كلمة الفصل للحريري الأحد
مشهد سنّي جديد سيتبلور في الساعات المقبلة، على صعيد استنهاض الناخبين للمشاركة قي الإنتخابات النيابية في ضوء المقاطعة الشعبية لجمهور تيار “المستقبل” والدعوة للإقتراع بكثافة من قبل دار الفتوى، ما يترك المجال مفتوحاً للعديد من السيناريوهات في يوم الإستحقاق. وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي ابراهيم ريحان، لـ “ليبانون ديبايت” إن القرار قد اتخذ بالمقاطعة في الشارع السنّي في ضوء غياب الرئيس سعد الحريري، رغم أن التمنيات كثيرة بحصول تغيير يؤدي إلى موجة بشرية تزيد نسبة الإقبال على صناديق الإقتراع، ويؤكد أنه حتى الساعة، ما من مؤشرات حسية على أن الرئيس الحريري سيعدّل في موقفه ، وما من أدلة واقعية على قدرة المواقف السياسية والدينية، على التأثير في مزاج الناخب السّني الذي ما زال متعاطفاً مع قرار رئيس تيار “المستقبل”، وسيلتزم مقاطعة الإستحقاق بكل اشكاله.
وبالتالي فإن دقّ ناقوس الخطر حول تأثير المقاطعة على واقع التمثيل السنّي والفراغ الذي سيتحقق في المجلس النيابي والذي سيملأه خصوم “المستقبل” بالدرجة الأولى، يندرج كله في أطار التهويل، كما يكشف ريحان، والذي اعتبر أن المقاطعة الشعبية التي سُجّلت في اقتراع المغتربين بحسب الإحصاءات الدقيقة للماكينات الإنتخابية والشركات المتخصّصة، ستنسحب على الساحة الداخلية في اقتراع المقيمين يوم الأحد المقبل، من خلال إقبالٍ فاتر وضعيف من قبل الناخبين السنّة في بيروت كما في طرابلس أو صيدا أو الإقليم أو البقاع، وهذا الواقع قد تكرّس منذ أشهر وليس الآن بفعل مقاطعة “المستقبل” في بيروت وصيدا وطرابلس وعزوف الرئيس نجيب ميقاتي عن الترشح، ولكنه يدعم لائحة في طرابلس.
وعن نتائج هذه المقاطعة وتاثيرها على حجم الكتلة النيابية السنّية في المجلس النيابي الجديد، يتوقع ريحان، أن لا يتجاوز عدد المرشحين السنّة المنتمين إلى قوى سياسية وحزبية متحالفة مع “حزب الله”، 11 أو 12 نائباً وبالتالي فإن ما يتردد عن حصول الحزب على المزيد من الحلفاء السنّة، ليس واقعياً مئة في المئة.
لكن توجيه الدعوة من دار الإفتاء إلى المشاركة بكثافة في الإقتراع، سيلقى تجاوباً في الشارع السني ولن يبقى دون أي تأثير، ولكن ريحان يرى أنه تاثير محدود بسبب حال التململ والإحباط والتردد لدى العديد من الناخبين، كما أن تجاوب الحزبيين في تيار “المستقبل”، سيبقى محدوداً إن لم نقل منعدماً، مع العلم أن نسبة المشاركة في انتخابات 2018، كانت متدنية، إذ لم تتخط مستوى 32 في المئة في طرابلس كما في بيروت، رغم مشاركة الحريري وميقاتي.
وبالتالي فإن الكلمة الفصل في الشارع السنّي يوم الأحد ستكون للرئيس الحريري، وفق ريحان، الذي يكشف أنه حتى ولو بادر الحريري إلى تغيير موقفه، فإن نسبة الإقبال على الإقتراع لن تكون مرتفعة، ولن تتجاوز مستوى العام 2018، خصوصاً وأنه في انتخابات المغتربين، لم يشارك أكثر من 25 بالمئة من المقيمين، وهذا مؤشر على الإحجام عن المشاركة في الإنتخابات.
وحول ما يتردد عن توسع كتلة “جمعية المشاريع” النيابية نتيجة مقاطعة “المستقبل”، يوضح ريحان أنها لن تضمّ أكثر من 3 نواباً، ما يعني أن الحديث عن سيطرة الحزب من خلال “المشاريع” على المقاعد السنية، مبالغ به بعض الشيء، لأن الحزب سبق وأن فاز بالأكثرية النيابية في الإنتخابات الماضية وهذا ما سيحصل في الإنتخابات المقبلة.
ويخلص ريحان إلى الحديث عن إشارات برزت أخيراً تفيد بأن النواب الذين يدورون في فلك تيار “المستقبل” سيكونون حاضرين في البرلمان المقبل وكذلك النواب المرشّحين على اللائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة والذي قال بالأمس إنه سيكون إلى جانب الحريري عند عودته إلى بيروت، وبالتالي فإن الحضور السنّي لن يغيب عن المجلس الجديد.