السعودية تطل من دار الفتوى… الحل عبرها أو العرقلة !
شكّلت التغريدة التي كتبها اليوم السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، على حسابه عبر “تويتر”: “ميثاقُ الوِفاقُ الوطنيُّ والذي أقرَّهُ اللُّبنانيّون برعايةٍ عربيةٍ ودوليّةٍ، ليس وهمًا ولا أُحجِيَةً غامضةً فهو مُصاغٌ بلسانٍ عربيٍّ فَصيح”، رسالة متعدّدة الإتجاهات على أبواب الإستحقاق الرئاسي بهدف قطع الطريق على أية محاولة للإنقلاب على الإتفاق كما يمنّي البعض النفس به.
عن هذه الرسالة يُشير المُحلّل السياسي نضال السبع، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أنّ “أهمية التغريدة بتوقيتها وهي بمثابة موقف رسمي سعودي أطلقه السفير البخاري حيث جاءت مع بدء المهلة الدستورية لإنتخاب الرئيس، وقبل أسابيع من إجتماع نواب السنة الـ27 في دار الفتوى”.
وفي هذا الإطار، يلفت إلى أنّ “الاجتماع جاء بكلمة سر سعودية، فهناك جهد سعودي واضح لتشجيع النواب السنة، لأنّ السعودية تعتبر أنّ كلمة السرّ داخل المجلس تعتمد على النواب السنة وبقدر ما تنجح السعودية في توحيد جهود النواب السنة حول مشروع نيابي واحد بقدر ما تستطيع أن تفرض رؤيتها”.
ولا يخفي السبع، أنّ “هناك قناعة وقلق سعوديين على اتفاق الطائف، ويذكّر بأنّ السفير السعودي عندما زار منذ حوالي السنة القصر الجمهوري بطلب من الرئيس ميشال عون أعلن من على منبر بعبدا بـضرورة الحفاظ على إتفاق الطائف، واليوم يعود السفير البخاري يطلق هذه التغريدة التي تؤكد على عروبة الطائف، وبالتالي يشدّد على أنّ هذا الإتفاق هو تحت رعاية الممكلة العربية السعودية وممنوع المساس به”.
ويكشف عن شعور سعودي، بأنّ “في لبنان هناك مشروعين، مشروع سعودي يدعو إلى حماية الطائف والسلم الأهلي، ومشروع يقوده أطراف وبالتحديد رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ النائب جبران باسيل يرفع شعار الذهاب نحو عقد اجتماعي جديد، والقناعة السعودية هنا أنّ الذهاب إلى عقد جديد يُدخل البلد في فتنة أمنية وعسكرية وإنفلات وليس من السهولة الوصول إلى مثل هذا العقد الإجتماعي، ولذلك هناك إصرار سعودي على الحفاظ على اتفاق الطائف”.
أما بالنسبة للقاء النواب السنّة، فيؤكد السبع أنّ “السعودية تقوم اليوم بترتيب أوراقها وتقوم بتجميع النواب السنّة تحت عباءة الطائف”.
كما أكّد أنّ السعودية توجّه رسالة واضحة، مفادها أنّ “أي مرشح لرئاسة الجمهورية عليه أن يحافظ على الطائف فممنوع المساس بالإتفاق”.
وعن إمكانية، أن “ينجح لقاء دار الفتوى في جمع النواب السنة الـ27 في ظل ما يُحكى عن اعتذار بعضهم؟ يعتبر السبع أنّ “اللقاء هو بمثابة إختبار كبير ولكن بحكم المؤكد أن اليوم هناك 27 نائب سني ودار الفتوى مع السعودية لديها القدرة على جمع ما بين 15 إلى 20 نائب وفي حال وصل إلى 20 فأعتقد أنّ ذلك إنجاز كبير للإثنين معاً، كما أنّه من المؤكد أنّ ذلك سيقلب المعادلة الداخلية رأساً على عقب فكل التعويل السعودي اليوم هو على هذا الإجتماع”.
ويرى أنّ “الرسالة في تغريدة السفير البخاري لا تقتصر على التيار الوطني الحر بل هي موجهة إلى حزب الله لا سيما في ظل ما يُحكى عن قرب استئناف المفاووضات السعودية الإيرانية، فالجانب السعودي يحاول ترتيب أموره الداخلية لبنانياً استعداداً للإستحقاق، وبالتالي تقول السعودية هنا أنّ اتفاق الطائف هو بلسان عربي وليس إيراني، خصوصاً أنّ هناك شعوراً عن وجود تناغم بين بين باسيل وحزب الله بموضوع الطائف لذلك جاء السفير السعودي ليؤكد على ضورة الحفاظ على إتفاق الطائف، وهذا أحد الخوط الحمر السعودية الممنوع المساس بها”.
ويتحدّث عن قناعة سعودية، أنّه “في حال كان لحزب الله وحلفائه قوة الفرض فإنّ السعودية وحلفاؤها لديهم قوة الرفض، وإذا استطاعت السعودية جمع 20 نائب سنّي إضافة إلى نواب القوات اللبنانية والكتائب وجزء من التغيريين والحزب التقدمي الإشتراكي فسنصل إلى رقم مهم جداً، وبالتالي فإنّ هذا الرقم سيدفع بإتجاه تمرير الحل السعودي في لبنان وإما عدم تجاوز الارادة السعودية في لبنان”.
وعن التعويل على الحزب الاشتراكي المنفتح حديثاً على حزب الله ؟ يشدّد السبع، على أنّ “رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، حليف أساسي للملكة العربية السعودية، وهو على تنسيق يومي ودائم مع الرياض، بالتالي هو يلتزم الموقف السعودي كما هي حال القوات اللبنانية، اللذين هما من الحلفاء الأساسيين للملكة العربية السعودية، لذلك فإنّ جنبلاط يلتزم بالقرار السعودي وفي حال أعطت السعودية كلمة السرّ فإنّ الجميع سيلتزم بها”.