تابعوا قناتنا على التلغرام
اخبار لبنانانتخابات لبنان

هل حقاً حزب الله هو الفائز الأول في الانتخابات النيابية؟

لم يستبعد مصدر دبلوماسي غربي عتيق ( متقاعد) أن تكون مفاجأة الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان بفوز حزب الله وحلفائه في معظم الدوائر الانتخابية في لبنان، وحصوله على غالبية المقاعد في المجلس النيابي المقبل. قد يكون هذا الخبر صادماً لا بل محبطاً للكثير من المعارضين ومن مرشحي قوى التغيير ، الا أن الواقع والمعطيات تشير الى ذلك، استناداً لحراك اقليمي ودولي ، ولترتيبات مستقبلية في هذا المجال ، لها علاقة بتسوية شاملة تلف المنطقة، وعلاقة بمسألة سلاح حزب الله .

وأعتبر المصدر الدبلوماسي ، ان نتائج الانتخابات النيابية الحالية في لبنان ، ستكون منصة للانتقال نحو الساحة الدولية ، التي يتم فيها التحضير لمؤتمر خاص بلبنان في فرنسا برعاية فرنسية، واشراف أميركي غير مباشر، بحيث سيشارك حزب الله في هذا المؤتمر ، من منطلق كونه الرابح الأكبر في لبنان، ليوقع بما يشبه ( سلام الشجعان).

علاقات فرنسا مع حزب الله

والمؤتمر الفرنسي من أجل لبنان ، كان ثمرة اتصالات حثيثة وقديمة ما بين الفرنسيين والامريكيين، وكان مؤتمر الحوار اللبناني في سان كلو في فرنسا عام 2007 ،والذي شارك به حزب الله يومذاك، قد شكل أرضية أو ورقة عمل للتوصل الى مؤتمر فاعل لحل المشاكل اللبنانية، من بينها سلاح حزب الله ، واجراء تعديلات دستورية محددة، تحت سقف اتفاقية الطائف، مراعاة للمملكة العربية السعودية عرابة هذا الاتفاق.

ورأى المصدر، اننا لا نكشف سراً عندما نشير الى أن العلاقات واللقاءات ، ما بين فرنسا وحزب الله، لم تتوقف منذ عام 2007 ، لا بل يتم بعضها أيضاً في اطار التنسيق الأمني، وكانت اهتمامات الرئيس ماكرون بنواب حزب الله واضحة ، خلال اللقاءات التي عقدها اثناء زيارته لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.

وبرأي المصدر، ان التعجيل في عقد المؤتمر اللبناني في فرنسا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الفرنسية، والانتخابات النيابية اللبنانية، فرضته عوامل عدة لعل أبرزها مفاوضات فيينا النووية ، المعارك الروسية – الاوكرانية، والصراعات الاقليمية المتنوعة . وانطلاقة عملية التسوية والتهدئة في المنطقة، ملامحها ظاهرة من خلال العودة السورية الى الحضن العربي، الهدنة في اليمن ،التقدم في المفاوضات النووية الايرانية ..

تراجع أميركي

وكشف المصدر الدبلوماسي عن ان المسؤولين الامريكيين المعنيين بالملف اللبناني، كانوا في البدايات يرسمون خارطة طريق من شأنها إضعاف حزب الله وحلفائه ، والعمل لفوز قوى التغيير بأكثرية المقاعد النيابية ، وكانت عملية دعم الجمعيات الاهلية غير الحكومية في لبنان ، ودعم المنصات ، واللقاءات والشخصيات المعارضة تدخل في اطار هذه الخارطة ، الا ان المتابعة الاميركية الدقيقة في هذا المجال،اصطدمت بفشل هذه القوى التغييرية في قدرتها على توحيد صفوفها، وفي الاتفاق على خطاب سياسي مطلبي موحد، وعجزها عن مواجهة حزب الله ، لذا أعاد الاميركيون حساباتهم من منطلق “مصالح الدول “، كان نتيجتها العمل للتحضير لتسوية على المستوى اللبناني ، يكون حزب الله المؤثر الاول فيها والقادر على المساومة والتفاوض.

التفاوض مع الأقوى

لماذا حزب الله ؟ يقول المصدر الدبلوماسي لان المدرسة التفاوضية الاميركية، والتي أرسى دعائمها وزير الخارجية السابق هنري كسينجر، ترتكز على التفاوض مع (الفريق الأقوى)، الذي يمكنه البيع والشراء، والدخول في المزادات والبازارات، وهذه قاعدة دبلوماسية اميركية متبعة منذ عقود .

فالمشهد الانتخابي الحالي في لبنان ، كما يراه المصدر الدبلوماسي ، يتجلى في الصراع بين حزب الله ،والقوات اللبنانية ،واذا تعمقنا أكثر في المشهد الانتخابي، وأجرينا مقارنة ما بين الحزب والقوات ، نجد ان حزب الله يملك ما يملكه من أرصدة في داخل الساحات السنية والدرزية والمسيحية ، وتشكيله ما يسمى بـ ( سرايا المقاومة ) داخل هذه الطوائف، اضافة الى ما لديه من قدرات مالية ، وتنظيمية ، وأمنية وفائض قوة ، الى جانب سيطرته غير المباشرة على معظم مفاصل الدولة ، في حين أن القوات اللبنانية لا تملك رصيداً خارج الطائفة المسيحية ،مع خسارتها الى حد كبير من رصيدها على مستوى الطائفة السنية ، بعد انسحاب الرئيس الحريري من المشهد السياسي .

فراغ الساحة السنية

ولأن الشيء ، بالشيء يذكر، فان انسحاب الحريري ، وترك الساحة السياسية في لبنان، مكن حزب الله من التغلغل في مفاصل الطائفة السنية، واستقطاب بعض فعالياتها، وتمكنه من تركيز أرضية له فاعلة ضمن الطائفة. وهذا ما يدفعنا الى التساؤل: من الذي يقف وراء قرار الحريري بالانسحاب ، وعدم السماح حتى لترشيح شخصيات سنية من تيار المستقبل، ومن الذي أوقف اندفاعة رجل الاعمال بهاء رفيق الحريري الذي انطلق في البدايات لتشكيل لوائح انتخابية في كل لبنان ، واذ به ينكفىء، ويتراجع، ويكتفي بالمشاركة بشعارات وعناوين على اللوحات الاعلانية في الشوارع والطرقات بتوقيع (سوا للبنان ) ؟ اليس كل ما جرى على الساحة السنية يصب في خدمة معركة حزب الله الانتخابية؟

ويختم المصدر الدبلوماسي حديثه مؤكداً : “في عالم السياسة والصراعات السياسية لا شيء محسوماً ، وكل التوقعات التي ذكرناها ، ربما قد تتغير وتكون عكس ما ذكرناه في حال حصلت (معجزة) في صناديق الاقتراع، وكان التصويت الشعبي لصالح قوى التغيير ، والمعارضة، وحصات مفاجآت انتخابية ، عندها ستفرض هذه النتائج على “الغرف الدولية السوداء” اعادة تغيير خارطة طريقها أو تعديلها .

لذا ، وحدها الايام والشهور المقبلة، تكشف حقيقة ما يتم التحضير والتخطيط له على المستوى اللبناني بشكل خاص، وما اذا كانت نتائج مفاوضات فيينا النووية غير المعلنة ، تتضمن تقديم مكافأة ( bonus ) لايران في لبنان والعراق ؟

المصدر :

الاستشارية.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى