مريض محتاج على أبواب “مستشفى عين وزين” أين أموال مساعدات المغتربين؟
180 مليون ليرة هي كلفة عملية القلب المفتوح لموظف لبناني لا يتخطى راتبه 4 ملايين ليرة، هو الذي ينتظر “إمكانية تأمين المبلغ من جهات داعمة”، أو “استجابة احزاب المنطقة ومساعدتنا”، بعد أن رفض مستشفى عين وزين إجراء العملية له “قبل تأمين مبلغ 650 دولارا أميركياً”، يضاف إليها أتعاب الطبيب وهي 20 مليون ليرة.
نسأل المريض ربيع الصايغ الذي لم يستطع تأمين المبلغ حتى يومنا هذا، عما هو فاعل إذا لم يستطع رصد المبلغ عبر متبرعين، ليجيب “إذا ما تأمنو المصاري بدي اتّكل”، إذ يدرك المريض وهو الأب لطفلين، أنه يواجه الموت إذا لم يتأمن المبلغ كاملا، ليدقّ باب المساعدة الأخير وهو مستشفى عين وزين نفسه، المحسوب على رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، والمفترض أنه مدعوم من أموال مغتربين لبنانيين.
تقرير المستشفى :
ووفق تقرير للمستشفى فإنّ المريض “بحاجة لعملية قلب مفتوح مع صمام على حساب وزارة الصحة ويتوجب عليه دفع مبلغ وقدره. 135000000 ليرة لبنانية فروقات غير مغطاة من قبل وزارة الصحة العامة و650 دولارا قيمة المستلزمات الطبية التي تستخدم بالعملية.
وهذا المبلغ لا يشمل أجور الطبيب الإضافية، وهي 20 مليون ليرة. في السياق، يقول ربيع في حديثه لـ”التحري”، “عليّ تأمين أجرة الأطباء أي الـ 20 مليون ليرة إضافة للـ650 دولاراً وهي كلفة المعدات وشريان القلب، ليقوم المستشفى بإجراء إجراءات الدخول وإخضاعي للعملية”.
ونسأل ربيع عما هو فاعل لتأمين المبلغ ليقول “ما زلت أحاول، بل أنني لجأت لأحزاب المنطقة، وتحديدا للنائب تيمور جنبلاط، وما زلت أنتظر استجابته”.
“عين وزين” تترك مرضاها
ويتلقى المستشفى المحسوب على رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط مساعدات مالية ضخمة بشكل دوري، أبرزها من “جمعية الموحّدين الدروز الأميركية”، التي يدخل اللبنانيون المغتربون في صلب تمويلها.
وكان لموقع التحري مقالات عدة في السابق، فنّدت فيها الفساد القائم في الجمعية المذكورة، والذي يستفيد منه أطباء ومسؤولون في المستشفى بشكل استنسابي.
وبعيدا عن كل هذا. أسئلة عدة تطرح:
-لماذا لا يتم التعامل مع حالة المريض ربيع الصايغ على أنها طارئة، ورصد مبلغ مالي يغطيه المستشفى، “المطمور” بمساعدات المغتربين، وهي أولا وآخرا، من المفترض أنها رصدت لهذه الغاية وليس ليستفيد منها الميسورين من أتباع الأحزاب!
-إلى متى يتم احتكار الاستشفاء في البلاد بعدد من المستشفيات المحسوبة على سياسيين لجعل المواطنين خاضعين لشبكة الزبائنية على حساب الدولة؟
-من يعوض لربيع أيام الاستنزاف التي يعيشها، ومتى تتعامل المستشفيات مع مرضاها من منطلق إنساني غير تجاري؟
أسئلة نضعها بين يدي الرأي العام، على أمل أن يتم إدخال ربيع للعمليات فورا، فقلبه الذي ينبض يستحق الحياة، وهو أغلى على قلوب أطفاله، من “دولارات” الدنيا وما فيها!
المصدر : التحري , فتات عياد