في هذا التوقيت يتبلور مشهد “المشاركة السنًية” في الإنتخابات
على مسافة أقلّ من شهر على موعد الإنتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، لا تزال الضبابية والغموض يحيطان بطبيعة الإتجاهات “الإنتخابية” في الشارع السنّي حيث تزدحم التوقعات والسيناريوهات حول نسبة المشاركة التي سوف تشهدها أوساط ناخبين تيّار “المستقبل” المقاطع سياسياُ للإستحقاق، وذلك في الدوائر ذات الثقل السنًي وحيث الصوت السنّي يشكّل الرافعة أو الأساس الداعم لأي لائحة أو مرشح على اختلاف انتماءاته الطائفية والسياسية .
وقد تكون دائرة الشمال الثانية التي تضمّ مدينة طرابلس وقضاء المنية- الضنيّة، من أبرز الدوائر في هذا الإطار، خصوصاً وأن معركةً قاسية تشهدها هذه الدائرة، حيث ولأول مرّة في تاريخها تتنافس فيها11 لائحة على 11 مقعداً نيابياً. لكن ارتفاع عدد اللوائح والمرشحين، لا ينسحب بالضرورة على حجم المشاركة في الإقتراع والتي لن تكون على المستوى نفسه، نتيجة غياب الصورة الواضحة لدى تيار “المستقبل” بفعل قرار الرئيس سعد الحريري، بمقاطعة الإستحقاق في كل لبنان
لكن النائب علي درويش، والذي لا يهمل الإشارة إلى ما يشبه “البرودة” في الشارع الشمالي وعلى وجه الخصوص لدى الناخب السنّي، يكشف عن حركة تصاعدية بدأت تتلمسها القوى السياسية ومرجعيات طرابلس والمنطقة، وذلك مع بلورة تصورات وتوجهات كلّ لائحة من اللوائح الـ11 في الدائرة، وذلك على الصعيد السياسي أولاً وعلى صعيد المرشحين ثانياً، من أجل إفساح المجال أمام الناخب للإختيار الصحيح.
ويؤكد النائب درويش أن المعركة الإنتخابية احتدمت في الأيام الماضية، حيث أن التوقعات تشير إلى ارتفاع في منسوب المشاركة من قبل أهالي الشمال، على إيقاع المواقف والبرامج المعلنة تباعاً والتي تفتح الباب أمام عدة خيارات مُتاحة أمام المواطن الشمالي كي يتحمّس للذهاب إلى أقلام الإقتراع والتصويت .
ووفقاً للمعطيات التي يملكها النائب درويش بفعل الإستطلاعات التي جرت في الدائرة، فإن تراجعاً ضئيلاً لا يتخطى ال3 أو ال4 بالمئة، قد يُسجل في نسبة المقترعين بالمقارنة مع النسبة التي سُجلت في الإنتخابات النيابية في العام 2018. ولكن في الوقت نفسه، لا تزال احتمالات التغيير في المزاج الشمالي قوية، وهو ما يدفع إلى توقع نسبة مشاركة مرتفعة في الشارع السنّي خصوصاً وفي الشارع الطرابلسي عموماً.
وأوضح أن 5 لوائح أساسية مكتملة هي التي ستستقطب الأصوات، والمعركة محتدمة لاستنهاض القواعد الشعبية، علماً أن تعدد اللوائح يساهم في تشتيت وشرذمة الأصوات وذلك لن يكون لمصلحة اللوائح التي تحمل عناوين إنمائية واضحة بل لمصلحة اللوائح الأساسية التي تملك كتلةً ناخبة وثابتة.
وعن المشاركة الفعلية لجمهور وشارع تيار “المستقبل” في الإقتراع، يكشف النائب درويش أن المشهد الفعلي سيتبلور خلال عيد الفطر المقبل وليس قبل مطلع أيار المقبل، وإن كانت كل المعطيات الميدانية تشير إلى اختلاف واضح في قرار المشاركة بين دائرة الشمال الثانية ودوائر انتخابية أخرى لجهو القرار لدى الناخب السنّي الذي يدور في فلك “المستقبل”.
المصدر :
ليبانون ديبايت.