سالي حافظ تروي للمرة الأولى… “بهذه الطريقة تنكرت…ولست أنا الجانية”!
تُصرّ المودعة سالي حافظ على أنّها ليست هي الجانية فيما حدث.
وقالت في حديثٍ لـ “رويترز” وهي تقف على طريق غير مرصوف في مكان ما في وادي البقاع بشرق لبنان تختبئ فيه منذ يوم الحادثة “نحن في بلد المافيات، وإن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب”.
وأضافت حافظ “شافوني بطلة لأني يمكن كنت أول حالة بنت بتصير، نحن في مجتمع ذكوري، البنت ممنوع يطلع صوتها، بتحس كل شيء هيك كبير هو دور بس للرجال، فيمكن صدمت المجتمع.. كنت صدمة أنه بنت عملت هيك خطوة”.
وأردفت، “لم تكن لديها نية لإيذاء أحد، لكنها سئمت التقاعس من الحكومة”.
وأكّدت “اوعا تفكروا إن كبار المسؤولين في لبنان ما إلهم مصالح مع المصاري، كلهم متواطئون لسرقتنا وتمويتنا ولتجويعنا شوي شوي”.
وأشارت حافظ إلى أنّه “عندما بدأت شقيقتها تفقد الأمل في أن تتمكن من تحمل التكاليف الباهظة للعلاج لمساعدتها في استعادة الحركة والنطق اللذين يفقدهما مرضى سرطان الدماغ، ورفض البنك إعادة المدخرات، قررت التصرف”.
وعادت حافظ بعد يومين ومعها مسدس لعبة رأت أبناء أخيها يلعبون به، وكمية صغيرة من الوقود خلطتها بالماء وسكبتها على أحد الموظفين.
وقبل الاقتحام، شاهدت فيلم الكوميديا السوداء المصري الشهير “الإرهاب والكباب”، والذي يروي أحداث اقتحام رجل محبط من فساد الحكومة لمبنى حكومي والمطالبة بوجبات كباب للرهائن بسبب ارتفاع أسعار اللحوم.
وللمساعدة على الهروب، نشرت حافظ على فيسبوك أنها بالفعل في المطار وفي طريقها إلى إسطنبول. وركضت إلى المنزل وتنكرت في رداء وحجاب ووضعت حزمة من الملابس على بطنها لتبدو وكأنها حامل.
وتقول إنه “حطيت تياب في قلب بطني، دقوا علينا الباب، ليقتحموا الباب طبعا، فتحت لهم أنا الباب، هنا أكيد ما اتوقعوا أن أكون أنا المطلوبة سالي حافظ، اللي هافتحلو الباب لأنه الشكل اللي شايفينه بالبنك غير الشكل اللي فتحله وحطيت إيدي ورا ظهري وقالي ما تخافي، هو خاف أن ألد أمامه”.
وتضيف، “نزلت قدامهن كانوا شي ستين سبعين واحد المنطقة كانت مليانة ومن وأنا نازلة ع الدرج وحتى ما مشيت لآخر الشارع حتى قدرت إني أفل كان كأني رايحة عالمستشفى خلاص، والكل يقول لي إن شاء الله تخلصي بالسلامة، كان مثل المسلسلات يعني مثل الأفلام”.
وقالت إنها ستسلم نفسها بمجرد أن ينهي القضاة إضرابا ترتب عليه إبطاء الإجراءات القانونية وبقاء المحتجزين، يصيبهم الوهن، في السجون.
وكانت حافظ قد اقتحمت فرعًا لبنك لبنان والمهجر (بلوم) في بيروت الأسبوع الماضي، حيث حصلت بالقوة على حوالي 13 ألف دولار من المدخرات في حساب شقيقتها.
وبعد اللقطات الدرامية للحادث، الذي قامت فيه بإشهار ما تبين لاحقا أنه مسدس لعبة، ووقفت على مكتب وهي ترقب الموظفين الذين سلموها رزمًا من النقود، تحولت سالي حافظ إلى بطلة شعبية فجأة في بلد يعيش فيه مئات الآلاف محرومين من مدخراتهم.
وكانت سالي هي الأولى من بين سبعة مودعين على الأقل قاموا باقتحام بنوك في لبنان الأسبوع الماضي، مما دفع البنوك لإغلاق أبوابها بسبب المخاوف الأمنية، وطلب الدعم الأمني من الحكومة.
وقال جورج الحاج، من اتحاد نقابات موظفي المصارف، إن “عمليات الاقتحام كانت عبارة عن غضب ضل هدفه ويجب توجيهه إلى الدولة اللبنانية التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن الأزمة، مشيرا إلى أن نحو ستة آلاف موظف في البنوك فقدوا وظائفهم منذ بداية الأزمة”. فيما نددت السلطات بعمليات الاقتحام، وقالت إنها تعد خطة أمنية للبنوك.
المصدر : SWI