صعود أبو شبل مُرشّح المصالحة الحقيقيّة في الجبل !!
تُشيرُ مصادر مُتابعة لمجريّات الإستحقاق الإنتخابي في دائرة جبل لبنان الرابعة، التي تضمّ قضائَي الشوف وعاليه، إلى أهميّة القرار الذي إتخذته مجموعة “نحو الحريّة” بتقديم أحد أركانها صعود أبو شبل، بترشيحه عن المقعد الماروني في الشوف، وإعتبرت أن لهذا الأمر دلالاته العميقة، فـ “نحو الحريٌة” التي ساهمت مساهمةً فعّالة في إنطلاق إنتفاضة الإستقلال في العام 2005 والتي رفضت السير في ركب المجموعات السياسيّة المكوّنة لـ 14 آذار وخاصة تحالفها مع “حزب الله” في ما عُرِفٓ بالتحالف الرباعي آنذاك وعبّرت عن ذلك الرفض من خلال استمرارها وحيدةً في اعتصام ساحة الحريّة لمدّة ثلاثة أشهر، لتعود إلى النشاط العلني مع انطلاق حراك 17 تشرين، وتشارك مرّةً جديدة في الإعتصام في ساحة الشهداء وتعرّضت خيمتها كما باقي الخيم للتكسير والتخريب مرّتين وتعرّض أفرادها للعنف الذي مارسه عناصر “الثنائي المسلّح” في هجمتهم البربريّة، إضافة إلى مشاركتها في ساحات الحراك من طرابلس وجل الديب مروراً بذوق مكايل.
وتعتبر هذه المصادر أن “إختيار صعود أبوشبل وهو رئيس سابق لرابطة سيّدة إيليج التي حملت مشروع تنقية الذاكرة والمصالحة، والتي أحْيَتْ قدّاس”المصالحة والغفران” العام 2015 في المقرّ البطريركي التاريخي في دير سيّدة إيليج برعاية البطريرك الراعي حيث إجتمع أهالي شهداء من الجيش اللبناني وأهالي شهداء من المقاومة اللبنانيّة إشتركوا سويّاً في رفع الصلوات عن أرواح أبنائهم الذين إستشهدوا في “حرب الإخوة” وهو المصطلح الذي تعتمده الرابطة لحرب الإلغاء العام 1990، هي رسالة سلام ومصالحة مجتمعيّة وشعبيّة مبنيّة على تنقية حقيقيّة للذاكرة ومراجعة الماضي بأخطائه وخطاياه بعيداً عن المصالح السياسيّة والفئويّة المتوافقة حيناً والمتعارضة أكثر الأحيان، أرادت الحركة توجيهها إلى اللبنانيّين كافة وخاصة أبناء الجبل”.
كما كان لـ “نحو الحريّة” مبادرات عديدة بالإتجاه ذاته مع مجموعات وأفراد كانت على الطرف الآخر زمن الحرب تهدف إلى مستقبل خالٍ من الأحقاد.
من ناحية أخرى، تتابع المصادر، أن “إختيار المرشّح صعود أبوشبل هو إختيار موفّق لصلابته ولتجربته الواسعة والقديمة في الدفاع عن لبنان وعن العيش المشترك خاصة في الجبل حيث يذكر أن أبو شبل اعتقل وحكم عليه بتهمة مشاركته مثلّث الرحمات البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في زيارة المصالحة العام 2001. فترشيح أبو شبل خلق ديناميّةً إنتخابيّة خارج الإنتظام الحزبي في الأوساط المسيحيّة التي إعتبرت أن النموذج الذي يشكّله أبو شبل، يُعبّر عن وجدان ومعاناة المسيحيّين بشكل عام وفي الجبل بشكل خاص، الساعين إلى إستكمال ما بدأه البطريرك صفير بمصالحات مجتمعيّة وفرديّة مباشرة، تأكيداً لإستخلاص العِبٓرْ من أحداث الماضي الأليم”.
تختم هذه المصادر بأن “وجود مرشّح”نحو الحريّة” على أي لائحة تغييريّة يعطيها نكهةً سياسيّة ومجتمعيّة ووجدانيّة ودفعاً لا يعطيه أي مرشّح مسيحي آخر، فمع أي لائحة ستختار الحركة المشاركة؟ لا سيّما بأن ما يجري في الكواليس يُشير إلى ترحيب كبير بهذه المشاركة من معظم قوى التغيير في الدائرة للرسالة التي تحملها”نحو الحريّة” التي شاركت بمؤتمرات مشتركة مع قوى فلسطينيّة شاركت في”إعلان فلسطين” بهدف إرساء علاقة جيّدة ومتصالحة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، ولمعرفة هذه القوى بتجذّر نضال”نحو الحريّة” المستمرّ منذ أكثر من 17 عاماً وحسن تنظيمها ومواقفها السياسيّة الواضحة المتعلّقة بالسيادة ومواجهة تحالف الميليشيا والفساد والعدالة الإجتماعيّة وكذلك بامتداداتها المؤثّرة في الكثير من المناطق اللبنانيّة”.
في المُقابل قد تشكّل هذه العوامل حذراً لدى بعض الأفراد المرشّحين أو لبعض قوى التغيير التي ترى في مرشّح “نحو الحريّة” مُنافساً جدّياً قد يقف عائقاً أمام فوزها، ويبقى القرار لدى مسؤولي “نحو الحريّة” في إختيار الشركاء في اللائحة المنوي إعلانها في القريب العاجل، الذين يُنسّقون مع قوى التغيير كافة وخاصة مع حملة “شوف التغيير” لِما يحمله هذا التعاون من آفاق مُستقبليّة إستراتيجيّة في تحقيق التغيير المنشود على المستوى الوطني وكذلك على مستوى العلاقات السياسيّة والإجتماعيّة بين المكوّنات المتعدّدة لأبناء الجبل.
المصدر : ليبانون ديبايت.