من المؤكد، أن النظام السوري قد إقترف آلاف الجرائم الموثّقة بحق الشعب السوري منذ إندلاع الحرب في سوريا في العام 2011 إلى جانب حلفائه، الذين مارسوا شتّى أنواع الممارسات الوحشيّة، بحق مدنيين عُزّل في العديد من الأحياء والمُدن السورية، التي فرضوا سيطرتهم عليها بقوّة القهر والتعذيب والترهيب، والمُقايضة بين الخروج من المُدن أحياء، أو الموت تحت أنقاض منازلهم كما كان حصل في مدينة “مضايا” في الزبداني.
وإستعاد العالم بأسره مشاهد تقشعّر لها الأبدان من خلال المجزرة المروعة الأخيرة، كان ارتكبها عناصر من النظام السوري من الفرع 227 في المُخابرات العسكرية في حيّ الميدان في دمشق في العام 2013، والتي راح ضحيّتها نحو أربعين مدنياً قضوا جميعهم رمياً بالرصاص داخل حفرة موسّعة، أقامتها مجموعة العناصر نفسها والتي استُخدمت كمقبرة جماعية يومها، في مُحاولة من النظام السوري لإخفاء معالم الجريمة. اقرا ايضا: وعود نصرالله «الإنتخابية _النفطية» «تتبخر» بعد 15 أيار! في السياق، تؤكد مصادر حقوقية سوريّة مُعارضة ل”جنوبية”، أنه كان يُمكن لهذه الجريمة التي كُشف النقاب عن مُرتكبيها بالصوت والصورة، أن تمرّ كما مرّ غيرها من الجرائم التي وقعت خلال الحرب السوريّة، والتي تقاذف فيها النظام والفصائل المُسلحة المسؤولية حولها، قبل أن تُطمر الحقائق بين مفاوضات من هنا وفيتوات من هناك، لولا أن هناك مساع دولية ومحليّة سوريّة هذه المرّة، لمُحاسبة فعليّة تقودها المنظمّات الحقوقية بحق مسؤولين عسكريين وأمنيين كبار، داخل النظام السوري من بينهم من هم في مواقع قيادية اليوم”.
وتلفت المصادر أن “هناك مسارات كان يجب أن تسلكها الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة، تقوم اليوم على التخلّص من بعض الوجوه والشخصيّات داخل النظام لسببيين: الأوّل وجود بصمات واضحة لها، في العديد من المجازر التي إرتُكبت على مدار سنوات الحرب في سوريا، والسبب الثاني أن المرحلة المُقبلة في سوريا تتطلّب من رئيس النظام السوري بشّار الأسد ومن حوله، تقديم “قرابين” للمحاكم الدولية ضمن عملية تطهير مبدئية لعدد من أركان رموزه”. مصادر حقوقية سورية: هناك مسارات كان يجب أن تسلكها الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة تقوم اليوم على التخلّص من بعض الوجوه والشخصيّات داخل النظام وتُؤكد المصادر أن “الفترة المُقبلة ستشهد تهاوي العديد من الرموز في بنية النظام، من خلال إستدعاءات دولية لمُحاكمتهم، وذلك كخطوة أساسية مُتفقّ عليها دولياً للمباشرة في إعادة إعمار سوريا يقودها الأسد بجناحين مكسورين، في ظُل مُحاصصة دولية بحيث يُصار في الفترة ذاتها، العمل على إنتقال سلس للسلطة، أيضاً بطريقة تحفظ مصالح الدول المؤثّرة وبإتفاق مع الأسد نفسه”.
هناك منظّمات سورية ودولية طُلب منها تحضير ملفّات تتعلّق بجرائم عديدة موثّقة أُرتُكبت في مناطق ومُدن كانت تقع تحت سيطرة النظام وحلفائه وتكشف المصادر نفسها، أن “هناك منظّمات سورية ودولية، طُلب منها تحضير ملفّات تتعلّق بجرائم عديدة موثّقة، أُرتُكبت في مناطق ومُدن كانت تقع تحت سيطرة النظام وحلفائه، وستقوم هذه المنظّمات بمد رئيسة مجلس الأمن للدورة الحالية المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، بجميع الوثائق والأدلة التي تُدين النظام على رأسها مجزرة حي التضامن”.
المصدر :
جنوبية.
Post Views: 198