تابعوا قناتنا على التلغرام
انتخابات لبنانمرشحين انتخابات لبنان-2022

قوى التغيير ومقاربة العملية الإنتخابية !

قبل ساعاتٍ من إقفال باب تسجيل اللوائح، أصبحت المعركة الإنتخابية أكثر وضوحاً، وبات يمكن تقييم تجربة قوى التغيير في مقاربة العملية الإنتخابية ومدى قدرتها على طرح نفسها كبديلٍ للقوى والأحزاب الحالية. فقد كان مطلب التوحّد ضمن إئتلافٍ انتخابي واحد، هاجس جميع المنضوين ضمن تحركات 17 تشرين، ومع تزايد العقبات والعوائق، تراجع هذا الهدف ليقتصر على طرح توحيد اللوائح على صعيد الدوائر الإنتخابية.

ورغم ذلك، يمكن ملاحظة الفشل الكبير في الوصول إلى هذه النتيجة، باستثناء دوائر محددة مثل دائرة الجنوب الثالثة، وأسباب هذا الفشل قد تعود بشكلٍ جزئي إلى الشخصنة ومحاولة كلّ طرف تحقيق طموحات خاصة، وللمناسبة هذا أمر مفهوم وطبيعي وإنساني بالدرجة الأولى، إلاّ أن ثمة أسباب أخرى أدت إلى وجود أكثر من لائحة في دوائر معينة وفي مقدمتها اختلاف البرامج السياسية والإقتصادية وحتى الطُرق والأساليب الواجب اتّباعها في مواجهة السلطة.

ثمة سببٌ جوهري آخر أوضحته مفاوضات تشكيل اللوائح، وهو غياب المرجعية القادرة على حسم الأمور لناحية المصلحة الإنتخابية، بمعنى تفضيل مرشّحٍ على آخر، خدمةً للمعركة الإنتخابية وقدرته في الحصول على نتائج أفضل. بالإضافة إلى ما تقدّم، ما زالت قوى الإعتراض تُعاني من مشكلة عدم القدرة على تصنيف نفسها، فكلّ مواطن لبناني، مهما كان انتماؤه، يمكنه ادعاء انتمائه لقوى الإعتراض، وحتى التحدث باسمها. حتى أن طبيعة النظام اللبناني تسمح لبعض الأحزاب المتجذرة والمشاركة في الحكومات المتعاقبة، إدعاء معارضتها للسلطة القائمة.

الفشل في التوحّد لا يعني أن قوى التغيير لم تنخرط بقوة في المشهد الإنتخابي. لذا يمكن وصف المعركة الإنتخابية الحالية بأنها تدور بين ثلاثة أطراف، الطرف الأول “حزب الله” وحلفاؤه بما يمثّله من سياسة داخلية وارتباطٍ إقليمي، حيث يخوض المعركة لإبقاء التوازنات السياسية القائمة حالياً، والتي تخدم مصالحه. الطرف الآخر هي الأحزاب والشخصيات المناوئة للحزب والتي تحمل فكر 14 آذار بقيادة “القوات اللبنانية” التي تسعى لتقديم نفسها الطرف الوحيد القادر على مواجهة الحزب. لذا فإن أهمية انخراط القوى التغييرية سيكمن في قدرتها على تقديم خطابٍ جديد قادر على محاكاة من يرى في “حزب الله” حامياً للمنظومة ومن يرى في “القوات اللبنانية” شريكاً فيها.

من يراقب ويرصد مسار الحركة الإعتراضية والتغييرية منذ عام 2011 مروراً بعام 2015 وصولاً للعام 2019 والإنتخابات الحالية، يرى الخطّ التصاعدي في جميع هذه المراحل، لذا فإن المعركة الإنتخابية، ورغم أهميتها الكبيرة في تحديد التوازنات والمراهنة عليها في إدخال قوى جديدة إلى البرلمان، هي محطة ومعركة ضمن سياق عام يظهر ويخفت وفقاً للمعطيات والظروف القائمة. من هذه الزاوية، يصبح قياس نجاح أو فشل القوى التغييرية في الإنتخابات مرتبطاً بتأطير نفسها وتحوّلها من مجموعاتٍ سياسية الى قوى وأحزب منظمة وقوية في مرحلة ما بعد الإنتخابات.

المصدر :

ليبانون ديبايت.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى