تابعوا قناتنا على التلغرام
محليات

فرنجيّة في “حزيرانه” والوطن في خريفه والعين على تشرين

يعود 13 حزيران من جديد. ذكرى ما يُعرف بـ “مجزرة اهدن” تبدو مختلفة هذا العام، بين انتخاباتٍ نيابيّة وأخرى رئاسيّة ينتطرها سليمان فرنجيّة، علّها تنقله من باء الى باء. من بنشعي الى بعبدا.

للمناسبة وجهان: الأول شخصي وجداني. وقد اختار فرنجيّة أن يغفر ويطوي الصفحة. صَفَح وصافح، ومضى الى الأمام. هو التقى من نفّذ عمليّة 13 حزيران، ووقف عند خاطر أهل من سقطوا في ذلك اليوم. خاض معموديّته، بمشقّاتها كلّها، وغسل ثوب الحقد والانتقام. ترفّع ورفع من حوله.

والوجه الثاني سياسي. يطلّ رئيس تيّار “المردة” في كلمةٍ سياسيّة عامّة قد يفتتح من خلالها موسماً رئاسيّاً يمتدّ من صيفٍ الى خريف، والوطن كأنّه في خريف العمر، يمشي على عكازتين ويكاد يسقط. والعهد في أشهره الأخيرة، وما عاد يصلح العطار ما أفسده الدهر. نعدّ الأيّام، كما يفعل كثيرون. لا أمل قبل ٣١ تشرين الأول. لا نعرف شيئاً عمّا بعد هذا التاريخ.

لن تكون كلمة فرنجيّة “رئاسيّة” بشكلٍ مباشر، إلا أنّها ستتضمّن سلسلة مواقف يؤكّد من خلالها خياراته الوطنيّة. هو مستمرّ حيث كان، قبل الانتخابات وبعدها، ولو أنّه خرج منها منهكاً. هو اليوم يقرأ نتائجها، وهي تحتاج الى بعض التواضع والى إعادة بعض الحسابات.

لكنّ “الرئاسة” قادرة على تحقيق انقلابٍ في المشهد. إن تحقّقت، فلن يكون ما بعدها كما ما قبلها.

ولكنّها رئاسة في الزمن الصعب. سيرث وطناً ممزّقاً، ومعظم مواطنيه في يأسٍ، وفي فقرٍ، وحديث جلساتهم بين سعر صفيحة البنزين ومنصّة “صيرفة”، قبل أن يبكوا على ودائع العمر وقد باتت في يد القدر. المهمّة صعبة، كي لا نقول مستحيلة.

نعود الى 13 حزيران. الموعد اليوم في اهدن التي لبست الحداد في ذلك النهار. خلع سليمان فرنجيّة الحداد السياسي والنفسي منذ زمن. نقطة تُسجَّل له في وطنٍ ينشغل بعض شعبه، منذ يومين، بنائبتين متخاصمتين جمعتهما صورة.

ما أبهى الترفّع. ما أروع المغفرة…

المصدر : داني حداد – mtv

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى