علوش يحذر من “كوهينات” انتخابية : طرابلس ليست مدينة متسولين وامتهان كرامة أهلها معيب !
قال الدكتور مصطفى علوش (عضو لائحة لبنان لنا)، إنَّ طرابلس، ليست مدينة المتسولين الذين ينتظرون فتات العيش والشفقة والرحمة والمساعدة من الناس، ولكن بالتأكيد هناك حالات إنسانية تعاني واقعًا صعبًا ومعيشةً أصعب، ولكنها لم تفقد كرامتها ولا مسؤوليتها السياسية والوطنية.
علوش نددَ خلال مقابلة مع قناة “الميادين” عصر اليوم في منزله بطرابلس بأساليب من أسماهم ب”كوهين”، الذين يحاولون استغلال الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة في طرابلس، ويحاولون شراء أصوات المدينة.
ومن أبرز ما جاء على لسان الدكتور علوش، حيث دامت المقابلة نحو ٥٠ دقيقة الآتي:
قرارنا بخوض الانتخابات
تيار المستقبل لا يريد المشاركة في الانتخابات النيابية، ونحن مجموعة من المستقلين والمستقيلين من تيار المستقبل قررنا أن نخوض الانتخابات بغض النظر عن قرار تيار المستقبل لا نحمل تيار المستقبل أي تبعات لهذه اللائحة، والتي هي بالأساس ملتزمة بخيارات تيار المستقبل العامة الاجتماعية والسياسية لكنها ليست جزءاً من تيار المستقبل التنظيمي.
احذر من “كوهينات” دخلت الانتخابات
بالنسبة لمن أسميه “كوهين”، التوصيف واضح فمن يظهر من الغيبة فجأة ومعه كمية هائلة من الأموال التي لا نعرف اصلها وفصلها ويكون تابع لشخصيات أخرى لا تمثل المدينة، ما أريد أن أحذر منه أن هذه الشخصيات أتت من أماكن لا تريد هذه المدينة ولا أهلها أن يقبلوا بتلك الشخصيات.
من غير المنطقي أن نكون في لائحة مشتركة مع ريفي
أريد أن التأكيد، بأنني احترم كل اللوائح الموجودة والتي عددها 11 سواءً كانت مكتملة أو غير مكتملة، وهم مواطنون ولهم آراءهم لذلك لن أقول أن هنالك لوائح رئيسية وثانوية
أما بالنسبة إلى لائحة الوزير أشرف ريفي هنالك خلافات أساسية وهناك توافق على الرؤية السيادية للبنان، ومنها المواجهة مع مشروع الميليشيات المسلحة، المشروع الإيراني في لبنان وهذه مسائل أصبحت أتشارك بها مع الريفي ومع الكثير من القوى في لبنان وسنلتقى ربما بعد الانتخابات لمن يصل إلى هذا المكان، أما بالنسبة للخلافات الأساسية فهنالك خلافات تتعلق بالوزير أشرف ريفي وعلاقته مع تيار المستقبل والذي كان على خلاف جذري معه ومع الرئيس سعد الحريري ونحن نعتبر هذا السبب أحد أهم الأسباب للافتراق بهذا الخصوص، هو لديه خياراته التي بقي مصرًّا عليها ونحن لم نخرج بسهولة من ثوب تيار المستقبل ولا نزال على الأقل نحمله في عقولنا وقلوبنا لذلك لم نرَ أنه من المفيد أو حتى من المنطق أن نكون على لوائح مشتركة.
“المستقبل” تيار ديموقراطي وليس ميليشوي
مدينتنا غنية أولًا لوقوعها على شاطئ البحر المتوسط، ولكن هناك إفقار حاصل ويتمحور داخل مدينة طرابلس بالتحديد أما بالنسبة لتيار المستقبل فهو بمن فيه من الناس وعمليًا أنا مؤسس بتيار المستقبل وأحد الشخصيات التي انطلق بها تيار المستقبل وبعدها استمريت إلى حين استشهاد الرئيس رفيق الحريري لحين وصول الرئيس سعد الحريري ليكون رئيسًا للتيار، وأؤكد أنني جزء من هذا التيار، ولكن من الناحية التنظيمية فأنا قدمت استقالتي من أعلى موقع في التيار ألا وهو نائب الرئيس للشؤون السياسية وذلك ليس لخوض الانتخابات لأنني رفضت منطق الاستقالة من السياسة لأننا بالنهاية تيار ديموقراطي وليس عقائدي مليشيوي عسكري بل نعمل عن طريق الانتخابات ليصل بمرشحيه لتلك الانتخابات ومن هناك يبدأ النضال داخل المؤسسات.
علاقتي مع الحريري: صداقة واحترام
بالنسبة لعلاقتي مع الرئيس سعد الحريري فهي علاقة احترام وصداقة وهو بالنسبة لي يبقى رئيس تيار المستقبل وعندما يعود ليكون موجودًا في التيار سيكون التعامل معه على أساس آخر.
المزاج العام ليس متحمساً للانتخابات
الانتخابات في لبنان لا تستند فقط إلى أحزاب فنحن نعلم بأن الشخصيات و الخيارات الفردية القبلية والعائلية تلعب دورًا كبيرا، فنصف هذه الأصوات تذهب بشكل شخصي وفرزي للمرشحين والنصف الآخر ربما يكون التزامًا عامًا
الرئيس نجيب ميقاتي عندما حصل على ٢٢ ألف صوت ليس لأنه رئيس تيار العزم بل لأنه نجيب ميقاتي، أما المرشحون الآخرون نالوا الكثير من الأصوات على هذا الأساس.
بالنسبة لتيار المستقبل الوضع مختلف لأن سعد الحريري ليس مرشحًا في طرابلس فيمكن القول أن تأثير الانتماء إلى تيار المستقبل يلعب دورا أكبر لكن بالنهاية هناك الشخصيات الموجودة داخل المدينة ولديها تاريخيًا وجود أقدم قبل دخول تيار المستقبل لهذه الخيارات، لكن المزاج العام كما هو معروف ليس مؤيّدًا أو متحمسًا للانتخابات في هذه المرحلة لأسباب تتعلق بالحالة العامة الموجودة لما حصل بعد ١٧ تشرين الأول من انهيار اقتصادي، وعدم الثقة بالخيارات السياسية، كل هذه الأمور تلعب دورًا بالإضافة إلى اعتكاف الرئيس سعد الحريري أو على الأقل غيابه عن هذه الساحة.
ما نقوم به الآن كمحاولة هو تشجيع الناس لأخذ اختياراتها في الانتخابات ممن تثق بهم ومن تمت تجربتهم بعللهم وحسناتهم.
٧٥% من الاعلانات لشخصيتين وعلى القضاء التحرك
نلاحظ بأن هناك 75% من لوحات الإعلانات التي تعد بالمئات بين طريق بيروت وصولًا لطرابلس، وعكار، والضنية نرى أنها محتلة من قبل شخصيتين من المرشحين فهناك حوالي مليون دولار صرفت بين تلك الشخصيتين على الاعلانات وهناك أيضًا شراء المساحات الإعلانية في التلفزيونات والمحطات الإخبارية والأرقام هي خيالية بالنسبة للمواطن وللوضع الراهن ولكن نتلمَّس أيضًا أن هناك تجمعات تحصل وبعض المظاهر التي تبلغ تكلفتها عشرات الآلاف من الدولارات وهناك الكثير من المزايدات وتعظيم الأمور ، ولكن في النهاية فإن هي اموالهم، لكنها أموال تصرف وتضع الانتخابات في موقع شديد الحساسية وشديد الصعوبة والتي ستعرّض الرابحين لاحقًا إلى المساءلة عن مصدر هذه الأموال.
لذلك أشير إلى وقائع علمية وحقيقية وعلى السلطات المعنية بهذا الموضوع أن تقوم بواجباتها تجاه هذه القضية لذلك أنا أحترم الحضور الإعلامي وواقعي كمرشح ولن أتوجه بكلام واضح عن أي شخصية بهذا الخصوص.
كان لدينا خيارات خاطئة وغيرنا “مجرمة”
كنا جزءاً من هذه المنظومة وفشلنا بإحداث تغيير جذري وحقيقي بعد ١٧ سنة. أنا لن أتنصّل بل بالعكس كانت هناك خيارات خاطئة ولكنها ليست إجرامية مضرة باقتصاد البلد وضعته في أتون حروب رغمًا عنه وتحالفت مع الفساد والفاسدين بالسياسة لذلك فوصولنا للبرلمان يجب أن يضع حدًا لذلك وإن لم نستطع ذلك فيجب الذهاب للمعارضة لإعادة دور لبنان الاقتصادي والسياسي بين الدول العربية.
طرابلس لم تفقد كرامتها ولا مسؤوليتها السياسية
_أريد أن أؤكد بأن هذه المدينة ليست مدينة المتسولين الذين ينتظرون فتات العيش والشفقة والرحمة والمساعدة من الناس ولكن بالتأكيد فهناك حالات إنسانية تعاني واقعًا صعبًا ومعيشةً أصعب ولكنها لم تفقد كرامتها ولا مسؤوليتها السياسية والوطنية.
وقد يأتي من سميته “كوهين” اللي يستغل هذه الحالة ويعمل على شراء أصوات الناخبين.
امتهان كرامات الطرابلسيين وقيمتهم معيب
على الرغم من أن الوضع المالي المعيشي هو وضع أساسي بالنسبة لأهالي طرابلس لكن الجميع يعلم أن الوضع المعيشي هو نتاج للوضع السياسي والخلل السياسي بسبب ارتهان لبنان للمشاريع الإقليمية، والمشاريع ذات الطابع الانتحاري، وعزله عن الدول الأكثر أهمية بالنسبة له وهي الدول العربية والخليجية والعالم بشكل عام.
وقد يأتي البعض لإعطاء بعض المساعدات ولكن تلك المساعدات لا تكفي لي اكثر من شهر لذلك يجب أن يتحمل المواطن نتيجة قراراته للمدة المتبقية ألا وهي ٣ سنوات وأحد عشر شهرًا.
فنحن خاطب الناس كمواطنين ذوي قيمة وكرامة وليس كمتسولين ينتظرون على أعتاب البعض للحصول على المساعدات.
نأمل الحصول على 3 حواصل وأكثر
بالنسبة للائحتنا بالتأكيد هناك انطلاق من قاعدة أساسية ألا وهي الشخصيات الموجودة في هذه اللائحة، وتلك الشخصيات بالتأكيد مخضرمة ولديها وجود على المستوى العام وهناك أيضًا بعض الزملاء الذين أتوا من المجتمع المدني بشكل مستقل واصبحوا جزءًا من هذه اللائحة.
نحن نعلم أن هذه اللائحة ستحصل على ٣ حواصل والحاصل التي نتمناها هي أقصى ما يمكن أن نحصل عليه ولن اذهب الآن إلى التقديرات الحالية الموجودة لأنها قد تتغير ولا أريد أن أعطي أي انطباع سواءً عن راحةٍ أو اقتتال على هذه القضية فنحن منطلقون من قاعدة جدية ولم نأت.ِ من الفراغ وسنعى للحوار مع الناس بشكل فردي وبشكل جماعي ومفتوح لاقناع الناس بأخذ خياراتهم التي يرونها صحيحة.
هذه التقديرات لا تزال التقديرات الأولية من عدة مراكز إحصائية ومكنات محلية وفيها الكثير من المغالطات في بعض الأحيان
نحن ننطلق من قاعدة صلبة هي ثلاثة حواصل ولكننا سنعمل للحصول على أكثر من ذلك.
نخشى من مشاريع تؤدي إلى تفلسية
المشاريع التي تناقشها الحكومة اليوم، مشاريع ستؤدي إلى “تفليسة” جديدة بالنسبة للمواطنين وبالتالي انكماشٌ اقتصادي وقدرات المواطن من صرف أموال الناس والدولة، والانهيار الذي حصل على مستوى انهيار الودائع هو بسبب خيارات الدولة “الخنفوشارية” سواء أن كانت أمنية اقتصادية أو سياسية.
لذلك يجب أن تتحمل الدولة العبء الأكبر من خلال الحفاظ على الودائع حتى يعود الاقتصاد إلى التحرك من جديد وذلك بتحسين العلاقات مع الدول الأخرى والمستثمرين للنهوض بالبلد.
نحن نعلم بأن لبنان في وضعه الحالي لا يمكن أن يخرج دون رعاية دولية جديدة ومن دون عقد اجتماعي واضح المعالم يؤدي للاستقرار، لاشك بأن اللاعبين الأساسيين هم: إيران بوجودها العسكري في لبنان، وفرنسا بوجودها التاريخي، واالسعودية فتلك هي الأطراف الأهم في هذا الخصوص لذلك علينا أن نترقب أنه في ظل للوضع الحالي والعسكري في لبنان والذي تهيمن عليه إيران بشكل من الأشكال قد نصل إلى انفصال وانفصام في الوضع اللبناني.
المصدر :
الميادين.