تابعوا قناتنا على التلغرام
اخبار لبنانسياسة

السُنة مأزومون.. والحريري والسنيورة يتساجلان «عن بُعد»!

يجد الناظر إلى الساحة السنية في لبنان وواقع أبنائها حالياً، ان ساحتها، باتت تحمل تركيبة أكثر تعقيداً، مع خروج الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية والإنتخابية، فحتى ابناء التيار والحزب الواحد لا يجتمعون على منبر واحد جامع للصف و للكلمة، وباتوا منقسمين على بعضهم خصوصا في هذه الفترة التي تشهد استحقاقا انتخابيا مفصليا من تاريخ لبنان الكبير. ورأت مصادر مراقبة عن كثب لتطور الساحة السنية ل “جنوبية”، ان المسلمين السنّة، بعيشون فعلياً، حالة ضياع في أعقاب إخراج تيار المستقبل نفسه من المعادلة السياسية، وتعليق مشاركته بالانتخابات ترشيحا واقتراعا، ورفضه تزكية أي مرشحين علنا”.
بإمكان دار الفتوى ان تلعب دورا كبيرا في تهيئة المناخ العام للطائفة، على غرار ما يفعله البطريرك الماروني الا ان الخطورة الاساسية التي يعيها الجميع، بحسب هذه المصادر، هي في “تسلل المشروع الايراني الى الساحة السنية في حال استمر هذا الانقسام، ويبدو انه مستمر لان لا اشارات توحي بمبادرات محلية او اقليمية لرأب الصدع، وتقريب ذات البين بين الاطراف السنية المتعددة التي تعمل في الساحة السنية اللبنانية. وحمل قياديون سنة المسؤولية، عبر “جنوبية”، الى “كل الاطراف المعنية بالساحة السنية اللبنانية، و الى غياب مرجعيات كبرى وتاريخية عن لعب دورها المركزي في فرض هيبتها وقرارها وقول كلمتها، بعدما وصل حال الانقسام الى التفتت”.
ويؤكدون انه “بإمكان ان تلعب دار الفتوى دورا كبيرا في تهيئة المناخ العام للطائفة، على غرار ما يفعله البطريرك الماروني عند كل استحقاق او مرحلة مفصلية”. ويأتي هذا الدور، بحسب المصادر، بالعمل على “رسم استراتيجية واضحة تكون لمصلحة ابناء الطائفة، نابعة من المسلمات والمنطلقات الوطنية الكبرى، ومن مبدأ التعايش المشترك الذي نص عليه الدستور، لقد ارتكبت بعض القيادات السنّية أخطاء فادحة خلال السنوات القليلة الفائتة”. بسبب الأخطاء، وتغيّر الأولويات الدولية قد تتاح الفرصة الآن أمام المشروع الإيراني، ممثلاً بـ”حزب الله” وتابعت”: انه وبسبب هذه الأخطاء فقدت هذه القيادات ثقة جزء مهم من رصيدها محليا وعربياً ودوليا، من دون أن تستفيد في المقابل من الدعم المأمول من القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، المتحمستين لعقد صفقات سياسية مع طهران قد تكون السنة خارجها”. وأضافت”: وبالتالي، بسبب الأخطاء، وتغيّر الأولويات الدولية، والانقسامات الداخلية المتغذية من مطامح وحزازات شخصية، قد تتاح الفرصة الآن أمام المشروع الإيراني، ممثلاً بـ”حزب الله”، لاختراق البيئة السنّية بمرشحين تابعين له، وتعزيز قبضته على البرلمان بعد الحكومة، وفرض مَن يريد رئيساً للجمهورية، في نظام يحتاج الى اعادة هيكلة لتعزيز مبدأ الشراكة الوطنية، التي نادى وينادي بها اهل السنة وغيرهم من الافرقاء الوطنيين”.
وأشارت الى ان الطائفة السنّية في لبنان، قد تمتعت بالنفوذ منذ نهاية الحرب اللبنانية في العام 1990، من خلال سلطة كرسها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، في قدرته وعلاقاته الواسعة، إلا أنها بعد اغتياله في شباط 2005، أصبحت الطائفة من دون زعيم وسند قوي بالمعنى الحقيقي، وهي تشهد تدريجيّاً إقصاءها من السلطة السياسية”. اغتيال الحريري كان بمثابة مؤشّر، على تراجع سلطة السنّة داخل نظام تقاسم السلطة اللبناني المعقّد ولفتت الى ان “اغتيال الحريري كان بمثابة مؤشّر، على تراجع سلطة السنّة داخل نظام تقاسم السلطة اللبناني المعقّد، وهو ما انعكس على ادارة الطائفة في تباينات اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، واتت على ارث الرئيس الشهيد الذي بناه بمداميك قوية، لكن حجم الرجل الراحل وديناميكيته وعلاقاته الاقليمية والدولية لم يستطع احد بإدارتها وتشتت في هباء منثور”. اين السنة من انتخابات 2022؟ يخوض السنة استحقاقهم الكبير في احباط شعبي لم يسجل سابقا، وفي غياب قيادات اساسية عن المبارزة الكبرى (تعليق الحريري المشاركة.. وعزوف كل من الرؤساء فؤاد السنيورة ظاهرا، و نجيب ميقاتي و وتمام سلام باطنا).. الا ان السجالات خرجت الى العلن بين اركان الطائفة السياسيين، خصوصا من كانوا بالصف الواحد، فزادت من حدة الاحباط والانكفاء للكثير من النخب السنية، ومن الحالات الشعبية”.
