إحذروا نوّاب “القطع”
بخلافِ القانون الأكثري، يفرضُ القانون النسبي على الأحزاب الإبقاء على “خطوط التواصل مع مختلف المكوّنات الطائفيّة والقوى والفاعليّات في الدائرة الإنتخابيّة حيثُ لعبة الحواصل وكسورها هي “الشغل الشاغل” للماكينات الإنتخابيّة.
وتُعاني العديد من الأحزاب من “لعنة التحالفات” نتيجة سياسات الحزب في بعض الأحيان أو في أحيانٍ أخرى من مواقف بعض القياديين في هذا الحزب من الذين يُطلقون العنان لخطابات تغلب مصالحهم الشخصية، عملاً بسياسة “أنا ومن بعدي الطوفان”.
وبفعل “التنوع الطائفي والمذهبي” للدوائر الإنتخابيّة، تجدُ بعض الأحزاب إنها أكثرية في دوائر معينة بإمكانها تشكيل لوائح منفردة وتأمين حظوظ الفوز، وتنقلب الصورة في دوائر أخرى حيث تجد نفسها أقلية في دوائر أخرى وبحاجة إلى تحالفات، ومثال على ذلك “الثنائي الشيعي” الذي يلعب مُنفرداً في معظم الدوائر حيث يتواجد وبحاجة إلى التحالف للفوز بالمقعد الشيعي في دائرة كسروان – جبيل.
فهَا هي “القوّات اللبنانية” تدفع اليوم في دائرة البقاع الغربي ثمن خلافها المُستحكم مع تيار المستقبل وتَسرُّع رئيسها سمير جعجع لوراثة آل الحريري فوجدت نفسها “معزولة” عن التحالفات فلم تتمكن من تأمين تشكيل لائحة تُوصِلها إلى الحاصل بالرغم من إنّها القوّة المسيحيّة الأولى في الدائرة.
وفي “مقلب التيار الوطني الحر”، يُواجه “التيار” العابر للطوائف تحديّاً كبيرًا في دائرة صيدا – جزين حيثُ يجِد نفسه خارج التحالفات الوازنة وخسر مقعد نيابي ويُكافح اليوم للاحتفاظ بمقعد ماروني واحد بفعل العزلة التي فرضتها مواقف النائب زياد اسود والتي لم تبقي للتيار “صاحب”، وعوض ان ينفتح النائب اسود على القوى على مشارف الانتخابات، لجأ الى مزار سيدة “المعبور” في فيديو ترويجي له لشد العصب المسيحي.
وينقلب المشهد رأساً على عقب في دائرة بعبدا حيث نجد أن تحالف “القوات” و”الإشتراكي” الذي فشل في البقاع الغربي قد تحقَّق وجمعت الصورة مُرشّحي حركة أمل والتيار الوطني وحزب الله في الدائرة وذلك يعود بشكل أساسي إلى الدور الذي يلعبه نواب القضاء في ردم الهوّة بين أحزابهم المتخاصمة لا في زيادة الشرخ.
والعبرة اليوم في قدرة هذه الأحزاب على دعم وصول المُرشّحين الذين يؤمّنون لها فرصة أكبر لتوسيع دائرة تحالفاتهم لا في إنتهاج سياسة الإنغلاق والتقوّقع