“المتاريس رُفِعت”… ما هي توجّهات بعبدا !
البيضة قبل الدجاجة” أمْ “الدجاجة قبل البيْضة”، مُعادلة لا زالت حتى اليوم لا تَجد الإجابة الشافيّة، وكذلك فإنّ الوضع الحكومي بعد الإنتخابات النيابية يُشبه هذه المَعادلة، فَهل تَسبق المشاورات حول التأليف مشاورات التكليف؟
وفي هذا الإطار، تكشف مصادر قصر بعبدا أنّ “القصر لا يربط موضوع الدعوة إلى الاستشارات المُلزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة بجلسة إنتخاب اللجان النيابية، بل يَنتظر لوضع برنامج الإستشارات أنْ تُزوّده الأمانة العامة لمجلس النواب بأسماء الكتل والمستقلين في المجلس، حيثُ لم تنتهِ بعد من الفرز حتى اليوم.
وتلفتُ إلى أنّ “البعثرة في المجلس النيابي والتي أفرزتها الإنتخابات النيابية لم تتوضح معها توجهات النواب الجدد فهل سيشكلون عددًا من الكتل أو كتلة واحدة أو سيبقى عدداً منهم خارج أسراب الكتل ويكون مُستقلاً، فهذا من شأنه أنْ يؤثر على برنامج الإستشارات، إذا أنّ الأمر وفق المصادر لا “يتعلّق بالكتل المعروفة للأحزاب الكبرى بل فقط بالنواب المُستقلين والجدد”.
وتَجزم المصادر بأن “التكليف قبل التأليف، أيّ تأليف حكومة مُكتملة الأوصاف الدستورية، لأنه لا يُمكن أن نبقى على حكومة تصريف أعمال توكل ولو بصلاحيات تتوسع بالمعنى الضيّق ولا تستطيع أن تدير البلاد في هذه المرحلة الدقيقة جداً على جميع الصعد”.
لكن المصادر تَستدرك هنا بالسؤوال: هَل سنتمكن من تأليف الحكومة في ظلّ الصعوبات التي تعترضها؟ فالمتاريس رُفعت فمثلاً تقول القوات اللبنانية أنها لن تُشارك بحكومة فيها حزب الله، والبعض يتحدَّث عن حكومة أقلية وحكومة أكثرية ولكن أين الأكثرية.
أمّا في موضوع الثقة للحكومة فتُوضح المصادر أنّ “الثقة تحتاج إلى أكثرية الحاضرين، ولا أكثريّة موصوفة لنيْلها”، كما لا ترى المصادر “أجواء مقاطعة لجلسة الثقة في الأفق خصوصاً من النواب الجُدد وكما يبدو سيكون الجميع حاضراً في الجلسة”.
وتطرّق المصادر إلى “التحديّات التي تنتظر الحكومة من الإتفاق مع صندوق النقد وخطة التعافي والكهرباء وحتى الأمن الذي يحتاج برأيها إلى عناية إجرائية”.
وتحسم المصادر الجدل بأنّ “لا مشاورات حول التأليف قبل التكليف، لا سيّما أنّ المجلس الجديد مُبعثر والتوجّهات فيه غير واضحة المَعالم بحيث يُمكن الحديث عن إمكانية خرق وليس الخرق، أي الخرق بتأمين الإستحقاقات في مواعيدها”.
المصدر : ليبانون ديبايت.