حكومة اللحظات الأخيرة خالية من شروط باسيل؟
بات شبه مؤكد تكرار الشغور الرئاسي وهو مؤشر سلبي للغاية، في حين يسود اعتقاد بأن مدة الفراغ في رئاسة الجمهورية يرتبط زمنيا بمسار ترسيم الحدود البحرية.
ما يثير حفيظة فريق الرئيس ميشال عون عدم تسجيل هذا الإنجاز في العهد الذي يلملم أوراقه الأخيرة نحو مغادرة قصر بعبدا، علما ان الآلة الدعائية ل” التيار” تمهد عمليا لهجوم اعلامي عنوانه “الحرب الكونية على العونية” والتي أفشلت عهد الرئيس القوي، حيث يبرز مسار “التيار” التصاعدي بشن الهجوم على المنظومة الحاكمة وتحميلها المسؤولية، وهذا الأمر لن يخلو من الصدام الحتمي وتوتير الاجواء تباعا.
لا تبدو الأطراف الأخرى، بوارد الاشتباك السياسي، فالمأزق اللبناني أعمق من ذلك بكثير، والفوضى الدستورية التي هدد بها باسيل ستجر حالات فلتان دون القدرة على ضبطها، خصوصا في ظل الانشغال الخارجي بجملة ملفات تفضي إلى ترك لبنان إلى مصيره. وتسود توقعات بأن “التيار الوطني الحر”قد يجد نفسه وحيدا من دون أن يساجله احد امام مخاطر إنفكاك الدولة وانهيار المؤسسات.
رغم سوداوية المشهد ، تفيد مصادر مواكبة عن اتصالات حثيثة لتشكيل حكومة في لحظات العهد الاخيرة، عناوينها العريضة تسمية الرئيس عون مقعدين سنّي ودرزي في التشكيلة التي تقدم بها الرئيس المكلف ، والذهاب إلى مجلس النواب لنيل الثقة، وذلك كمسعى اخير للخروج من الشرنقة وتنظيم الساحة اللبنانية وتخفيف الاضرار بالقدر اللازم.
هذا الطرح يصطدم حكما بشروط عون ومطالب باسيل توسيع الحكومة وتعيين 6 وزراء دولة، خصوصا وان الامر مرفوض عند الأطراف السياسية الأخرى نتيجة إعتبارات عديدة. وتشير معلومات إلى محاولات صديقة لاقناع الرئيس عون بأن الوقت، كما الواقع اللبناتي ،لا يحتملان تأزما، على أن تبقى التساؤلات مطروحة في حال الاستعصاء والذهاب نحو خيارات راديكالية خصوصا في ظل كثرة الحديث عن مفاجآت غير متوقعة قبيل نهاية عهد عون.