لا مصارف ولا صيرفة.. هذا ما سيحصل
قرّرت جمعية المصارف الإضراب بدءًا من يوم الإثنين إلى يوم الإربعاء حيث تعقد جمعيّة عموميّة لمُناقشة الدعاوى المرفوعة بحقّ عدد من المصارف حيثُ من المُتوّقع أن تتخذ قرارات هامّة على هذا الصعيد.
فما هي الإنعكاسات الآنية لإضراب الأيام الثلاث وماذا سيكون الوضع لو قرّرت المصارف الذهاب بإتجاه الإضراب المفتوح؟.وهل ما شهدته المصارف أمس من زحمة على الصرافات الآليّة أول الغيث في الأزمة؟
يرى الخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت” أنْ “البلاد تعيش اليوم مشاكل إقتصادية وماليّة ونقديّة على كافّة المستويات ولا تحتمل سلبيات جديدة كإقفال المصارف أبوابها ممّا سيَتسبّب بتداعيات خطيرة على الصعيد النقدّي تحديداً”.
ويجزم أنّ “هذا الإضراب وفي حال إستمّر إلى ما بعد يوم الإربعاء فإنه سيساهم في تسريع عملية إنهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار أكثر فأكثر، وأنّ إستمرار الإضراب لما بعد الإربعاء سيضر بمصالح الشركات التي تتعامل مع المصارف للحصول على الدولار وفق منصة صيرفة والتي ستتوقف طبعا بسبب الإضراب”.
إذًا كما يوضح دكتور جباعي فإنّ “السوق برمته سيتأثر وهو ما يساهم بحصول مزيد من الضغط على الليرة في السوق الموازي لأنه سيثير نوعاً من عدم الثقة ومزيد من الطلب على الدولار في السوق السوداء ممّا يؤدي حكمًا إلى إرتفاع متسارع لسعر صرف هذا الدولار”.
ويُحذّر أنّ “هذا الوضع وعدم الثقة بالسوق النقدي سيحمل حاملي الليرة لشراء الدولار، خوفاً من تدهور قيمة أموالهم أكثر وهو ما يزيد الطلب على الدولار أيضاً”.
ويضيف، “بما أنّ شركات إستيراد المحروقات تعتمد على سعر صيرفة للإستيراد فإننا قد نواجه شحاً في سوق المحروقات في حال طالت أزمة المصارف ويخلق بلبلة في هذا القطاع”.
ويتابع، “لكن المتضرر الأول هو المواطن الذي سيدفع الثمن لهجة رفع الأسعار وفقدان بعض المواد كم تنعكس على المودع الذي يسعى لتحصيل جزء من أمواله لدى هذه المصارف”.
وتمنّى جباعي “الإسراع في معالجة هذا الوضع لأنّ التداعيات السلبيّة كثيرة وسوف تفاقم من الأزمة الإقتصادية والنقدية”.