التصويت السني في الإغتراب… أرقام وتوجّهات بالغة الأهميّة
لم يسرِ قرار المقاطعة السنية للإنتخابات على “الناخب السني” في بلاد الإغتراب، لا سيّما في الدول العربية حيث يُشكّل المغترب السني اللبناني أعلى نسبة من المهاجرين اللبنانيين ، لكن المفارقة أنّ “المُشاركة السنية” في الإنتخابات تخطت المتوقع وبالتالي تخطّت الرقم المُسجل للدورة الماضية من الإنتخابات.
وبرزت المُفارقة “الإنتخابية السنية” من مرحلة التسجيل حيثُ سجَّل الناخبون السنة أعلى نسبة مُسجّلين للإنتخابات، وإحتلت صيدا المرتبة الأولى بزيادة 365% عن عام 2018 حيث بلغ عدد المُسجّلين وقتها 738 ناخباً فيما تسجَّل لهذه الإنتخابات 3435 ناخب كما يظهر في الجدول رقم 1.
أمّا في بيروت فبلغت نسبة الزيادة من المُسجّلين المُغتربين للإنتخابات 277.55% حيث بلغ العدد المُسجّل 26459 للإنتخابات هذا العام فيما لم يتجاوز العدد في 2018 الـ7008.
كما شَهِدت طرابلس زيادة في نسبة المُسجّلين للإنتخابات في الإغتراب 263.36% وبلغ عدد المُسجّلين 10868 فيما لم يصل العدد في 2018 إلى أكثر من 2991.
وبلغ عدد الناخبين المغتربين السنة وفق القارات: أوروبا 12390، آسيا والدول العربية 20625، أميركا الشمالية 8256، إستراليا 3216، إفريقيا 988، أميركا الجنوبية 340، أي ما مجموعه في كافّة القارات 45815 .
ولم يكتفِ المُغترب السني بالتسجيل فقط بل ذهب إلى يوم الإقتراع بثقة عالية حيث ظهرت نسبة تصويت كثيفة وخاصة في الدول العربية التي شهدت أعلى نسب إقتراع بين دول العالم، ويظهر الجدول رقم 2 أدناه أن الدول العربية تضم حوالي 45% من الناخبين السنة المسجلين في العالم، وبالتالي فإن نسبة الاقتراع العالية في الدول العربية هي إنعكاس حتمي للمشاركة السنية.
ومن شبه المؤكّد أنّ هذه المشاركة السنية في الإغتراب سيكون لها تأثيرها في كافة الدوائر لا سيّما في الدوائر الآتية: بيروت الثانية، طرابلس، عكار، صيدا، الشوف، ومن ثم البقاع الغربي.
وتُظهر المتابعة لمُجريّات العملية الإنتخابية بالخارج أنّ الناخبين في الإغتراب وتحديدًا الناخبين السنة إختاروا لوائح التغيير. ومرد هذا الخيار يعود إلى أنّ مَن قرّر كسر قرار المُقاطعة الذي أوصى به الرئيس سعد الحريري، وقف أمام ثلاث خيارات إمّا التصويت للوائح السنيورة/القوات اللبنانية أو التصويت للوائح 8 آذار أو التصويت للوائح التغيير.
لذلك كان التوجّه الأقرب إلى “سنة الإغتراب” هو التصويت للوائح التغيير، التي يبدو أنها ستستفيد من “جرعة” أصوات الإغتراب لتعزيز حواصلها في الدوائر التي حيث للناخبين السنة حضور قوّي.
فهل يُلاقي الناخب السني المُقيم توجّهات الناخب السني المُغترب؟