قبل ان تلجأ عبر وزير المال المحسوب على حركة امل، الى عرقلة اقرار مرسوم ملء الشواغر في غرف التمييز.
آخر انجازات هذه المنظومة اذا، والتي تسطّرها بالتكافل والتضامن بين مكوّناتها، هي وضعُ ذوي الشهداء والضحايا والموقوفين، وجها لوجه في الشارع. فما الذي تخبئه بعد من مآس للبنانيين يا ترى؟