تحذير بين الشواطئ اللبنانية والأوروبية
جاء في “المركزية”:
يواصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دفعه في اتجاه ايجاد حل لازمة النازحين السوريين. امس، رأس في قصر بعبدا، اجتماعا حضره وزيرا الخارجية والشؤون الاجتماعية، عبدالله بوحبيب وهكتور حجار، وممثلون عن رئاسة الحكومة خصص لتحديد موقف لبنان في المؤتمر الخاص بالنازحين السوريين الذي سيعقد في بروكسل بين 9 و10 ايار الجاري.
بعد الاجتماع، قال بو حبيب ان “الموقف اللبناني، سيكون بناء لتوجيهات رئيس الجمهورية، بان لبنان لم يعد باستطاعته تحمل النزوح السوري على اراضيه، وهو لا يريد ان يساعدوا النازحين فيه، او ان يساعدوه هو، فنحن نهتم بانفسنا اذا عاد النازحون السوريون الى بلادهم”.
وشدد على “اننا سنطبق قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في حكومة الرئيس حسان دياب في هذا السياق، ونريد ان نتعاون مع الأمم المتحدة الا انه يجب ان نأخذ في الاعتبار مصلحتنا لا ان يملوا هم علينا مصلحتنا فنحن نعرفها”.
يعوّل العهد كثيرا على تحقيق خرق في هذا الملف قبيل انتهاء ولاية عون الرئاسية، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”. فعون لطالما اعتبر النزوح من اكبر مسببات الانهيار الاقتصادي والمالي في البلاد، وقد اعاد رفعَ لواء “ضرورة اعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا”، وفعّل مساعيه لوضع الجهات الدولية المعنية امام مسؤولياتها في هذا الشأن، غداة غرق زورق الموت في طرابلس منذ اسابيع.
اثر الحادثة الاليمة، قال وزير المهجرين عصام شرف الدين بعيد زيارته في 27 نيسان الماضي رئيس الجمهورية: هو يطرح مشروعا عمليا واساسيا يطالب الامم المتحدة بمنح النازحين السوريين مخصصاتهم على الاراضي السورية، وهذا اهم بند تم التطرق اليه وهو قيم جدا، مع إعطاء الضمانات من الجانب السوري لتكون العودة آمنة وسليمة.
في السياق عينه، إجتمع وزير الشؤون الإجتماعيّة السبت الماضي بممثّل مكتب المفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين في لبنان أياكي إيتو لتسليمه الموقف الرسميّ للحكومة اللبنانية بعد إجتماع اللجنة الوزاريّة المكلّفة الملف الجمعة. وأكّد حجّار خلال الاجتماع أن “الدولة ملتزمة مبدأ عدم الإعادة القسرية للنازحين، ولكن الوضع لم يعد يُحتَمَل ولم تعد الدولة اللبنانية قادرة على تحمّل كلفة ضبط الأمن في مخيّمات النازحين والمناطق التي ينتشرون فيها، ولا أن تحمل وزر هذا الملف من أجل مصلحة دولٍ أخرى”.
ووفق المصادر، سيحمل الوفد اللبناني، بإيعاز واشراف مباشر من عون، الموقفَ هذا الى بروكسل، حيث سيناشد المجتمعَ الدولي تحريكَ عجلاته على خط المباشرة باعادة النازحين السوريين الى بلادهم مع تجيير المساعدات التي يرسلونها اليهم اليوم، الى مكان اقامتهم الجديد، وسيحذّر لبنان من ان تجاهل هذه النداءات لن يؤدي فقط الى كسر ظهر البلد المنهار اصلا، الا انه سيحوّل الشواطئ اللبنانية الى منطلق للنزوح غير الشرعي نحو الشواطئ الاوروبية.
فهل ستؤتي هذه السياسة الواقعيّة والتنبيهيّة في آن، ثمارَها، فتحرّك الهمّة الدولية “نزوحا”؟ وهل سيتمكّن الرئيس عون من تتويج عهده بهذا الانجاز، بعد ان وُصمت ولايته بولاية “الانهيار الشامل”؟