تطبيق حقوق الإنسان في إيران اليوم وغداً قد يكون في لبنان !
ما هو واقع حقوق الإنسان في ايران، وهل ستنعكس سلبياته على الواقع في لبنان ؟
في ظل السيطرة الإيرانية الحالية على لبنان يحق للبنانيين ان يتساءلوا عن اي مصير سيكون للانسان في لبنان في ظل الانتهاكات الجارية في حق الشرعة العالمية لحقوق الانسان . شرعة طالما تغنى بها اللبنانيون على أن واحدا من بينهم ( شارل مالك ) كان له أبرز الفضل بوضعها ؟؟
ان ما يضاعف حاليا من قلق اللبنانيين في هذه المسألة هو أن الأمم المتحدة قامت منذ مدة ليست ببعيدة بالتصويت على قرار يتعلق بانتهاكات حقوق الانسان في ايران كاشفة الضوء على الواقع المأساوي الذي تعيشه الاقليات الدينية والعرقية هناك، الامر الذي ينبئ بما قد تكون عليه الاوضاع سوءا في حال سيطر النفوذ الإيراني في لبنان بعد الانتخابات المقبلة .
– في 17 نوفمبر 2021 ، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يتعلق بواقع حقوق الإنسان في إيران . وكانت كندا قد تقدمت باقتراحه وايدته ٤٧ دولة بعد مناقشته. فكانت النتيجة : ٧٩ صوتًا ضد ايران مقابل 30 صوتًا ، وامتناع ٧١ عن التصويت. فماذا جاء فيه؟
١ – قمع الأقليات الدينية
خلال الجلسة المشار إليها تحدث ممثلون عن كل من المملكة المتحدة وأستراليا واليابان والولايات المتحدة. تناول كل منهم مسألة قمع الأقليات الدينية في ايران .كما أشار ممثلو تلك الدول إلى أن الاقليات الإيرانية الدينية والعرقية تتعرض لسوء المعاملة بسبب معتقداتها وأن بعض افرادها قد تعرضوا لعقوبات سجن قاسية. وبناء على ذلك وجهوا دعوتهم الى إيران من اجل احترام حقوق جميع المواطنين، ولا سيما منهم ابناء الأقليات الدينية وغيرهم ممن لا يؤمنون بدين معيّن. ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية إيران مرة أخرى بأنها “دولة تثير قلقًا خاصًا”: إذ انها “ارتكبت أو تساهلت حيال انتهاكات منهجية متواصلة وصارخة حيال الحرية الدينية”.
٢ – رسالة موجهة الى الضحايا
خلال الأسبوع الذي سبق عرض المسألة ، بتاريخ ١٧ /١١/ ٢٠٢١ وضعت حوالي ٣٠ منظمة حقوقية رسالة موقعة أرسلتها إلى جميع البعثات الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بهدف ان تدرك الأمم المتحدة بأن هناك “فرصة كبيرة للجمعية العامة من أجل توجيه رسالة إلى الضحايا والأشخاص الذين تُنتهك حقوقهم الإنسانية باستمرار، ثم توجيهها إلى أولئك الذين يدافعون في إيران عن حقوق مواطنين لهم . وكانت ايضا فرصة لاظهار أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب هؤلاء المظلومين في نضالهم في سبيل الحقيقة والعدالة وانه من الواجب ان تقدم لهم تعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم جراء تلك الانتهاكات مع ما ينبغي أن يرافق ذلك من ضمانات بأن هذا لن يتكرر مرة أخرى “.
والسؤال ما هي الضمانة بأن لا يتكرر في لبنان الوضع القائم هناك من خلال حزب الله الذي لا تتورع قيادته عن الاعلان في أكثر من مناسبة انها لا تؤمن بوطن اسمه لبنان: “لا نؤمن بوطن إسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير”. (النهار في ايلول ١٩٨٦).وايضا :
١ _ إن حزب الله لا يقاتل من أجل السجناء ولا من أجل مزارع شبعا أو حتى القضايا العربية أياً كانت وفي أي وقت، وإنما من أجل إيران في صراعها لمنع الولايات المتحدة من إقامة شرق… (السفير ١٦ حزيران ١٩٨٦).
٢-و بكلام واضح ” مشروعنا هو إقامة مجتمع المقاومة والحرب في لبنان” (السفير، تشرين الثاني ١٩٨٧، وبعد ذلك في جريدة النهار نيسان ١٩٨٩ ):
– “على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي”.
٤-ثم بكلام اوضح: “إن رغبة حزب الله هي إقامة جمهورية إسلامية يوماً، لأن حزب الله يعتقد أن إقامة حكومة إسلامية هي الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار للمجتمع.” يقول السيد حسن نصرالله في هذا الصدد في حديث لمطبوعة إيرانية (رسالة الحسين في آب ٢٠٠٦ ) إبان الحرب الإسرائيلية : ” إن رغبة حزب الله هي إقامة جمهورية إسلامية يوماً، لأن حزب الله يعتقد أن إقامة حكومة إسلامية هي الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار للمجتمع.”
٥- يوضح أن هذا ما يجب أن يعمل له الشيعة وأن يفهموه “تكليفاً شرعياً واضحاً”، وان يعملوا له في لبنان وفي غير لبنان،” لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم” (“العهد”٢٣ حزيران١٩٨٩). وأن “حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال. هذه الأمة وجدت أن الحق لا يعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكمية العدل الإلهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العمر والزمان” (السفير، ١٦ أيلول ١٩٨٩).
٦- مثل هذا الكلام ورد ايضا بصورة واضحة في البيان التأسيسي لحزب الله في الوثيقة المعروفة بالرسالة المفتوحة تحت عنوان “من نحن وما هي هويتنا ؟وقد تلاها ابراهيم الأمين في ١٦ شباط ١٩٨٥ في حسينية الشياح مؤكدا :
“إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم. نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط. كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقاً لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد” معتبرا أن الحزب في لبنان لا ينفصل عن الثورة في ايران.
بهذه العقلية وهذه السياسة ، ونحن على مسافة قريبة من استحقاق الانتخابات البرلمانية ، كيف يمكن ان يبني اللبنانيون معا وطنا واحدا يحتضن الجميع تحت سقف واحد بأمن وسلام؟؟
في ضوء هذه الحقائق الى من سيدلي المقترعون اللبنانيون بأصواتهم في الانتخابات المتوقعة قريبا؟؟