تابعوا قناتنا على التلغرام
تكنولوجيا

الفائدة من تعليم البرمجة للأطفال!

لا نستطيع إنكار التغير الذي أحدثته البرمجة في حياتنا، والدور الكبير الذي تلعبه في كل ما نتعامل معه اليوم، بداية من هواتفنا إلى أجهزة التلفاز والساعات والسيارات وبالطبع أجهزة الحاسوب، حتى أجهزة عمل القهوة وإعداد الطعام وماكينات البيع وماكينات الصراف الآلي، وغيرها من التقنيات التي تعتمد بشكل كبير على الكود البرمجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة التعلم العميق.

لذا بات من الضروري تشجيع وتوجيه الأطفال إلى تعلم البرمجة لنضمن لهم مكانًا في مستقبل قائم بشكل كامل على البرمجة، والتي تتحرك بسرعة كبيرة لتصبح أحد معايير الأمية الرقمية، مثلما كان استخدام الحاسوب والإنترنت في يوم من الأيام.

 

ولا أعني بذلك أن يتحول كل طفل إلى مبرمج، ولكنني أتحدث عن “ضرورة” إتاحة الفرصة للطفل للتعرف على البرمجة وتعلم أساسياتها، ومن ثم الاختيار بين استكمال الرحلة أو التوقف عند الأساسيات، فالأمر هنا مثل تحدث لغة ثانية، قد تتقن كتابتها أو لا، لكن يمكنك تحدثها بطلاقة، والأمر بعد ذلك يرجع إليك في المضي قدمًا وتعلم المزيد حتى تستطيع الكتابة والقراءة أو تكتفي بما تعرفه، بالطبع يجب عليك تعلم القراءة والكتابة، لكنني أردت أن أوضح من خلال هذا المثال، أن الهدف الرئيسي من تعلم البرمجة هو تحويل الطفل من مجرد مستهلك للتكنولوجيا، إلى شخص يعلم كيف تعمل هذه التكنولوجيا، وأن يخرج من دائرة المستهلك أو المستخدم إلى الدائرة الأوسع.

وقد يكتفي الطفل بالأساسيات أو يقرر تعلم المزيد والمشاركة في تطوير هذه التكنولوجيا، وبغض النظر عن اختياره، فتعلم الأساسيات وحدها قد يزوده ببعض الأدوات التي ستساعده بشكل كبير.

 

وهذا هو أحد الأسباب التي دائمًا ما تدفعني إلى دعوة الجميع بمختلف مجالاتهم إلى تعلم البرمجة، إذ أنها من المجالات التي ستوفر لك فهمًا عميقًا للحياة الرقمية من حولك، فالعالم كما ذكرت في طريقه إلى التحول الرقمي الكامل والاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، ناهيك عن أهمية علوم البيانات وكل المجالات المرتبطة بها، والتي تعتمد جميعها بشكل كبير على البرمجة. 

ولكن هل يوجد عمر مناسب لتعليم البرمجة للأطفال؟

يتساوى تعليم البرمجة للأطفال مع تعليمهم لغة جديدة، لذا فيمكنك البدء في تعليم البرمجة لطفلك أو تشجيعه على ذلك في عمر 7 سنوات، وليس قبل ذلك -بالطبع لا توجد حدود للتعلم- فقد يكون طفلك مستعدًا للتعلم في عمر الخامسة، إلا أن عمر السابعة هو أنسب سن للبداية عند غالبية الأطفال.

ولا يعني ذلك أن الأعمار الأكبر لا تستطيع، فكما ذكرت لا حدود للتعلم، إذ يمكنك البدء في تعلم البرمجة ولو كنت في السبعين من عمرك.

 

ستسألني، هل هذه هي كل الفوائد والأسباب التي شجعتني على كتابة هذا المقال ولعب دور المرشد والناصح لأولياء الأمور؟ بالطبع لا، فالفوائد التي ستعود على طفلك من تعلم البرمجة لا تعد ولا تحصى، إذ أن الأمر لا يقتصر على تحسين فرصته في المستقبل ومساعدته على الاندماج في مجتمع رقمي بالكامل، بل أنه يمتد إلى ذكائه وشخصيته أيضًا، وسأسرد لك بعض من فوائد تعليم البرمجة للأطفال في السطور القليلة التالية.

Google Promotes Kids Coding Languages With Coding For Carrots

تعزيز الإبداع:

عندما تبدأ في تطوير أحد التطبيقات، فأنت تبدأ من لاشيء وتصل إلى نتيجة ما، وهو ما يجعل البرمجة إحدى صور الإبداع، مثل الرسم والتصميم وغيرها من المجالات الإبداعية، بل أنه يتفوق على الكثير من المجالات الإبداعية من ناحية الاحتمالات اللانهائية، ما يعمل على تعزيز خيال الطفل وطريقة تفكيره، بداية من إدراك المشكلة وتحليلها والعمل على حلها، ومرورًا بالصعوبات التي قد تواجهه والتي تحتاج بدورها إلى حلولٍ إبداعية جديدة.

تعلم الرياضيات بشكل فعال:

يأتي تعلم مهارات الرياضيات الأساسية على رأس المهارات التي يجب أن يتعلمها الطفل، وذلك لارتباطها بحياته اليومية بشكل كبير، إذ قد يواجه البعض المواقف التي يضطر فيها إلى العد أو القيام بمسائل حسابية بسيطة، ولكن ومع حاجتنا لتعلم الرياضيات، مازال هناك من لا يجد فيها أي متعة، وهنا يأتي دور تعلم البرمجة والتي تلعب دور كبير في جعل الرياضيات أكثر متعة وجذبًا للطفل.

 

وكان يعتقد قديمًا أنه يجب على من يريد البدء في تعلم البرمجة ، تطوير المهارات الرياضية، لومن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، إذ أن البرمجة هي السبب الرئيسي في تطوير المهارات الرياضية.

التفكير الحسابي أو الحاسوبي:

ترتبط البرمجة بشكل كبير بما يسمى بالتفكير الحسابي أو Computational Thinking، لذا فهي تعمل على تطوير مهارات حل المشاكل عند المتعلم، والتي تشمل على دراسة المشكلة وفهمها وتنظيم البيانات وتحليلها وتقسيمها إلى عمليات مصغرة يمكن حلها بشكل أسهل، وهو ما يعني تطوير التفكير النقدي وبالتالي تطوير وتطبيق استراتيجيات فهم المشكلات وحلها بالاعتماد على طرق منظمة وقواعد وخطوات ثابتة، وهي من المهارات التي سيحتاجها الطفل في المستقبل وطوال حياته، بغض النظر عن المجال الذي سيختاره.

تطوير مهارات حل المشكلات

كما ذكرت في السابق، تمتلك البرمجة القدرة على فتح آفاق جديدة وتوفر منظورًا مختلفًا لحل المشكلات، فكتابة الكود البرمجي أمر صعب ويستلزم نشاطًا عقليًا كبيرًا، لذا فهي توفر لطفلك طريقة جديدة وفعالة للنظر إلى المشكلة بطرق مختلفة، والعمل على إصلاحها أو تطوير ما يعمل عليه بشكل مستمر، وهو الأمر الذي يمكن تطبيقه بعد ذلك على الكثير من المجالات الأخرى.

Online Coding Courses for Kids: Learn Coding at Home - STEMpedia

 

التعلم بالممارسة:

يعد التعلم بالممارسة أو التفاعل من أهم طرق التعلم وأكثرها فعالية، إذ أنها لا تعتمد على الطرق التقليدية القائمة على الحفظ والتلقين، بل بتعلم ما مانحتاجه لحل المشكلة التي أمامنا.

ويعود الفضل في هذه الطريقة إلى الفيلسوف الأمريكي جون ديوي، والتي تهدف إلى إشراك الطلاب في عملية التعلم والتفاعل مع بيئتهم، خصوصًا في المجالات الإبداعية، إذ رفض ديوي نهد التعلم القائم على المحاضرات، وركز مع طلابه على التعلم من خلال القيام بالنشاط نفسه.

على سبيل المثال، يمكن للطفل تصميم لعبة بنفسه من خلال خطوات بسيطة جدًا، أو حتى تعلم البرمجة من خلال لعبة قائمة على إنجاز بعض المهام والحصول على مكافآت أثناء اللعب وبعد اجتياز كل مرحلة.

 

طرق تعليم البرمجة للأطفال

من السهل البدء في تعليم البرمجة لطفلك في المنزل، حتى إذا لم تكن مبرمجًا، وتوجد طرق عدة للبدء في رحلة تعلم البرمجة مع طفلك، إذ يمكنك البدء في تعليم البرمجة للأطفال عن طريق الألعاب؛ إذ أنها واحدة من النشاطات التي يهتم بها الطفل في عمر مبكر، لذا فدمج اللعب مع التعلم من أفضل الطرق لتشجيع الطفل.

وإليك بعد النصائح التي يمكنها أن تفيدك خلال تجربة تعليم البرمجة للأطفال:

1- البداية بالتعريف بالمفاهيم الرئيسية للبرمجة، مثل:

  • الخوازميات Algorithm.

  • التسلسل Sequence.

  • الحلقة Loop.

  • التقسيم Decomposition.

  • الفرع Branch.

2- الاعتماد في البداية على الوسائل التعليمية التي يمكن استخدامها بدون جهاز حاسوب.

 يمكنك البدء في تعليم البرمجة لطفلك اليوم وبدون الحاجة إلى جهاز حاسوب، إذ أن كل ما ستحتاجه هو الوسائل التعليمية المناسبة التي تعرف طفلك على الأساسيات فقط.

 

3- التحدث عن لغات البرمجة مع الطفل وتعريفه بها:

يمكنك البدء بلغات مثل Scratch وBlockly وAlice وTwine، كلغات بسيطة يمكنه من خلالها تطوير لعبة أو تطبيق بسيط:

  • لغة Scratch: أسهل وأبسط لغة برمجة يمكن للأطفال تعلمها وتتميز بأنها مجانية ويمكن استخدامها بدون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت.

  • لغة Alice: صممت هذه اللغة من أجل تعليم مبادئ تحريك الأجسام ثلاثية الأبعاد، وتشبه لغة سي بلس بلس ++C إلى حد كبير.

  • لغة Twine: تستهدف هذه اللغة للأطفال المهتمين بتصميم وتطوير الألعاب، وهي موجهة بشكل أساسي إلى أعمارٍ أكبر من 12 سنة، نظرًا لأنها أكثر دقة وقد تتسبب في إحباطًا للأطفال الأصغر سنًا.

  • لغة Blockly: هي النسخة الخاصة بجوجل من لغة Scratch وهي مخصصةٌ للأطفال بعمرٍ أكثر من عشر سنوات.

  • بيئة Swift PlayGround: وهي بيئة تعلم للغة سويفت مخصصة للأطفال.

4- البدء مع ألعاب متحركة تعتمد على الكود البرمجى في استخدامها، مثل السيارات أو إنسان آلي أو غيرها من الألعاب الميكانيكية أو الإلكترونية، القائمة على الكود البرمجي.

5- عدم الضغط على الطفل، بل تشجيعه والحرص على جعل وقت التعلم مرحًا وحماسيًا بغض النظر عن النتائج.

 

حسنًا… كانت هذه نهاية المقال، لكنها ليست نهاية حديثنا عن البرمجة، وكيف يمكن أن يحقق الأطفال أكبر استفادة من تعلمها.

Reporter2
Author: Reporter2

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى