لهذا حاربت “القوات” لتصويت المغتربين
واكبت “القوات اللبنانية” اليوم الطويل من المرحلة الأولى من الإنتخابات النيابية عموماً، وانتخابات المغتربين خصوصاً، من خلال ماكينة إنتخابية منظّمة ومركزية، وستكون معتمدة في كل المراحل الإنتخابية، وهذه الماكينة كانت مربوطة بالماكينات القواتية في كل الدول التي جرت فيها الإنتخابات بالأمس، وفي الوقت نفسه بالماكينة المركزية، بحيث بدت حزباً منظّماً حريصاً على دقة التصويت، وعلى اقتراع جميع الناخبين، وحريصة على الديمقراطية وعلى التغيير على خلفية إيمانها بهذا الإستحقاق، وفق ما تؤكد مصادر قيادية فيها، إذا تعتبر أن “القوات” عرفت بقدراتها التنظيمية، ما عكس مدى حضورها وحجمها وتأثيرها، وحجم فريقها السياسي والتنظيمي في الداخل وفي الخارج، ف”القوات موجودة في لبنان وفي خارج لبنان بشكل منظّم وواضح وبشكل جليّ، وهذا يقدّم صورة عن الحضور القواتي اللافت، فهي موجودة في الداخل على امتداد ال10452، وفي الخارج على امتداد الإنتشار اللبناني، في كل دول العالم.
ويعكس هذا الحضور، يضيف القيادي القواتي، الجانب الوطني والعابر للطوائف في خطاب “القوات” الوطني والسيادي، ومشروعها ورؤيتها للبنان، وجاءت هذه الإنتخابات لتظهّر أكثر فأكثر هذا الحضور والدور، إنطلاقاً من أن الرهان كبير على “القوات” ربطاً بهذا التنظيم وبهذه القدرة وبهذا الدور، وبالتالي، فإن المرحلة الأولى من الإنتخابات، قد ترجمت هذا الرهان عليها لخوض المواجهة مع فريق سياسي على غرار المشروع الآخر الذي يمثّله “حزب الله”، نظراً لحيثيتها الحزبية والتنظيمية والوطنية والسياسية، ورؤيتها ومشروعها وأفكارها.
ويتابع القيادي، أن المواجهة لا تتم من خلال قوى أو شخصيات لا تملك التنظيم والحيثية والقدرات الفعلية من خلال جسم متماسك وملتزم ومتمدّد على مستوى الجغرافيا اللبنانية، وعلى مستوى كل العالم، معتبراً أن “القوات” أظهرت بالفعل وبالقول بأنها الحزب القادر على حمل هذه المواجهة، عندما قامت بحملتها على قاعدة “نحنا بدنا ونحنا فينا”، فهي تريد العبور إلى الدولة وإلى لبنان أولاً، وقد أثبتت اليوم هذا الشعار بالفعل.
وأهمية هذه الإنتخابات، يضيف القيادي، أنها جرت أيضاً على المستوى الإغترابي من خلال تعبئة الجسم الإغترابي، إنطلاقاً من إيمان “القوات” بهذا الجسم، إذ لا يجوز ومن غير المسموح ومن الخطيئة، فصل الإغتراب اللبناني عن الداخل، ولذلك، كانت “القوات اللبنانية” ساهرة وحريصة على إسقاط الدائرة 16، وعلى إسقاط كل المحاولات المؤامراتية التي حيكت ضد المغتربين من أجل تشتيت تصويتهم، ومنعهم من التصويت وخفض نسبة الإقتراع، بعدما حاول فريق العهد و”حزب الله” تطيير تصويت المغتربين، ثم خفض نسبة الإقتراع، لأن الجسم الإغترابي لا يتأثّر بالترهيب ولا بالتهديد ولا بالترغيب، إنما هو يصوّت بالإتجاه السيادي في لبنان، وقد دلّت هذه الإنتخابات أنها جعلت المغتربين يتسجّلون بشكل مضاعف عن العام 2018، إيماناً منهم بالتغيير وحرصاً منهم على دورهم في لبنان، وانطلاقاً أيضاً من أنهم معنيون بالتفاعل مع بلداتهم ومناطقهم ومساهمتهم في هذا التغيير، ودورهم لا يقتصر فقط على الدعم المالي للبنان، بل هو دور أساسي في إنتاج سلطة جديدة فيه.
ويلاحظ القيادي “القواتي”، أن أهمية هذه الإنتخابات، أنها تأتي بعد ثورة ضد السلطة القائمة، وبعد انهيار مالي غير مسبوق، ولذلك، جميع اللبنانيين أصبحوا بين خيارين لا ثالث لهما، إما إعادة التصويت لمشروع سياسي يبقيهم في الإنهيار وفشل الجمهورية، وإما التصويت لمشروع سياسي قادر على انتشالهم وإخراجهم وإخراج لبنان من العتمة الموجود فيها، لذا، فإن المحطة الأولى من الإنتخابات هي محطة ناجحة، وقد أظهرت بالملموس لماذا لا يريد الفريق الآخر تصويت المغتربين، لأنه يعتبر أن أمامه جبهة داخلية، ومن غير مصلحته أن تكون أمامه جبهة خارجية، ولذلك أراد إقفالها لكي يتمكن من الحدّ من خسائره داخلياً، وتلافي خسائر فادحة في الخارج.