هذا ما يُبقي عون في قصر بعبدا !
لا يزال لبنان يتخبّط ما بين الصراع على تشّكيل حكومة جديدة قد يكون هدفها الأساس هو ملأ الفراغ الذي سيخلّفه من ورائه الرئيس ميشال عون، وبين عدم تشكيلها بسبب الشروط المتبادلة بين فريقي رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وهذا ما قد يُدخل لبنان في نفق “مُظلم” مليء بالأزمات الجديدة.
وفي ظل المشهد “القاتم” للمرحلة المقبلة، وما ينقل عن رفض عون لإمكانية تسليم الحكم بعد نهاية فترته الرئاسية لحكومة تصريف أعمال، لا يزال موقف حزب الله من تشكيل الحكومة “ضبابياً”، حيث يتفاوت ما بين إظهار النية بالرغبة في الاسراع بالتشكيل، و”الصمت” حيال المماطلة الحكومية والتي قد تأخذ البلاد إلى شغور رئاسي وحكومي مُحتم.
وفي هذا السياق شدّد النائب السابق فارس سعيد على “ضرورة تشكيل الحكومة وفقاً لرزنامة دستورية فرضت نفسها، ووفقاً للدستور اللبناني، أي إجراء انتخابات نيابية، انتخاب رئيس مجلس ولجان، ومن ثم تشكيل حكومة، والعبور باتجاه انتخاب رئيس الجمهورية”.
وقال سعيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت”: “أن تنقطع هذه الرزنامة بمكان ما، على مستوى الحكومة، ربما تنقطع بأمكنة أخرى، والحجج التي يعطيها ميشال عون بأنه لا يسلم حكومة تصريف الأعمال غير مقنعة، أما موضوع تشكيل الحكومة فيجب أن نسعى لتشكيلها حيث يقع على عاتقها إدارة شؤون الناس”.
وأضاف، “موضوع رئاسة الجمهورية يبقى بوقته وبدون أن نتجاوز المهلة الدستورية”.
وتابع سعيد، “هناك حكومة ولا يوجد فراغ، هناك حكومة مستقيلة أي حكومة تصريف أعمال وهي تشكّل إمتلاء دستوري”.
وأردف، “الفراغ قد يحصل على مستوى رئاسة الجمهورية ولأسباب لا علاقة لها بتفسير الدستور ولا علاقة لها بالأوضاع السياسية الداخلية”.
ووفق سعيد، فإن “صورة الإستحقاق الرئاسي على الساحة السياسية اليوم، وبعد بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد، بالغة الوضوح والدلالات”، وقال إن “أسباب هذا الوضوح، تكمن في أن المقرِّر الأول والأخير في رئاسة الجمهورية لجهة تحديد مواصفات الرئيس المقبل وظروف الرئاسة، هو “حزب الله”.
وأكد أنه “في مواجهة المشروع الإيراني لرئاسة جمهورية لبنان، يجب أن يقوم مشروع لبناني لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وأن يمثّل شريحةً واسعة من اللبنانيين، وهذا ما هو مفقود اليوم”.
وأكمل، “اذا كان لسبب ما ايران لا تريد إجراء انتخابات رئاسية في لبنان، لأسباب فوق لبنانية تتعلق بتعقيد المفاوضات أو بإجراء المفاوضات او بأي مشكلة اقليمية، عندها بحجة أن هذا الدستور لا يطبّق ربما يأخذونا إلى فراغ رئاسي، ولذلك الفراغ لا يحصل لأسباب داخلية بل لأسباب أكبر من لبنان”.
وفي ما يتعلق بموقف حزب الله من تشكيل الحكومة اعتبر سعيد أن “الثقة لا تأتي من إعلان النوايا بل تأتي من السلوك”، مضيفاً أنه، “حتى الان لم نر سلوك إيجابي من قبل حزب الله على أي مستوى، اذا كان يريد تشكيل حكومة عليه أن يضغط على ميشال عون وأن يسهل”.
ورأى أن “حزب الله يمكنه أن يضغط على ميشال عون لسبب بسيط جداً، وهو أن حزب الله “بخوّف” وميشال عون “بخاف”.
وعن بقاء عون في القصر الرئاسي عند انتهاء ولايته، أكد سعيد أن، “قرار ميشال عون ليس بيده بل بيد حزب الله، واذا بقي بالقصر يعني حزب الله قال له ذلك”.
وعن ملامح المرحلة المقبلة قال: “يريدون مسح الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني من أجل استدعاء اللبنانيين إلى طاولة حوار تؤدي إلى تغيير جذري بإتفاق الطائف ويصبح الدستور اللبناني دستوراً يسمح ببقاء حزب الله والمكتسبات المالية والاجتماعية والعسكرية والأمنية التي حققها الحزب”.
وختم سعيد بالقول: “هذا الحزب لا يريد أن يسلّم سلاحه إلى دولة وفقاً للدستور الحالي بل لدولة تضمن بقاءه وتضمن دستورياً هذه الإزدواجية التي يعيشها لبنان وكذلك إيران حيث هناك جيش وحرس ثوري، وفي العراق هناك جيش شرعي وإلى جانبه حشد شعبي، وفي لبنان جيش شرعي والى جانبه حزب الله”.
يوسف حسين – ليبانون ديبايت