تابعوا قناتنا على التلغرام
اقتصاد ومال

3 يرفعون الدولار: سلامة والمحروقات والإنترنت !

كشف سوق الدولار هشاشة غير مسبوقة، ظهرت في الأيام الثلاثة الماضية بعد تأثّر سعر الصرف بثلاثة عوامل أدّت إلى ارتفاعه بين 3.000 و3.500 ليرة لبنانية.

العامل الأول: بدأت مفاعيله صباح يوم الثلاثاء واستمرّت إلى مساء الأربعاء، وربّما تعود في الأيام المقبلة نتيحة “الإضراب المفتوح”، الذي أعلنه موظّفو وعمّال هيئة “أوجيرو” إلى حين رفع رواتبهم.

قد يسأل سائل: وما علاقة الإنترنت وانقطاعه بسعر صرف الدولار؟

الجواب بسيط ويفيد بأنّ أغلب شركات تحويل الأموال تستخدم الإنترنت للتواصل مع الشركات الأمّ بغية تنفيذ عمليّات التحويل، وهذا ما أدّى إلى وقف عمليّات الدفع على شبابيك العديد من المراكز المنتشرة في المناطق اللبنانية، وبالتالي أدّى إلى أزمة عرض تتعلّق بالدولار في “السوق الموازي”. وهذا يؤشّر إلى أهمية الـequilibrium الذي يحكم السوق الموازي اليومي، وهو توازن في تقارُب “العرض والطلب”. وأيّ خلل أو أزمة تطرأ، ولو ليوم واحد، يمكن أن تضرب هذا التوازن، خصوصاً مع نهاية الموسم السياحي ورحيل المغتربين، وبالتالي عودة الكتلة النقدية الدولاريّة في السوق إلى حجمها المحلّي الطبيعي.

حجم الطلب على الدولار يومَيْ الثلاثاء والأربعاء “فاق العرض، وسجّل ما نسبته 65% للطلب على الدولار، و35% للعرض”، بحسب ما كشف أحد الصرّافين من فئة “ب” في بيروت لـ”أساس”. وأوضح أنّ توقّف دفع التحويلات أثّر على سعر صرف الدولار، وتسبّب بارتفاعه. لكنّ ما فاقم ارتفاعه أكثر هو تريّث الناس في صرف دولاراتهم نتيجة الارتفاع المفاجىء، وذلك انتظاراً لانجلاء الصورة، واقتصر العرض على من كانوا يصرفون دولاراتهم للضرورة فقط، سواء لدفع فاتورة أو لتسديد سند أو ما شاكل.

مع توقّف العمل في سنترالات الحمرا، وصيدا، وبيت الدين، والنهر، والدامور والنبطية، يكون موظّفو وعاملو “أوجيرو” قد أرسوا سابقة لا يُستبعد أن تتكرّر مع كلّ محطة مطلبية أو اعتراضية، مستخدمين قدرة المواطن الشرائية والعملة الوطنية وسيلة لممارسة الضغوط على السلطة.

العامل الثاني: طرأ أمس الأول الخميس حين سجّلت المجموعات الخاصة بكبار الصرّافين على “واتساب” طلباً كبيراً على الدولار، وانقسم هذا اليوم إلى 3 فترات: أولاها في الصباح والثانية عند الظهر والأخيرة في المساء. قالت مصادر مصرفية لـ”أساس” إنّ هذه المجموعات تضمّ كبار الصرّافين في لبنان، ويُتواتر في السرّ طلب هؤلاء على الدولار، ويكون غالباً لصالح مصرف لبنان، الذي يسحب الدولارات من السوق مقابل ليرات لبنانية بأسعار تفوق سعر السوق من أجل سرعة تحصيل المبلغ المطلوب ولو على حساب الليرة اللبنانية… وهو ما فاقم ارتفاع سعر الصرف في ذاك اليوم.

يشير لجوء مصرف لبنان إلى سحب الدولارات من السوق الموازي بأسعار مرتفعة إلى أنّ السوق ما عاد يلبّي نهمه على الدولارات، ولهذا يُضطرّ إلى رفع السعر من أجل إغراء حَمَلة الدولار بتصريف دولاراتهم، وذلك بخلاف أيام الموسم السياحي يوم كانت الدولارات بين أيدي الصرّافين “زيّ الرز”.

العامل الثالث: كان أمس الجمعة عندما سجّل سعر صرف الدولار صعوداً كبيراً في الصباح وصل إلى حدود 35.000 للمبيع و35.500 للشراء (على التطبيقات وصل إلى 36 ألفاً). تكشف المصادر أنّ هذا الارتفاع وقف خلفه مستوردو المحروقات الذين سجّلوا لدى كبار الصرّافين منذ الصباح طلباً على الدولار بأرقام مرتفعة، وذلك من أجل لمّ الدولارات من السوق باكراً وسريعاً، خصوصاً أنّ الآليّة التي رسمها مصرف لبنان لنفسه من أجل التخلّي عن “دعم” البنزين من خلال بيع المستوردين دولارات على سعر منصة “صيرفة”، آخذة في التمدّد بشكل سريع. فقد شهدنا آخر تعديل على النسبة قبل 5 أيام يوم خفّض مصرف لبنان الدعم (إن صحّت تسميته دعماً) من 55% إلى 40%، وهذا يعكس المسار السريع الذي ينتهجه “المركزي”.

أثّرت هذه العوامل الثلاثة منذ بداية الأسبوع على سعر الصرف، وقد يستمرّ الدولار في الارتفاع على هذا المنوال، محتفظاً بهذه المستويات، ولا يُستبعد أن تتعزّز مع كلّ يوم ينقضي ونقترب فيه من بداية فصل الشتاء.

المصدر : أساس ميديا – عماد الشدياق.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى