الفقر يخنق طرابلس… والمسؤوليّات كبيرة على النواب الجدد
أزمات طرابلس المعيشية والاقتصادية والاجتماعية على حالها، وتتفاقم في ظل غياب المعالجة، ولكنها ملفات تنتظر النواب المنتخبون الجدد علهم يفلحون حيث فشل السابقون
فالكهرباء وخضوع المواطنين لمافيا المولدات تأتي في طليعة الازمات، وقد تكون الامتحان الأول للنواب الجدد، فكانت الازمة مادة أساسية في لقاء النائبين المنتخبين رامي فنج وكريم كبارة، خلال الزيارة التي قام بها فنج الى كبارة، بعد بادرة الأخير بزيارة فنج فور اعلان النتائج الانتخابية، إشارة الى خطوات تنسيق محتملة بين نواب المدينة لتوحيد الجهود بغية معالجة كل الازمات الطرابلسية.
فمن جديد ترتفع فواتير الاشتراك بالمولدات الموسومة بالدولار الفريش، وبشكل تعجزعنه معظم العائلات، ولذلك عمدت عائلات عديدة في الاحياء الشعبية الى الغاء الاشتراك والعودة الى الشموع، بينما تبدو شوارع المدينة غارقة بالظلام، الامر الذي أدى الى ارتفاع منسوب السرقات والسلب وقطاع الطرق في الشوارع الفرعية والاحياء الداخلية، فاندفع الأهالي في محلة ابي سمراء الى قطع الطريق استنكارا لتفاقم السرقات.
وتداعى مواطنون يوم امس، الى تنظيم اعتصامات لمطالبة النواب الجدد بتسريع تحركاتهم وتحريك ملفات المدينة كافة، لأن الأوضاع لم تعد تحتمل الانتظار لا سيما ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية مع ارتفاع الدولار الذي يهبط وتبقى الأسعار على حالها مرتفعة، بينما رواتب موظفي القطاع العام والاسلاك العسكرية باتت توازي ثمن صفيحتي بنزين وأقل، عدا عن أسعار المازوت والغاز، وحتى ربطة الخبز.
طرابلس التي كانت تعرف بأم الفقير في زمن الخيرات، باتت اليوم تعيش تحت خط الفقر، وقد اتسعت فيها مساحة البطالة، وانتشرت كافة أنواع المخدرات وحبوب الهلوسة، وغابت عنها المشاريع الإنمائية الحيوية، وأهملت مرافقها الهامة من مرفأ ومعرض ومنطقة اقتصادية، وعاشت أزمات ولا تزال تعيش حالات من الفوضى والإهمال بادية للعيان، وليست المسؤولية تقع على عاتق نواب المدينة او الطبقة السياسية وحسب، انما يشارك المسؤولية بلديتها، والخلافات والانقسامات التي تتحكم بقيادات المدينة، ويطالب ناشطون النواب الجدد اتخاذ المبادرات كي لا يكرروا نفس الأساليب التي اعتمدها السابقون من النواب، وان تبقى شعاراتهم مجرد امنيات وكلمات ومنهم من يستطيع المبادرة الى حل ازمة الكهرباء كخطوة سريعة لتكون شاهدة على مصداقية الشعارات التي رفعت بالانتخابات.
كما لفت ناشطون الى أهمية إيجاد فرص عمل وبرواتب تواكب أسعار الدولار، والا ستبقى مراكب الهجرة غير الشرعية ناشطة، إشارة الى وصول مركب يوم امس غادر منذ اكثر من أسبوع الى شواطىء إيطاليا، بسلامة وهم شبان من القبة والتبانة وابي سمراء والميناء والبداوي، دلالة على مواصلة أنشطة المهربين هربا من أحوال البلاد المتدهورة والتي تستمر ناشطة من شواطىء الشمال خاصة من طرابلس ومحيطها نتيجة موجات اليأس والإحباط التي تصيب الشبان ومنهم من طرد من عمله بسبب العجز المالي، او تشرد موظفين وعمال لمؤسسات أقفلت أبوابها وشردت عشرات العائلات.
مسؤولية النواب الجدد كبيرة، وقد انتخبوا بالزمن الأصعب في تاريخ البلاد، وتزداد مسؤولياتهم كونهم وصلوا بشعارات التغيير، فهل يستطيعون تغيير الواقع الطرابلسي المؤلم؟.
وهل يمسكون بايدي الشبان ويوفرون لهم اعمالا تقيهم شر العوز والجوع؟
وهل يجد مشروع الكهرباء النور على ايدي هؤلاء النواب؟ ام ان الازمة ستتمدد وتتواصل مأسي المواطنين؟
الناشطون الذين تحركوا يوم امس طرحوا هذه التساؤلات ووضعوها برسم النواب الجدد الذين وعدوا كثيرا بالتغيير وباخراج المدينة من ازماتها، بل ووعدوا بان يأتلفوا في لقاء واحد من اجل انماء المدينة ولانقاذها من الإهمال الذي تعيشه منذ سنوات طويلة، والعمل بجد لبلسمة اوجاع المواطنين وتأمين استشفائهم وادويتهم بعد ان تحولت الكثير من المستشفيات الى محرمات ممنوعة على المرضى الفقراء والذين لا يسددون بالدولار ثمن استشفاء قبل أن يمد الطبيب يده للعلاج.
دموع الأسمر – الديار