وفي هذا السياق لفت مصدر مقرب من السنيورة ل “جنوبية” ان “استحضار تعبير عدم الوفاء والتخوين هو انتهاك للكرامات، تجاه من عارض قرار الحريري الانتخابي، إنما تنم ايضا عن قصور وعدم إدراك معنى المحاججة و المقاربة السياسية لقرار المشاركة من عدمه”. ما طرحه الرئيس الحريري هو موقف سياسي بامتياز لكنه لم يستكمله بمشروع وطني للمعارضة السياسية ورأى المصدر “ان ما طرحه الرئيس الحريري هو موقف سياسي بامتياز لكنه لم يستكمله بمشروع وطني للمعارضة السياسية، وهو كان قد أوضح امام كتلته في ١٤ اذار، انه لن يدعوا الى المقاطعة بل ترك لجمهوره حرية القرار، و هذا يعني ان الاصيل، اي الحريري، قد اتخذ قرار الممتنع حيادياً عن خوض الانتخابات وتياره، وأن جوهر قراره هو الوقوف على مسافة واحدة من طرفي جمهوره الممتنع والمشارك فيها على السواء، وبالتالي فلا اجتهاد في النص عندما يكون اصل نص القرار واضحاً”. وحمل المصدر “من انتهز غياب الاصيل غاص واستشرس في الاجتهاد السلبي، لدرجة انه اوجد تباينات قوية بين جمهور المسلمين الواحد ،كما اصاب بضرر مباشر الرئيس الحريري شخصياً وسياسيا وعربياً”. وأضاف: “اذ كما هو معروف ان المحور العربي المصري الخليجي رافض بشكل قطعي المقاطعة او الدعوة الى تعطيل الانتخابات، خاصة في البيئة السنية لما لها من مخاطر استراتيجية على موقع السنة في المعادلة الوطنية الداخلية، ما يترك الساحة دستوريا لتحالف الاسلام السياسي السني الشيعي، ممثلا بحزب الله والجماعة الاسلامية والاحباش، وتمهيد الطريق لهم من اجل السيطرة على القرار السني في رئاسة الحكومة ودار الفتوى والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى لاحقًا”. ودعا المصدر الحريري “الى التدخل المباشر، ووضع حد لهذا التفلت الكبير الحاصل في التيار، وداخل الجمهور على كافة المستويات”.
وختم المصدر “ان هذا التدخل الحاسم والسريع من قبل الحريري، هو لاعادة الامور الى نصابها و السبيل الوحيد للخروج من الازمة الحاصلة”. بالمقابل رفض مصدر مقرب من تيار المستقبل “طلب الرئيس السنيورة خوض “معركة التحدي والمواجهة التي اطلقها لملء فراغ الساحة ببطوننا الفارغة، وكأننا أسرى في معركة الأمعاء الخاوية”. يمكن معالجة استياء السنّة، وشعورهم بالإقصاء في غياب قادة سنّة معتدلين كالرئيس سعد الحريري في لبنان ورأى انه ” لا يمكن معالجة استياء السنّة، وشعورهم بالإقصاء في غياب قادة سنّة معتدلين كالرئيس سعد الحريري في لبنان، والرئيس الراحل رفيق الحريري، ولا يمكن اعادتها الى المعادلة السياسية اللبنانية بطروحات راديكالية عالية النبرة والهدف، فلبنان بلد التعايش التلاقي، وتحقيق المشروع الوطني يكون بالتفاعل الايجابي وليس بالمواجهات والعنتريات التي لا تؤدي الا للخراب”. واشار الى “ان قرار الرئيس الحريري بالانكفاء هو قرار استراتيجي، ولن يجير بعد اليوم قوة التيار الحارف لاي فريق لانهم تصرفوا وفق مصالحهم فقط وليس المصلحة الوطنية العليا”. وفي هذا السياق، اسدل رجل الاعمال بهاء الحريري الستارة عن موضوع التفاعل مع الانتخابات النيابية المقبلة، بحسب ما أكده مصدر مقرب منه لـ“جنوبية”، “ في انسحاب مبكر بعد الاخفاقات التي مُني بها على اكثر من صعيد في هذا الملف، الذي سعى من خلاله الى ارساء قواعد مشروعه السياسي المقبل”. وفي الشمال، كشفت مصادر متابعة عن “تضارب المصالح” بين لائحتي اشرف ريفي المدعومة من القوات اللبنانية وبين لائحة مصطفى علوش المنشق عن تيار المستقبل، ومدعوم من الرئيس فؤاد السنيورة، كما في البقاعين الاوسط والغربي، فإن مقاطعة تيار المستقبل تغلب على ما عداها من لوائح سنية، التي يدعمها السنيورة والقوات اللبنانية والتي لا تنذر بإنتصارات معينة”.
المصدر :

جنوبية.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى