الوضع خطير والعين على بيروت… هل نتجرع الكأس مرتين!
على مَشارِف الذكرى السنويّة الثانيّة لإنفجار 4 آب يستمرّ “الجدل العقيم” بين منطقَيْن منطق يقول:” بضرورة هدم الإهراءات لما تُشكِّله من خطر على حياة العاملين في المرفأ، وبيْن مَنطق يرفض ذلك ويُطالِب بتدعيمها لتبقى الشاهد على جريمة العصر”.
وفي الآونة الأخيرة تعاظَم الخوْف مع إندلاع الحريق المُتكرّر في كميّات القمح المتواجدة في الإهراءات وعاد السجّال حول الموضوع لا سيّما بعد قرار مجلس النواب ردّ الإقتراح المُتعلّق بمصير الإهراءات إلى اللجان النيابيّة لدرسه.
وصباح اليوم دقّ وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين “ناقوس الخطر”، وقال: “أجهزة الرصد والإستشعار في الإهراءات رصدت تغييرات في سرعة الإنحناء بين 2 و 2.5 ملمتر في الساعة، وهناك خطر لسقوطها، ولذلك أطلقنا تحذيرات للمواطنين لأخذ الإحتياطات وخاصة للذين لديهم أمراض مُزمنة”.
وفي السياق أكّد رئيس حزب البيئة العالمي ورئيس خبراء حماية الصحة والبيئة العالمية والمُستشار الدولي لشؤون البيئة العالمية والمناخ د. دوميط كامل، أنّ “إهراءات مرفأ بيروت هي غير سليمة على الإطلاق، وهي حاليًّا في وضع في غاية الخطورةجرّاء الإنفجار الذي تعرَّضت له في 4 آب”.
ويلفت إلى أنّه “اليوم ومن بعد أصبح هناك تخمير في الحبوب قي قلب الإهراءات، ومن جرّاء إرتفاع الحرارة وإستمرار الحريق أصبحت الإهراءات بحالة بالغة الخطورة، وذلك بسبب كثافة الإحتراق في قلب التخمير وهذه الحبوب، وفي حال كان هذا الحريق مُلاصق للأساست فهذا شيء خطير جدًّا”.
وقال كامل: “نحن كمُراقبين لكل الكوارث البيئية بالعالم وخاصة اليوم نُراقب مرفأ بيروت والوضع الحالي غير سليم أبداً، وهذا الإحتراق الذي يحصل يُدمّر الأساسات الموجودة”.
ويُعلن عن معلومة: “كل حريق مباشر مع الحجر ومع المادة المصبوبة لمدّة 7 أيّام يحولها لمادة كلسية وقادرة أنْ تنهار بسرعة كبيرة جداً”.
ويُؤكّد أن “التحرّك والرصد الدقيق جداً من قِبل وزارة البيئة سيؤدي إلى إنهيارها”، ويقول: “الخطر الأكبر هو أن لا يكون أحد موجود حول الإهراءات ويتأثّر إن كان من دفاع مدني أو الأجهزة الأمنية أو الجيش”، مُطالباً أنْ “ينتبهوا أشدّ الإنتباه وعدم الإقتراب من الإهراءات لأنه لا نعلم بأيّ لحظة ممكن أن يحصل نوع من تدمير الأساس جرّاء النيران المشتعلة وهنا الكارثة الكبرى”.
ويُتابع، “لا شك أنه وفي حال حصل إنهيار سيكون هناك كتلة هوائية مُلوّثة أشد التلوث بذرّات الغبار، وهنا يجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر والإنتباه لعدم تنشّق هذا الغبار، فلا نعلم ما هي أنواع الغبار”.
وتوجّه إلى المواطنين بالقول: “يجب إرتداء الكمامات الدقيقة جدّاً وإغلاق النوافذ وتنظيف المنازل والشرفات من الغبار في حال وصل إليهم، والأخذ بعين الإعتبار بتوصيّات وزارة البيئة”.
وفي الختام، أعلن الخبير دوميط أنّهم “كمُراقيبن يَضعون طاقاتهم وخُبُراتِهم بتصرّف وزارتَي “الصحة” والبيئة” والمواطنين من أجل حمايتهم وصحتهم”.
المصدر : ليبانون ديبايت.