سحر الإنتخابات…. تموز في أيّار
في زمن التعبئة الإنتخابية وحشد الأصوات، تصبح كل الأسلحة مسموحةً، ولكن سلاح الكلمة لدى البعض يقابله حديث حرب حقيقية لدى البعض الآخر الذي يستحضر شبح وتهديد الحرب الإسرائيلية على لبنان ، ويستعين بمفردات الحرب والسلاح في استحقاق دستوري وديمقراطي.
وفي هذا المجال يقرأ رئيس تحرير “أساس ميديا” الصحافي محمد بركات، وصف الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، الانتخابات النيابية بأنها “حرب تموز سياسية”، ويلاحظ أنه يختصر نظرة “حزب الله” إلى النظام السياسي في لبنان باعتباره نظام حرب وليس نظام سلم، وبالتالي فإن الديمقراطية مستحيلة تحت ظلال السلاح ولا يمكن إجراء إنتخابات في دولة تعيش حرباً، وعلى سبيل المثال فهل يمكن إجراء إنتخابات في أوكرانيا اليوم؟
بالتأكيد لا، يجيب بركات ،الذي يؤكد ل “ليبانون ديبايت”، بأن الإنتخابات لا يمكن أن تجري ، إلا حين تكون هناك حالة سلم ، لأن الإنتخابات يجب أن تجري في أجواء ديمقراطية، كما أن الديمقراطية تقتضي المساواة بين المواطنين.
وبالتالي ، يقول بركات إن القوى الامنية والعسكرية المسلحة ومعظمهم لا يستخدمون سلاحهم طوال حياتهم في الأجهزة الامنية وقوى الأمن الداخلي وحتى في الجيش ، أي القوى التي تحمل السلاح، ممنوعة من التصويت والمشاركة في العملية الإنتخابية لأنها تحمل السلاح، وكل من يحمل السلاح لا يمكن أن يكون متساوياً مع المواطن المدني ، وبالتالي فإن “حزب الله ” المسلح في مناطقه والذي يملك سرايا عسكرية تابعة له في المناطق الأخرى من بيروت وطرابلس وصيدا وغيرها، هو حزب مسلح ينظر اإى لبنان باعتباره ساحة عسكرية.
وأيضاً يشير بركات إلى أن الحديث عن “حرب تموز سياسية”، يعني فيما يعنيه أن “حزب الله “، لا يمكن أن يقدم شيئاً لجمهوره غير الخوف من الحرب ، ويريدهم أن يقبلوا بالجوع والإنهيار المالي ولا يسألوا عن مروان خير الدين في لائحته في دائرة الجنوب الثالثة ولا يسألوا عن تحالفه العابر للمناطق مع الفاسد الأكبر جبران باسيل ويكتفوا ويقتنعوا فقط بأنه قادر على إبعاد الحرب عنهم وعلى حمايتهم في أوقات الحرب.