تابعوا قناتنا على التلغرام
محليات

في عيده الوطني: سلاح الجيش السري هو محبة الناس والتضحيات باتت رهناً بالقدرة على الصمود !

عيدٌ بأي حال عدت يا عيد؟
الأول من آب، إنه عيد الجيش اللبناني، شعلة الأمل الوحيدة المتبقية لاستعادة الدولة من الضياع وتثبيت الأمن والاستقرار في الوطن، في ظل وقوع لبنان في منطقة الشرق الأوسط، التي لا تعرف الاستقرار وعانت ولا تزال من تصدعات أمنية خطيرة.

عيد الجيش اللبناني عيد كل لبنان، وعيد كل العسكريين الواعين لقيمة وطنهم الحاضنين لجميع أبنائه، رتباء وضباطا وأفراد، والمحافظين على هويته وكرامته وحقوقه وحريته وسلامته وسلامة أراضيه المباركة وحضارته العريقة.
يحل عيد الجيش هذا العام، والوطن جريح والنفوس حزينة، والآفاق مسدودة… لكن أبناء هذا الوطن العزيز، على امتداد مساحته الجغرافية مؤمنون بديمومة وطنهم، وواثقون بأن الجيش اللبناني هو مؤسسة الخلاص الوطني الوحيدة، إذ بات يشكل -أكثر من أي وقت مضى- برّ الأمان للبنان وللبنانيين، في ظل الأزمات الإقتصادية والمعيشية والمالية الطاحنة التي تفاقم معاناتهم، والتي تتجدد وتتنوع يوماً بعد آخر.

علاقة اللبنانيين بجيشهم متينة ومميزة وعابرة للظروف والأزمنة والمصاعب والتحديات، هذه المؤسسة تفتت الطائفية والمذهبية أمام مدخل كل مركز وثكنة ومبنى تابع لها، فجيشنا يعطي من دون حساب، “عماد الوطن، حامي الأرض وحامينا”، وهو الخط الأحمر الذي يُرسم بالدماء في عز المعارك بوجه العدوان، وليس كثيراً أن تجسد كلمة الجيش معاني البطولة والوطنية والدفاع عن الوطن والمواطن، حتى بات يستحق ومنفرداً من بين المؤسسات العسكرية لقب “ضمانة البلد” و”صمام الأمان” لجميع اللبنانيين.

أما التضحية عنده فلها شأن، ولأداء المنظومة الفاسدة وسلوكها بحق الجيش وعسكرييه وأبنائه شأن آخر.

فكما تضحي الأم بولدها في هذه المؤسسة باستشهاده تضحي المؤسسة نفسها بأبنائها وبأعداد لا تحصى، وقد توقف العميد المتقاعد خليل الحلو في حديثه لـ “هنا لبنان” عند هذه النقطة: في هذه المناسبة الوطنية الجامعة الأولى تحية ووفاء لجميع شهداء الجيش منذ إنشاء نواة الجيش اللبناني أيام الانتداب الفرنسي (مثل الملازم بهجت غانم)، ومنذ الاستقلال (مثل الملازم أول محمد زغيب) وشهداء حرب فلسطين 1948، وحروبنا ضد إسرائيل في الجنوب (1968 – 1974) وخاصة شهداء 16 و17 أيلول 1972، ثم شهداء حروبنا الداخلية (1975 – 1990) ثم شهداء حربنا ضد الاحتلال السوري (1983 – 1990) وخاصة شهداء 13 تشرين 1990. ثم شهداء معركة المخيمات في الجنوب (1991) ثم بالأمس القريب شهداء معارك الضنية ونهر البارد وصيدا وطرابلس وفجر الجرود. لن ننساهم أبداً وسنبقى أوفياء لدمائهم من أجل سيادة لبنان الكاملة والحرية والاستقلال والازدهار .

وتوجه العميد حلو بالشكر للجيش اللبناني ولكافة القوى الأمنية اللبنانية، مؤكداً أن هذا الجيش لكل اللبنانيين وهو حارب إسرائيل والمنظمات الفلسطينية المسلحة، وليس هناك حزب في لبنان لم يشتبك معه لكن الهدف كان واحداً وهو الحفاظ على لبنان الوطن والدولة وليس بدافع الحقد وإلغاء الآخرين. مذكراً بالقدرة الجبارة للبنان على الصمود في ظل كل التوقعات بانهياره منذ 3 سنوات.

كما تقدّم حلو بكلمة شكر وعرفان جميل للعسكريين الذين باتت رواتبهم تحت الـ 100 دولار شهرياً ولديهم عائلات يقومون بإعالتها، ولا يزالون يلتزمون بدواماتهم ومهماتهم، ولا زلنا نرى دورياتهم في كل المناطق اللبنانية وكذلك حواجز الجيش وحراسة الحدود، هم عسكريون ارتضوا الالتزام بكل مسؤولياتهم بالرغم من مرارة العيش التي يعانيها كل واحد منهم.
وختم بالقول أن الجيش مؤسسة ولا يملكه عسكريون ولا القيادة ولا الضباط، الجيش هو ملك للشعب اللبناني بكامله ومن الجيد إبقاؤه بعيداً عن زواريب السياسة وعن التجاذبات السياسية الآنية والمستقبلية.

وكما يملك كل جيش في العالم سلاحاً سرّيًّا، فإنّ السلاح السري للجيش اللبناني هو محبة الناس له “وهو يلي موقفنا على إجرينا” كما يشدد قائد الجيش العماد جوزيف عون في إحدى خطاباته أمام العسكريين.

في هذه المناسبة صعبٌ أن تسعفنا الكلمات لكي نوفي للجيش حقه فهو يبقى الضمانة الوحيدة لاستقرار لبنان ووحدته الوطنية، والتعايش المشترك بين أبنائه، فيما المنظومة الحاكمة مستمرة في قضم حقوق عناصره، وممارسة كل أنواع التقشف لدرجة عدم تمكنها من توفير الغذاء لعناصره أثناء تنفيذ مهماته الوطنية. وهل التطاول على من ضحى وقاتل لأجل أرضه وعرضه ووطنه… يُكافأ بسرقة أبسط حقوقه هو قيمة راتبه الذي تدني إلى مستوى لا يقدر أن يصل به إلى مركزه من أجل الوطن وحمايته؟

لماذا هذا الظلم والإجحاف بحق أبناء الشرف والتضحية والوفاء؟ وبحق المؤسسة الوحيدة الجامعة لكل شرائح المجتمع وطوائفه؟ ربما لا جواب في القريب العاجل.. وتبقى التضحية رهناً بقدرة كل عنصر أو رتيب أو ضابط على الصبر والصمود.

المصدر : مازن مجوز – هنا لبنان.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى