متى ينفجر الشارع؟
تختلط ردود الفعل في الشارع بين الدعوة إلى عدم شراء ومقاطعة المحروقات وخصوصاً البنزين بعدما تجاوز سعر الصفيحة وحتى كتابة هذه السطور، عتبة ال700 ألف ليرة ، ولكن من دون أن تذهب هذه الدعوات المتداولة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، إلى التحرك في الشارع للتعبير عن الغضب والثورة على انهيار العملة الوطنية ومعها معادلة الأمن الإجتماعي. فهل يحصل الإنفجار الشعبي؟
الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة توقع استمرار الواقع على ما هو عليه من انهيار وغلاء في آن معتبراً أن النار تحت الرماد والشارع مرشّح للإنفجار في أي لحظة بسبب ارتفاع الأسعار في كل المجالات. لكنه كشف ، أن الشارع في حالٍ من الهدنة بعد تعيين موعد الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد، وسيبقى هادئاً بعض الشيء في الأشهر القليلة المقبلة، بانتظار اتضاح صورة الحكومة المقبلة وإجراءاتها الإنقاذية تزامناً مع مباشرة المجلس النيابي الجديد لنشاطه التشريعي، وربما تطول وفترة الترقب أو “الهدنة”، إلى ما بعد الإنتخابات الرئاسية.
ورداً على سؤال عن الفترة الزمنية المتوقعة قبل أن يتكرر مشهد ثورة 17 تشرين في الشارع مجدداً، تحدث الدكتور حبيقة عن أن الشارع يعطي مجالاً للحكومة وذلك في حال تشكّلت، من أجل العمل، على أن تبقى الأوضاع مستقرة على الصعيد النقابي والشعبي حتى أواخر العام الجاري وفق أبعد تقدير، ولكن بعد هذا التاريخ سيكون من الصعب تهدئة الشارع الغاضب.
وركز حبيقة على أن الطرف الأساسي القادر على إعادة إشعال الشارع، هو الأحزاب، ولكن الكل اليوم قد شارك بالإنتخابات النيابية وبات جزءاً من السلطة بطريقةٍ أو بأخرى وذلك عبر ممثليها، وكذلك الأمر بالنسبة لنواب قوى التغيير والثورة، بعدما جلس الجميع على طاولة واحدة ويشاركون في القرار.
وبالتالي فإن الإنفجار مؤجل حتى ولو وصل سعر صفيحة البنزين إلى مليون ليرة واستمر سعر الدولار في السوق الحرة بالإرتفاع، كما أضاف الدكتور حبيقة، والذي لاحظ أن الخطأ يقع على الدولة لأنها نفذت سياسة دعم المحروقات عندما كان سعر صفيحة البنزين 24 ألف ليرة، بينما كان من الأفضل عدم دعمها في العقود الماضية من قبل الحكومات المتعاقبة، واتخاذ قرار الدعم اليوم عندما أصبح السعر 700 ألفاً “والحبل على الجرار”.
وعزا حبيقة ارتفاع الأسعار اليوم سواء للمحروقات أو السلع الأساسية كالقمح أو الدواء، للحرب في أوكرانيا، متوقعاً المزيد من الإرتفاع في الأسعار في الأشهر المقبلة، وكرراً القول أن كل أسباب انفجار الشارع موجودة ولكن هذا الشارع لن ينفجر اليوم ولذلك علينا أن نترقب الخطوات السياسية المقبلة لكي تتّضح الصورة بالكامل.