من يُحرِّك مياه “أوعا خيّك” الراكدة؟
لم تَكن مشاهد توقيف طلاب “القوات اللبنانية” في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في جل الديب، لتطرح أسئلة حول التعاطي من قبل القوى الأمنية مع طلاب حزبيين في إشكالٍ يتكرر على الدوام في أكثر من منطقة، لو أن المعالجة والأسلوب المعتمد فيها، بقيا بعيداً عن الأضواء ولم يؤديا إلى تسجيل استياء في الشارع المسيحي على وجه الخصوص في ضوء الخشية من تحريك المياه الراكدة في العلاقات ما بين “القوات” و”التيار الوطني الحر”، علماً أن توقيت الإشكال بقي غير مفهوم من قبل المعنيين، خصوصاً في الجامعة.
وقد كشف عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج، أن هذا الإشكال لم يكن عفوياً كما أنه غير بريء، وقد تمّ التخطيط له مسبقاً، وهو أتى في سياق محاولة “التيار الوطني” لتحويل الأنظار عن المناورات والمقايضات التي قاموا بها في المجلس النيابي، وهو ما أكدته طبيعة الإستفزاز وخلفيته التي أصبحت واضحة للرأي العام، وهو استعادة مناخ الخلاف في الشارع المسيحي أولاً ووضع “القوات اللبنانية” في مواجهة الجيش ثانياً.
وأكد النائب الحاج لـ “ليبانون ديبايت”، أن سبب الإشكال ليس جديداً والصور التي قام طلاب “التيّار الوطني الحر” بإزالتها لم تكن جديدة بل معلّقة منذ زمن وخارج الجامعة وبترخيص من البلدية، كما أن المواجهات بين الطلاب اقتصرت على التلاسن فقط ولم تكن تستلزم التعاطي مع طلاب “القوات” فقط بهذه الطريقة المستغربة التي لاقت استغراباً في أوساط الطلاب كما الرأي العام، بعدما تناقلت صورها وسائل الإعلام خلال الساعات الماضية.
وأوضح الحاج، الذي كان قد اطلع ميدانياً على تفاصيل الإشكال بين طلاب “التيار” و”القوات”، أن ما حصل، لم يكن تلاسناً بين طلاب، بل عمل سياسي مدبّر وجرى الإعداد له عبر استفزاز واضح للطلاب، خصوصاً وأن القوى الأمنية التي تدخلت في “فضّ الإشكال”، لم تكن عناصر مكافحة الشغب، بل اللواء الحادي عشر، الذي كان على الدوام يتعامل بشكل “عنفي” مع ثوار17 تشرين في جل الديب وفي الذوق تحديداً، وبشكلٍ مغاير لتعامل عناصر الجيش مع الثوار أو أي معتصمين أو متظاهرين في مناطق أخرى.
المصدر : ليبانون ديبايت.