تابعوا قناتنا على التلغرام
مقالات مختارة

“اسرائيل”من باخموت الى غزة.. أزمة الهوية والجغرافيا والديموغرافيا

كتب د.عماد رزق
29 تشرين الأول 2023-الديار

ما بين اوكرانيا واسرائيل اكثر من معركة، في الحقيقة انها قضية لاوعي جماعي واشكالية سلوكية لصراع مستمر بين الامبراطورية الروسية وبريطانيا العظمى..هوية ملتبسة لكيان مصطنع وصراع على جغرافية الموارد والهيمنة العالمية.
بوغدان لفوفسكي كتب في صحيفة ازفيستيا الروسية يقول: ” ان الصراع في الشرق الاوسط له تأثير خطير على الوضع في اوكرانيا.”.. وكتبت صحيفة نيويورك تايمز ان ” اوكرانيا واسرائيل تتنافسان على قذائف المدفعية والقنابل الذكية وانظمة الدفاع الجوي”، اما الرئيس الاميركي جو بايدن فكان قد اقترح ان يوافق الكونغرس على حزمة مساعدات مشتركة لاوكرانيا واسرائيل، لكن الجمهوريين انتقدوا الاقتراح وهم على استعداد للموافقة على تقديم المساعدة الى حليف في الشرق الاوسط…
حليف الجمهوريين وكذلك الديمقراطيين، هذا الكيان الاسرائيلي الذي اصبح اليوم في خطر وجودي وقبل ان يبلغ الـ 80 عاما. اصل القصة تبدأ من اوديسا التي كانت جزءاً من الامبراطورية الروسية ومع انتهاء الاتحاد السوفياتي اصبحت الميناء الاول لاوكرانيا.

الهوية الملتبسة لقادة حزب الليكود..اسباب مباشرة لفشل نتنياهو اليوم
في مدينة اوديسا ولد فلاديمير يفغنييفيتش جابوتينسكي (زئيف) عام 1880 الذي توفي عن عمر 59 عاماً بمرض القلب، ليدفن في الولايات المتحدة وينقل جثمانه العام1964 الى جبل هرتزل في القدس.
زئيف جابوتينسكي خدم في الجيش البريطاني، تحدث الروسية والفرنسية، وهو مؤسس اليمين المتطرف اليهودي ولاحقاً المنظمة الشبابية البولندية الصهيونية ” بيتار” التي شكلت اسس حزب الليكود ومنها خرج مناحيم بيغن.
مناحيم بيغن هو ايضا ولد في روسيا البيضاء وعام 1938 غادرها الى بولندا ليترأس منظمة بيتار البولندية بعد سنة.
اما مدينة باخموت والتي استمر القتال فيها 9 اشهر في العام 2022 ليدخلها الجيش الروسي ويعلن بداية جديدة للصراع، بين روسيا وحلف اطلسي، عقله بريطاني واعلامه اميركي.. ها هي اليوم مدينة غزة في غرب اسيا تشكل الامتداد الجيواسترتيجي للصراع.
في مدينة باخموت ولد مناحيم سفيدور عام 1917، تولى رئاسة الكنيست ما بين 1981 والعام 1984 عن حزب الليكود، خلال هذه الفترة تم اجتياح لبنان. ولفهم الاشكالية علينا فهم خلفيته الاخرى، ولد في روسيا لكنه خدم في الجيش البريطاني في السنوات ما بين 1941 و1946 اي قبل 40 عاماً من توليه رئاسة الكنيست الاسرائلي، وتبقى الاشكالية السلوكية الاخرى التي شكلت النموذج لكل قادة الكيان وبخاصة حزب الليكود الذي تقاطعت فيهم ابعاد روسية بريطانية..وحمل المواطنة البولندية. بولندا الدولة التي شكلت الامتداد الاول لدعم اوكرانيا ومواجهة واحتواء روسيا في اوروبا.
في مدن الامبراطورية الروسية ولد مؤسسوا اليمين المتطرف الاسرائلي لينقلبوا عليها بتحالفهم مع بريطانيا والولايات المتحدة، وينتقموا بدعمهم الرئيس الاوكراني زيلينسكي وحكومته ذات الاغلبية اليهودية، انتقام من روسيا العائدة بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين.

خطايا الليكود.. خطف اوكرانيا للدفاع عن ديموغرافية وجغرافية “اسرائيل”

الاكيد ان اوكرانيا مخطوفة، استخدمها حزب الليكود اليميني الاسرائيلي خط دفاع اول لانقاذ جغرافية كيان يعيش ازمة هوية، واشكالية سلوكية من قادته المؤسسين وشعب من اصول مختلفة جمعهم الاستيطان على ارض فلسطينية مخطوفة ايضاً.

فالديموغرافيا الاسرائيلية بمكوناتها اليهودية والمسلمة والمسيحية والدرزية شكلت محور التفكك الحاصل اليوم وقد اظهره “طوفان الاقصى” .
في التفاصيل، ان الحركة القومية الليبرالية “بيتار” كانت المعارض الرئيسي لحزب ماباي الاشتراكي بزعامة بن غوريون.

مع تأسيس تكتل الليكود عام 1948، ورغم معارضته التقليدية الانسحاب من الاراضي، غير ان مناحيم بيغن، رئيس الوزراء انسحب من سيناء، لينتصر في الانتخابات عام 1977 للمرة الاولى على حزب العمل بقيادة شيمون بيريز، فكانت الهزيمة الاولى لحزب العمل منذ قيام الكيان، وبعهده شن الليكود الحرب على لبنان، ليأتي بعده اسحاق شامير ويؤسس لوصول نتنياهو في العام 1996.
فالخطيئة الثانية كانت خطة شارون فك الارتباط الاحادية الاسرائيلية، خطة قامت بتفيذها الحكومة الاسرائيلية في صيف 2005 . اخليت المستوطنات والمعسكرات الاسرائيلية من قطاع غزة، كان ذلك نتيجة “معركة ايام الغضب” وفشلت فيها اسرائيل في تحقيق اهدافها بمنع اطلاق الصواريخ من غزة.
هذه الخطة احدثت جدلا واسعاً في الكيان، وربما خطايا بيغن عن حزب الليكود وشارون كذلك، الاحجار التي انتجت “طوفان الاقصى” معركة ستجرف معها نتنياهو، وخطيئته ان خطف اوكرانيا من الامبراطورية الروسية.

الاكيد عناصر ثلاث انتجتها “معركة طوفان الاقصى”:

  • مستوطنات غير قابلة للعيش، وتغيير اكيد لديموغرافية الكيان.
  • الهوية التي حكم بها حزب الليكود، يمين متطرف بجذور بولندية وبدعم بريطاني وحماية اميركية اصبح اليوم، يمين متخلف متهور، افكاره لم تعد تصلح لبناء كيان.
  • جغرافيته السياسية متحركة لم تعد اتفاقات التطبيع والسلام تنقذها.. الا اذا كانت الفدرالية في كل المنطقة وبمبادرة قطرية تشمل ” فلسطين المحتلة”.
Reporter2
Author: Reporter2

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى