اخبار لبنانسياسة
لماذا جمع نصرالله باسيل وفرنجية؟
الأسباب الحقيقية التي دفعت الامين العام لحزب الله حسن نصرالله لجمع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تتجاوز موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، وإن كان هذا الاستحقاق حاضرا بمفاصله واهميته في المرحلة المقبلة، وتأثيره المستقبلي، في ضوء الاستحقاقات المحلية، والتسويات والاتفاقيات الاقليمية والدولية التي باتت اقرب من اي وقت مضى.
وتقول مصادر متابعة ان اسباب اللقاء الحقيقية، عوامل احتقان وتشنج متعددة، سادت العلاقات بين فرنجية وباسيل في المرحلة الماضية، بعضها من مؤثرات وخلفية انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، بعد ان كان فرنجية متقدما عليه، وزادتها حدة السلوكية الاستفزازية لباسيل والاتهامات المتواصلة ضد فرنجية وتياره، ونعتهم بالفاسدين اكثر من مرة، والتي زادت الخلافات بين الطرفين سوءا، ولم تعد تنفع معه، محاولات عديدة، قام بها اكثرمن طرف محلي وسوري تحديدا وفي مقدمتهم حزب الله، لتبريد الخلافات بينهما، واجراء مصالحة بينهما، والبحث بعقد تحالف محدود، اوتخفيف حال الخصومة التي وصلت الى حدود العدائية، بين من يفترض فيهما ان يكونا حليفين في كل الظروف الصعبة. ولكن كل هذه المحاولات اصطدمت بالمرارة والثقة المفقودة بالعلاقة مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل منذ بداياتها وحتى اليوم. وقد ترجم فشل مساعي تحقيق مصالحة بين الطرفين اللدودين، بتشكيل كل منهما، لائحة مرشحين منفصلة عن الاخر، بما يؤشر إلى الاستمرار في خوض الانتخابات النيابية، بينهما على قاعدة الغاء الآخر، بالتزامن مع وجود لائحة مرشحي القوات اللبنانية، الخصم السياسي اللدود المنافس للطرفين معا، في الدائرة الانتخابية ذاتها، والتي ستستفيد حتما من مناخ المنازلة الانتخابية الحادة بالنهاية، ما ينعكس ضررا على كليهما معا، وقد يؤدي إلى سقوط باسيل شخصيا بالانتخابات، وتضرر حجمه السياسي في ضوء، ما تردد عن وجود اعداد لا بأس بها، من المغتربين في الخارج، لن تعطي اصواتها للاخير، استياء من ممارساته السيئة وفشل العهد العوني، في تحقيق الحد الأدنى من الوعود والشعارات الوهمية والسياسات الملحقة بحزب الله والنظام الايراني، على حساب المصلحة الوطنية العليا.
واستنادا الى المصادر المذكورة، فإن ما زاد الطين بلة في الآونة الاخيرة، ليس مراكمة حال الخصومة بين فرنجية وباسيل فقط، بل تسبب هذا الأخير بالخصومة الكاملة مع معظم الأطراف السياسيين.
هذا الواقع، يؤشر الى مضاعفات يمكن ان تؤدي الى اضعاف تحالف الحزب، الذي يسعى لتحشيد ما امكن من تحالفات قوية حوله، لملاقاة المرحلة المقبلة، بسور من الحلفاء المسيحيين تحديدا، في مواجهة خصومه الاخرين، لمواجهة اي محاولات تلوح بالافق لطرح موضوع مصير سلاحه الايراني غير الشرعي وايجاد حل له، بعد تزايد الحملات الداخلية، التي تتناغم بجانب منها مع المطالبات الخارجية لتحقيق هذا الهدف، بعدما فقد شرعيته بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان في العام الفين، أصبح هذا السلاح موجها ضد اللبنانيين المعارضين لوجود خارج سلطة الدولة اللبنانية ومصادرة القرار السياسي اللبناني، بل ايضا لوجود بوادر تسخين هذا الخلاف نحو الأسوأ، على أبواب الانتخابات الرئاسية بعد اشهر معدودة، لاسيما بعد ان نجح فرنجية بانتهاج سياسة تقاربية اكثر قبولا مع مختلف الاتجاهات السياسية وحتى المعارضة للحزب، باستثناء القوات اللبنانية طبعا، واستطاع نسج علاقات مع الخارج المؤثر بالساحة الداخلية، عربيا، ودوليا، تختلف عن سلوكيات رئيس التيار الوطني الحر، التي عزلت لبنان عن محيطه العربي والدولي، وأكثر انفتاحا ولو ان الطرفين ينتميان إلى الخط السياسي نفسه، الذي يجاهر به فرنجية علانية دون توقف.
وفي المقابل يسجل تردي علاقة باسيل والعهد معا مع العاصمة الروسية، على خلفية البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية اللبنانية بادانة الحرب التي شنتها روسيا على اوكرانيا والموقف اللبناني ضد روسيا بالامم المتحدة يومذاك، والذي تبين وقوف رئيس التيار الوطني الحر وراء صدورهما، في محاولة مكشوفة لاسترضاء الولايات المتحدة الأمريكية، لازالة باسيل عن لائحة العقوبات الاميركية للفاسدين، والعمل قدر الامكان لنيل تأييدها بهذا الاستحقاق، التي تعتبر من اللاعبين المؤثرين فيه ايضا.
وفي المقابل تردد ان رئيس التيار الوطني الحر حاول الاتصال اكثر من مرة بالجانب الروسي في الأسابيع الماضية، من اجل طلب تحديد موعد لزيارة موسكو، لاجل توضيح موقفه، ومحاولة ترطيب العلاقات العونية مع الجانب الروسي، الا ان محاولاته باءت بالفشل، بسبب الاستياء الرسمي الروسي من السياسة المنحازة للرئاسة اللبنانية الى جانب اوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية، كما وصفتها مصادر ديبلوماسية روسية، التي ذكرت بأن موسكو فتحت ابوابها واستقبلت رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل، وابدت كل استعداد للمساعدة ودعم لبنان في مختلف المجالات، بينما كانت دول مهمة، والدول العربية، توصد الابواب امام رئيس الجمهورية ميشال عون منذ توليه سدة الرئاسة استياء من سوء ادائه السياسي .
وتخلص المصادر المتابعة الى ان اللقاء، هو محاولة من نصر الله، لترطيب الاجواء بين الحليفين اللدودين، وتحقيق تهدئة ظرفية مؤقتة على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة، لئلا تنعكس ضررا نتائجها، على الطرفين معا، وعلى التحالف مع الحزب تحديدا، وتحاشي فتح معركة الرئاسة بين الطرفين مبكرا وقبل الاوان، لتفادي مزيدا من الانقسام والضرر السياسي الذي يلحق بالجميع، ولان حسابات الانتخابات الرئاسية تختلف عن النيابية، وتتحكم فيها عوامل ومؤثرات متداخلة، والاهم من كل ذلك، أراد الأمين العام لحزب الله اظهار نفسه من خلال جمع الطرفين عنده، بانه يمون على حليفيه اكثر من اي مرجعية اخرى.
المصدر :
اللواء.