صفحة جديدة بين “القوّات” و”المستقبل”
رسم بيان تيار “المستقبل” الذي إستنكر فيه إستدعاء سمير جعجع، مشهداً جديداً في مسار العلاقة ما بين تيار “المستقبل” وحزب “القوات اللبنانية” بعد مرحلة اتّسمت بالتباعد والجفاء، فهل يكون البيان مؤشراً على فتح صفحة جديدة بين الطرفين عشية الإنتخابات النيابية المقبلة، والتي يقاطعها “المستقبل”؟
عن هذا السؤال يقول النائب المستقبلي محمد الحجّار، لـ “ليبانون ديبايت”، لم يضع تيار “المستقبل” حزب “القوات اللبنانية” في مصاف الخصوم، إذ قد يكون من الصحيح القول أن هناك اختلافاً في وجهات النظر بين “القوات” و”المستقبل”، وكذلك، هناك نوع من العتب بين الفريقين، ولكن هذا لا يعني أن يسكت “المستقبل” أو يوافق على تعرّض “القوات” أو غيرها من القوى السياسية لحملات وادعاءات وملاحقات قضائية ظالمة، إذ سيكون ل”التيار الأزرق” موقفاً مغايراً، لأنه يرفض كل هذه الممارسات الخاطئة بحق “القوات”.
ويؤكد النائب الحجار، إن بيان رئاسة “المستقبل”، ومن حيث المبدأ، يرفض هذا الإستهداف بحق “القوات”، موضحاً أن “العلاقة معها لم تصل أبداً إلى مرحلة الخصومة”.
وفي هذا السياق، فإن العلاقات السياسية ما بين تيار “المستقبل” وكل الأحزاب، يضيف الحجار، تخضع لمبادئ عامة، ولكن تطوّر العلاقة مع القوى والأحزاب التي تنتمي للمشروع نفسه الذي ينتمي إليه “المستقبل”، تتطوّر وتتحدّد بناء على المواقف التي تصدر عن هذه القوى.
وعن صورة العلاقة ما بين الطرفين، في ضوء الحملات التي سُجّلت بحق مرشحي “القوات” إلى الإنتخابات من قبل بعض الأطراف التي تدور في فلك “المستقبل”، يؤكد النائب الحجار، أنه “سبق وأن أعلنت قيادة تيار “المستقبل”، وأكثر من مرة، ومن خلال بيانات، أنها ترفض وتستنكر كل الحملات التي تتعرّض للقوات ومرشحيها”.
كما يؤكد أن “ما من قرار بالمقاطعة من قبل قيادة “المستقبل” بالنسبة للإقتراع، لكنه يستدرك أنه في المزاج العام لجمهور تيار “المستقبل”، فمن الواضح أنه غير متحمّس للمشاركة في الإنتخابات، مع العلم أن هذا المزاج قد يتغيّر بين يوم وآخر، ولكن، وعلى سبيل المثال، في منطقة إقليم الخروب، فإن المواطنين لا يتّجهون للمشاركة بالإنتخابات لأن وجعهم هو في مكان آخر، وليس انطلاقاً من موقف سياسي، بل بسبب انشغالهم بالأزمات المعيشية والحياتية التي يواجهونها بشكل يومي”.
وعن انعكاسات الموقف المتضامن مع “القوات” من قبل قيادة “المستقبل”، يلفت النائب الحجار إلى أن “هذا الموقف ينمّ عن قناعتنا برفض أي ادعاءات خاطئة بحق “القوات”، وبرفض عملية تصفية الحسابات السياسية الجارية حالياً”.
ويشدّد على أنه “فيما لو اتجهت الأمور إلى التصعيد ضد الدكتور جعجع، فسيكون ل”المستقبل” طبعاً الموقف المناسب، لأن ما يحصل هو أمر خطير، إذ أن القضاء، والذي من المفترض أن يكون فوق الجميع وتحكمه القوانين، يتم استغلاله وتجييره من قبل البعض لتصفية الحسابات، سواء بالمال أو بالسياسة أو بالشخصي، وهذا كله أمر مرفوض من قبل تيار “المستقبل”.
المصدر : ليبانون ديبايت