ما الفرق بين “جدري القرود” و”كورونا”؟
إن الفارق الأول بين «كورونا» و»جدري القرود»، يتمثّل في انتماء فيروس الجدري إلى فيروسات «دي إن إيه» (DNA)، بينما فيروس كورونا ينتمي إلى فيروسات «آر إن إيه» (RNA).
أما الفارق الثاني، فيتمثل في فترة العدوى، فجدري القرود يصبح معديا بعد ظهور الأعراض، بينما يكون كورونا معديا في فترة الحضانة وقبل ظهور الأعراض. وبالنسبة لسرعة الانتشار والعدوى فإنه بالنسبة لجدري القرود أقل بكثير جدا من كورونا.
وأحد الاختلافات الرئيسية بين المرضين، هو الطفح الجلدي النموذجي في جدري القرود. الطفح الجلدي، في حد ذاته، يمكن أن يعطينا فكرة عن فترة الانتقال. وسيكون جدري القرود معديًا حتى تجف جميع الآفات والطفح الجلدي.
فالقلق سيد الموقف، والعيون شاخصة نحو أرقام الإصابات التي ستسجّل في الساعات والأيام المقبلة، وبينما لا تزال منظمة الصحة العالمية تسعى لتحديد الأصل الدقيق لتفشي مرض جدري القردة الأخير، لا يوجد ما يشير إلى أن الفيروس المسؤول عن ذلك تحور أو أصبح أكثر خطورة.
ماذا عن اللقاح؟
يشمل التشخيص السريري الذي يجب أن يُنظر في إجرائه أمراضاً أخرى مسببة للطفح، من قبيل الجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية. ويمكن أن يكون تضخّم العقد اللمفاوية خلال مرحلة ظهور بوادر المرض سمة سريرية تميزه عن الجدري المائي والجدري.
يعتمد تأكيد الإصابة بجدري القردة على نوع العينة وجودتها ونوع الفحص المختبري، ويُفضل استخدام تفاعل البوليميراز التسلسلي (PCR) كفحص مختبري نظرًا لدقته وحساسيته. ولهذا الغرض، تُعد العينات التشخيصية المثلى لجدري القردة تلك المأخوذة من الآفات الجلدية – سقف أو سوائل الحويصلات والبثور والقشور الجافة. وتعتبر الخزعة بديلاً مناسباً إذا أمكن.
وبحسب منظمة الصحية العالمية، فإن التطعيم حديثا أو قديما بلقاح قائم على فيروس جدري البقر الموهن (على سبيل المثال، أي شخص تم تطعيمه قبل استئصال الجدري، أو تم تطعيمه مؤخرًا كونه عرضة لخطر الإصابة أكثر من غيره مثل العاملين في مختبرات الكشف عن الفيروسات الجدرية) قد يؤدي إلى نتائج إيجابية خاطئة.
حتّى يومنا هذا، ما من علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضاً من جدري القردة.
المصدر : شانتال عاصي- الديار