تحليل دم سريع يرصد “سرطان الثدي” قبل الأشعة السينية !
لقي تحليل دم جديد إشادة كبيرة إذ وصف بأنه “سيقلب مسار الأمور” [رأساً على عقب] في الكشف عن الإصابة بسرطان الثدي في مراحل مبكرة من المرض، وذلك في وقت أقرب مقارنة مع تصوير الثدي الشعاعي (الماموغرام).
يؤخذ من المريضة نحو خمسة ملي ليتر من الدم بغية تحليلها ورصد أي “خلايا سرطانية منتشرة (اختصاراً CTCs) [علماً أنها خلايا تتسرب إلى الأوعية الدموية أو اللمفاوية من ورم أولي وتحملها الدورة الدموية حول الجسم، وتصبح بذوراً لنمو أورام إضافية (النقائل) في أعضاء أخرى].
حتى وإن وجدت بكميات ضئيلة، تشكل الـ”خلايا السرطانية المنتشرة” في الدم إشارة دقيقة إلى وجود ورم سرطاني في مراحله المبكرة.
يأمل الأطباء في أن يؤدي تحليل الدم إلى الكشف المبكر عن سرطان الثدي، خصوصاً في صفوف النساء الشابات اللاتي لن يتلقين دعوة للخضوع لأول تصوير شعاعي للثدي قبل سن الخمسين.
على عكس التصوير الشعاعي للثدي، الذي يستخدم نظام أشعة سينية لرؤية داخل الثدي، في المستطاع تنفيذ تحليل الدم “تروتشيك” Trucheckكما يسمى أقل قدر من الإمكانات.
في النتيجة، تبين أن تحليل الدم كشف عن 92 في المئة من سرطانات الثدي، بمعدل خمسة في المئة أكثر مقارنة مع تصوير الثدي بالأشعة السينية.
بالنسبة إلى سرطان الثدي في المرحلة الأولى، كان تحليل الدم دقيقاً بنسبة 89 في المئة. حتى بالنسبة إلى المرحلة صفر، وفي هذه الحالة يمكن أن تتطور آفات ما قبل سرطانية إلى سرطان الثدي، رصد الفحص 70 في المئة من الحالات.
كذلك اتضح أن معدل نجاح تحليل الدم كان أعلى في مراحل لاحقة من سرطان الثدي، بحسب ما وجدت هذه الدراسة الطبية من نوع “دراسة الحالات والشواهد” [مقارنة مصابين بالحالة/ المرض (مجموعة الحالات) مع مشاركين غير مصابين بالحالة/المرض إنما متشابهون في كل ما عدا ذلك (مجموعة الشواهد)] التي شملت عينات دم مأخوذة من تسعة آلاف و632 امرأة يتمتعن بصحة جيدة في مقابل 548 امرأة أخرى مصابات بسرطان الثدي.
كشف تحليل الدم 96 في المئة من الحالات لنساء مصابات بسرطان الثدي في المرحلة الثانية. كذلك رصد 100 في المئة من حالات سرطان الثدي في المرحلتين الثالثة أو الرابعة من المرض، أي عندما تنتشر الأورام السرطانية في مكان آخر من الجسم، ويفيض الدم بمزيد من الخلايا السرطانية المنتشرة.
في المقابل، لم يعط تحليل الدم أي نتائج موجبة خاطئة، بمعنى الكشف عن حالة سرطانية غير موجودة في الحقيقة، علماً بأن دراسة أخرى شابها مثل هذه النتائج. وفي العموم، من بين كل 10 فحوص بالأشعة السينية يعطي فحص واحد تقريباً نتائج موجبة خاطئة لسرطان الثدي.
تحدث في هذا الشأن البروفيسور كفاح مقبل، جراح متخصص في سرطان الثدي شارك في البحث ويعمل في “معهد لندن للثدي” في “مستشفى الأميرة غريس”، فقال إن فحص الدم هذا من شأنه أن “يقلب مسار الأمور”، ذلك أن في “وسعه أن يحدث تحولاً في مجال الكشف عن سرطان الثدي”.
كذلك قال الدكتور تيم كروك، من “مستشفى لندن كلينك” الخاص، حيث اختبار الدم متوفر للمريضات، إن تحليل الدم هذا ربما يحل محل تصوير الثدي بالأشعة السينية، وربما يشكل حلاً لـ”المشكلة الهائلة [المتمثلة في] التشخيص المتأخر للسرطان في هذا البلد” [المملكة المتحدة].
واللافت أن اختبار الدم هذا ربما يستخدم في نهاية المطاف للكشف عن وجود سرطانات عدة من عدمها لدى شخص واحد وباستخدام عينة واحدة من الدم، وفق الدكتور كروك.
في العادة، توجه “هيئة الخدمات الصحية الوطنية” (“أن أتش أس”NHS) دعوة إلى النساء في إنجلترا للخضوع لأول صورة شعاعية للثدي في سن الخمسين، ثم كل ثلاث سنوات حتى بلوغ سن 71.
ولكن في العام الماضي، لم تخضع سوى 62 في المئة، أي نحو 1.2 مليون، من النساء اللاتي يستوفين الشروط المطلوبة، لفحوص الأشعة السينية. وعدم تقدم 750 ألف امرأة لإجراء الفحص يعزى جزئياً إلى جائحة “كورونا” التي أفضت إلى تراكمات وتأخيرات في خدمات “هيئة الخدمات الصحية الوطنية”.
والجدير بالذكر أن النتائج في شأن فحص الدم نشرت في مجلة “كانسيرز” Cancers.
المصدر : أندبندنت عربية – لميات سابين.