هل طُعن أرسلان بشكل مستقلّ من الحزب الإشتراكي؟
ليس من السهل على الحزب “الديمقراطي اللبناني” ورئيسه النائب السابق طلال أرسلان، خسارة المقعد النيابي الذي شغله “المير” منذ 30 عاماً، وبالتأكيد خسارة أرسلان في عاليه لا يمكن وصفها بخسارة مقعدٍ نيابي فقط، بل خسارة سياسية مُني بها أحد أهمّ البيوت العريقة في العالم السياسي اللبناني.
بصرف النظر عن أن الفائز بالمقعد الدرزي الثاني على حساب أرسلان أي النائب مارك ضو يستوفي الشروط النيابية، إلاّ أنه لا بدّ من الوقوف عند خسارة أرسلان وأسبابها، خصوصاً أن الحزب التقدمي الإشتراكي لم يخض معركة المقعد المذكور، بل ترك الصراع ينحصر بين المير وضو.
بحسب مصادر “الديمقراطي”، هناك عدة معطيات أسقطت أرسلان نيابيًا لكنها لن تسقطه سياسياً، أولّها التصويت المسيحي الذي أعطى مارك ضو حوالي ٣٠٠٠ صوتاً، إضافة إلى تراجع التصويت المسيحي لصالح “التيّار الوطني الحر”. ثانياً تصويت المغتربين الذي صبّ بالكامل لصالح ضو أيضاً، بالإضافة إلى التجيير المنظم الذي قام به الحزب الإشتراكي والذي أعطى ضو أكثر من 3 آلاف صوت تفضيلي، ورغم تقدم أرسلان بحوالي 1309 صوتاً، إلاّ أنه لم يستطع الفوز.
في حاصبيا أيضاً، الغدر الإشتراكي لأرسلان واضح وفاضح، فرغم إعلان الإشتراكي أن خير الدين هو مرشح الرئيس نبيه برّي ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بموافقة أرسلان ورغم وعده له بإعطائه أكثر من 3 آلاف صوت، ورغم أن خير الدين موّل حملة الحزب الإشتراكي، إلاّ أنه تعرض للغدر ولم يعطه “الإشتراكي” سوى 250 صوتاً وقد جّير الأصوات بالكامل لصالح النائب فراس حمدان.
ووقفت المصادر عند التصويت الشيعي غير المفهوم حتى الساعة للائحة “التغيير”، بوجه لائحة الثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل”، بما يفوق الـ 20 ألف صوتاً، وهو أمرّ يجب الوقوف عنده وقراءته جيداً، فهل هو تمرّد فعلي أو منسّق ومطلوب، ومن يتابع أرقام التصويت يتشكّل لديه هذا الإنطباع.
إلى دائرة بيروت الثانية، لم يقبل الثنائي بإعطاء مرشّح الحزب الديمقراطي نسيب الجوهري أي صوت، وفضّل إنجاح مرشّح “التيّار” النائب إدغار طرابلسي رغم الأهمية الكبيرة التي يشكّلها نجاح الجوهري، من حيث تشكيل كتلة درزية تؤمّن التوازن داخل طائفة الموحدين والتي كانت ممكنة، لو قُدّر لأرسلان وخير الدين النجاح، بل أكثر من ذلك ورغم أصواتهم التفضيلية الكبيرة والتي تجاوزت الـ 25 ألفاً، لم يعطِ الثنائي الشيعي أي صوتٍ لمرشّح أرسلان رغم ان الفائض لديها أكثر من ١٠ آلاف صوت.
وتختم المصادر نفسها، بأن السؤال الأبرز المطروح اليوم، هل طُعن أرسلان بشكل مستقلّ من الحزب الإشتراكي والحلفاء؟ هناك قطبة مخفيّة ستنكشف تفاصيلها خلال الأيام القادمة، لكن أرسلان في المرحلة المقبلة سيكون متحرراً وسيكون حيث يجب أن يكون، في المعارضة لهذه السلطة التي لم يكن يوما مشاركاً فعلياً فيها، حيث حمل وزرها ظلماً، وعندها كما يقول أرسلان سيصحّ قول “كلن يعني كلن”، كما سيعيد الحسابات وبالتحديد مع الحلفاء الذين لو أرادوا الوقوف إلى جانبه فعلياً كما فعلوا مع “التيّار الوطني”، لكنا في وضع مختلف تماماً، وكان مرشحا الحزب الديمقراطي في حاصبيا وبيروت نواباً، وأول خطوة لأرسلان كانت بإعلان المؤتمر العام للحزب في تموز المقبل، مع خطوات متوازية في الملفات السياسية والرؤية المستقبلية وخريطة التحالفات، وبالتأكيد لن يثق تحت أي ظرف بالحزب الإشتراكي مهما كانت الظروف، لأنه أيقن أن “التقدمي” لن يفوّت فرصة لضرب الأرسلانيين إلاّ وسيفعلها وخصوصاً مع ضعف الوريث عند الإشتراكي من جهة، وما يسمع عن الفكر المتقدم والمتجدد للوريث الأرسلاني مجيد أرسلان.
المصدر : ليبانون ديبايت.