يوم إنتحار جديد… يعقوبيان: أنا أمّ الصبي!
تُجيب النائب المستقيل بولا يعقوبيان: “لست متأكدة من إجراء الإنتخابات في 15 أيار، لكن علينا العمل والتحضير كأنها حاصلة في موعدها المحدد، إذ أن محاولات أفرقاء السلطة توحي بأن الإنتخابات ستجري، مع العمل على تشتيت الصوت المعارض وعلى دفع اشخاص لتكليف لوائح، إضافة إلى الحرب الإعلامية على جميع المعارضين. كلّ هذا تقوم به السلطة ليكون يوم الإنتخاب بمثابة يوم انتحارٍ جديد، على أمل أن يمنع اللبنانيون تحويله إلى هذا الأمر، وأن لا يسمحوا لكابوس عودة الفاسدين، كلن يعني كلن، أن يتحقق”.
وتضيف إن “بيروت الأولى، ومنذ سنوات طويلة، تعطي المعارضة الحقيقية من خارج الأحزاب التقليدية دفعاً قوياً، من دون أن تكون وكأنها جزيرة معزولة عن باقي المناطق اللبنانية. الأشرفية مثلًا، تصوّت بطريقة إعتراضية وتعطي الحصّة الأكبر من الأصوات لمن هم خارج التركيبة السياسية وخارج هذه المنظومة، لذلك كان التركيز على تشتيت المعارضة في بيروت الأولى ، أكبر من باقي المناطق، ولأننا عملنا كثيراً في السنوات الأربعة الماضية، حيث أن هذه المنطقة حدث فيها خرقٌ بنائبتين لا واحدة، وحاولوا إسقاطي في الإنتخابات بعد إسقاط جمانا حداد، ولم ينجحوا لأن الناس أعطتنا كفريق سياسي، أكبر عدد من الأصوات، تقريباً 7000 صوتاً في الأشرفية، في حين أن فريق العهد القوي حصل على 4800 صوت.”
لذلك، لا شكّ أن هذه المنطقة تعطي المعارضة الكثير ولذلك التركيز عليها كبير والإهتمام من جميع أحزاب السلطة بأن تعود منطقة خانعة وخاضعة لخطابهم ومنطقهم هو عمل حثيث، يعملون لأجله منذ مدة ومستمرون فيه حتى موعد الإستحقاق الانتخابي، وفق ما تؤكد يعقوبيان.
وكشفت يعقوبيان في حديثٍ خاص لـ “ليبانون ديبايت”، أن “صعوباتٍ عدة واجهتنا في تشكيل اللائحة، ولا زالت هناك صعوبات حتى اليوم. وقد أصدرت بياناً أعلنت فيه عدم رغبتي خوض أي سجال ممكن أن يوضع في خانة المعارضين، ولدي كمية مرارة ممّا حدث، خاصة أنني عملت على وحدة اللوائح بضمير ولآخر لحظة، وأنا أمّ الصبي لأنني في الواجهة بالنسبة للناس، والعين على بولا يعقوبيان وفريقها وتحالف وطني بعد المراهنة على تجربة خرقوا فيها المجلس النيابي. لذلك كان التحدي كبيراً، وأن أثبت أنه ليس لدي أي بل هدفي كان فقط تشكيل لائحة واحدة، وليس اعتبار شخصي في كلّ ما قمت وأقوم به، وفي المقابل، كان واضحًا وجود إرادة مسبقة بأن لا تتوحّد القوى المعارضة مهما قدمنا من تنازلات، حتى أنني قدمت لهم مقعدي ولم يكفهم.”
وأكدت أن “دائرة بيروت الأولى ستنتج أكثر من نائب معارض وستوصل كتلة منوعة إلى البرلمان، إذ أن الهدف من الإنتخابات هو إيصال كتلة وازنة متنوعة طائفياً ومذهبياً ومن خلفيات اجتماعية مختلفة، فالبرلمان يعكس المجتمع وانا افتخر بمرشحينا من غير الأثرياء أو من العائلات التقليدية. خصوصًا أن جميع الخصوم يوجهون سيوفهم علينا ويريدون نحر القوى المعارضة من الوريد إلى الوريد. لكننا نراهن على الأمل ووعي الناس رغم الظروف الصعبة، وهذه الإنتخابات مهمة جداً لأنه بعدها سيتحدد مصير ودائع الناس في المصارف، ومصير الإصلاحات، ومصير المفاوضات مع صندوق النقد، وسيتحدد مصير هذا البلد في أي اتجاه سيذهب، إلى دمار شامل أو الى إمكانية التعافي ولا نهوض، وهذا المسار يُحدده الناس حصرًا.