هل تُعطِّل إسرائيل إستحقاق 15 أيار؟
كالصاعقة، حلّ خبر غرق “مركب طرابلس” على اللبنانيين، ليل السبت الفائت، لتنفجر الأوضاع الأمنية على إثر ذلك في عاصمة الشمال حيث وقعت مواجهات بين أهالي الضحايا من جهة والقوى الأمنية من جهة أخرى، كما عمد بعض المتظاهرين الحانقين إلى تمزيق صور المرشحين للإنتخابات النيابية، وسادت تكهّنات سوداوية وتوقّعات بأن يتمّ الإعلان لاحقاً عن تأجيل استحقاق 15 أيار.
وبالتزامن مع كارثة زورق الموت في طرابلس، شهدت المنطقة الجنوبية توتراً عسكرياً لا تزال أسبابه غامضة مع إطلاق صواريخ من القليلة جنوبي صور، وتحوّلت الأنظار جنوباً، وبتنا أمام خطر نشوب حرب عسكرية على الحدود الفلسطينية بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، ورافق ذلك توترات أمنية متنقلة شهدتها أكثر من منطقة منها العاصمة بيروت. دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “المنتشي” بفوز صديقه إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا لولاية جديدة، إلى عقد جلسة استثنائية اليوم الثلاثاء لبحث موضوع “مركب طرابلس” إضافة إلى التطورات العسكرية على الجبهة الجنوبية، لكن السؤال “هل هناك خطر على حكومة ميقاتي قبل أقلّ من 20 يوماً من موعد الإنتخابات النيابية؟مصادر حكومية، أكدت أنه “ليس هناك من خطر على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بالرغم من كل الأحداث التي تتوالى على الساحة الداخلية، وبالرغم من أن الحكومة عملياً لم تستطع حتى الآن أن تقدم إنجازاً حقيقياً وفعلياً، غير أن العامل الذي يمنع تهديدها هو عامل الوقت فقط، وتشير إلى أن “هذه الحكومة بعد عشرين يوماً تصبح بحكم المستقيلة، أي حكومة تصريف أعمال، وبالتالي، أمر الإستقالة غير مطروح. لذلك، ستبقى حتى نهاية ولاية مجلس النواب، وفي 16 أيار تصبح حكومة تصريف أعمال، ومن المتوقع إذا لم يحصل أي تطور دراماتيكي، أن يُعاد تكليف الرئيس ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة، غير أن عملية التشكيل مسألة أخرى تماماً، وتتأثر بعوامل عدة منها موقف رئيس الجمهورية ميشال عون وتوقيعه، إضافة إلى موقف الكتل النيابية.
من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة أن لا تصعيد على الإطلاق فيما يخصّ الصراع بين “حزب الله” واسرائيل، وإنما اختبارات ورسائل متبادلة من قبل الطرفين. والكلّ معني باستبعاد الحرب المؤجلة، رغم الحرارة العالية داخل الأراضي الفلسطينية.
ولفتت، إلى أن إسرائيل عاجزة عن الردّ على “حزب الله” فكيف الحرب؟ لذلك، أن أقصى ما ترغب به حالياً هو الإيهام بأنها جاهزة دائماً، في حين أن “حزب الله” لن ينجرّ إلى أي تصعيد في توقيت إسرائيلي، وإنما سيكون شريكاً في أي حرب بتوقيت فلسطيني أو بتوقيت القدس.
من هنا، أوضحت المصادر عينها، أن “حادثة طرابلس خطيرة وهي مؤشر لما يمكن أن يحصل قبيل الإنتخابات لتطييرها. الحادثة بمفردها غير كافية لإلغاء الإنتخابات، ولكن تكرارها سيؤدي بالإنتخابات إلى التأجيل حتماً، لذلك، فإن ترك طرابلس جَيباً رخواً بلا اهتمامٍ إجتماعي وإنمائي هو فعلٌ متعمّد لتكون دائماً منطلقاً لمخاطر انفجار أمني واجتماعي يهدّد الحياة السياسية بالإنفلات.
المصدر :
ليبانون ديبايت.