مشهديّة الإستشارات… “التيار” بيضة القبان!
لا تُوحي الأجواء المُحيطة بعمليّة تكليف شخصيّة لرئاسة الحكومة اللبنانية بالوصول إلى اتفاق على إسم مُحدّد حتى ضمن الفريق الواحد، باستثناء الثنائي الشيعي وحلفائه المتمترّسين خلف رئيس الحكومة الحالي.
لكنّ الحظوظ التي كانت وافرة حتى الأمس للرئيس ميقاتي ، يبدو أنّها بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً مع دخول العنصر السعودي على الخطّ بعد عودة سفير المملكة وليد البخاري إلى بيروت ، ومُحاولة تعويض الخسائر التي مُني بها فريقه السياسي، عبر إعادة جمع الشتات المُتفرّق.
ويسعى السفير إلى إعادة ترتيب البيت السني الداخلي بعدما أيقن أنّ إدارة الظهر للنواب السنة يخدم مصالح المُنافسين، لذلك تتكثّف اللقاءات مع هؤلاء النواب للسير في جبهة واحدة في مواجهة الثنائي الشيعي، ووفق المعطيات الجديدة فإنّ مشهد الإستشارات المُلزمة يوم الخميس يرتسم وفق الآتي:
-الثنائي الشيعي وحلفاؤه حسموا خيارهم بإعادة تزكية الرئيس نجيب ميقاتي.
-“حزب “القوات اللبنانية الذي بدأ بتحالف إنتخابي مع الحزب التقدمي الإشتراكي كاد أن ينفك مع جنوح الاشتراكي باتجاه الرئيس ميقاتي، إلّا أنّ تدخلاً دبلوماسياً أيضاً قرّب المسافات من جديد ليتفق الطرفان على تسمية مشتركة يبدو أنها طي الكتمان بانتظار الإتصالات التي تجري في الكواليس مع نواب “التغيير” ونواب ومستقلين.
إلّا أنّ الإشتراكي يُبقي الباب موارباً مع الرئيس ميقاتي وهو سيعلن بعد ظهر اليوم مَن هو مرشحه لتشكيل الحكومة.
-حزب الكتائب الذي لا يدور بعيداً عن فلك السفارة السعودية ، إلا أنّه أقرب إلى نواب التغيير حيث يبدو أنه حسم خياره اذا وافقه هؤلاء على تسميّة السفير نواف سلام ، وإلّا فإنّ الأمر متروك للتغيير كبادرة حسن نيّة لينخرط الحزب العريق في السياسة مع التغييريين الجُدد وينفض عنه لوثة “حزب السلطة”، وهو بدوره سيعلن اليوم على لسان رئيسه إسم المرشح المنتظر.
– نواب “التغيير” الذين يبدو حتى الساعة أنهم لم يتوّصلوا إلى الإتفاق على شخصية مُحددة ولو أن طرح إسم نواف سلام يُناسب معظمهم ولكنهم مُنقسمون ويتريثّون حتى يوم غد الإربعاء لإتخاذ القرار النهائي، إما بالذهاب كتكتل واحد مع مرشح وحيد أو ترك الخيار لكل نائب بتسمية الشخصية التي يراها مناسبة، مع العلم أن أسماء كثيرة يجري تداولها بين هؤلاء مثل صالح النصولي.
وتُؤكد مصادر هؤلاء أنّ “لا رغبة لأي نائب سني تغييري بالترشح للمنصب على خلفيّة قناعتهم بفصل السلطات التي تعني في جانب منها فصل النيابة عن الوزارة.
-النواب السنة المستقلون الذي يعمل السفير السعودي على استمالتهم حتى أنّه التقاهم للمرة الثانية منذ عودته من المملكة، يبدو أنهم مصرون على تسمية الرئيس ميقاتي وفق مصادرهم ربما لاعتبارات صبغت الإنتخابات النيابية حيث لم يجدوا في سفير المملكة حضناً بعدما إستوطن به حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع ، لذلك يفضلون الإستمرار بالسياسة نفسها التي أوصلتهم إلى تقاعدهم.
-النواب المستقلون منهم مَن يدور في فلك السياديين ومنه في فلك جبهة الممانعة، فمن يدور في الفلك السيادي سيسير خلف السفير وبالتالي خلف “القوات “رأس الحربة في هذه المعركة، أما من يدور في الفلك الآخر فإنه من الأرحج تسمية معظمهم للرئيس ميقاتي.
-التيار الوطني الحر الذي “يُبازر” الرئيس نجيب ميقاتي ويطرح أسماء للمنصب حتى من بين وزرائه مثل أمين سلام ، أما البازار الذي بدأه فيتعلق حتماً بالحقائب وبجنس الحكومة التي يريدها التيار سياسية مُشكلة من الأحزاب والتي لا يمانعها الرئيس ميقاتي ، مما يعني أن التيار الذي يشكل بيضة القبان في المنازلة الحكومية سيسمي ميقاتي بنهاية المطاف إذا اراد مشاركةً فاعلة في الحكومة.
ووفق هذا الرسم للمشهد يبدو أن الرئيس ميقاتي وقد يصل إلى 55 صوتاً بين الثنائي وحلفائه إضافة إلى التيار في حال دخل التسوية والنواب السنة، فيما سيكون للمعارضة حوالي 50 نائباً أما النواب الباقون سيكون لهم مرشحون آخرون، ممّا يرفع العدد إلى 4 مرشحين.