ما هي حظوظ “قوى التغيير” في الشوف – عاليه؟
من المنتظر أن تشهد دائرة الشوف – عاليه معركة إنتخابية طاحنة، نظراً للتنوّع الطائفي التي تتميّز به هذه الدائرة من جهة، وحسابات مختلف الأفرقاء السياسيين من جهة ثانية.
فالحزب التقدمي الإشتراكي يعتبر أن هذه الدائرة تُشكّل معقله الأساسي وخزانه الجماهيري، وأي تراخي أو تراجع سيلقي بظلاله، ليس فقط على نتائج الانتخابات النيابية، وإنما على مسيرة الحزب الذي يخوض غمار التوريث السياسي.
في المقابل، يسعى النائب طلال إرسلان إلى تكريس وجوده في هذه الدائرة، كما يسعى رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، إلى اكتساب الشرعية الشعبية بالوصول إلى المجلس النيابي، بعد أن حسم قراره بالإنضمام إلى لائحة موحّدة مع إرسلان و”التيار الوطني الحر” والوزير السابق ناجي البستاني.
وعلى الصعيد المسيحي، يسعى كل من “التيار الوطني الحر” و”القوات البنانية” إلى تثبيت وجودهما النيابي بها. في حين تعمل مجوعات المجتمع المدني في هذه الدائرة بأريحية مقارنة بباقي الدوائر، نظراً للحالة الشعبية الإعتراضية التي تُرجمت في الإنتخابات الماضية، وكادت أن تؤدي إلى تحقيق خرق نيابي، لولا وجود أكثر من لائحة معارضة.
تضم دائرة الشوف ـ عاليه 13 نائباً، موزّعين على الشوف: ثلاثة مقاعد مارونية، مقعدان سنّيان، مقعدان درزيان، ومقعد كاثوليكي. أما عاليه فتضم مقعدان لكل من الدروز والموارنة ومقعد ارثوذكسي. ويمكن القول، أن لوائح قوى السلطة باتت شبه منجزة، فلائحة “التيار الوطني الحر” وارسلان ووهاب، تضم في الشوف وئام وهاب عن المقعد الدرزي، وغسان عطا الله عن المقعد الكاثوليكي، وفريد البستاني عن المقعد الماروني . بالإضافة إلى سيزار أبي خليل عن المقعد الماروني في عاليه، وطارق خيرالله عن المقعد الأرثوذكسي.
أما تحالف الإشتراكي – القوات يضم في الشوف جورج عدوان وحبّوبة عون عن المقاعد المارونية، تيمور جنبلاط ومروان حمادة عن المقعدين الدرزيين، وعن المقعدين السنّيين بلال عبدالله وسعد الدين الخطيب، الذي يُعوّل عليه لاستقطاب الأصوات السنّية من بيئة تيار “المستقبل”، ومن المرجّح ضم شارل عربيد عن المقعد الكاثوليكي. أما في عاليه، فتضم اللائحة راجي السعد عن المقعد الماروني، وأكرم شهيب عن المقعد الدرزي، ونزيه متى عن المقعد الأرثوذكسي.
وعلى خط قوى التغيير، فلغاية الآن يبدو أن هناك 4 لوائح تتقاسمها المعارضة مع إمكان إنخفاضها الى 3 لوائح. اللائحة الأولى تضم مرشحي حركة “مواطنون ومواطنات في دولة” التي رشحت 6 أشخاص، وهي تحتاج إلى التحالف مع مرشح وحيد لخوض المعركة الإنتخابية. أما اللائحة الثانية فتتكوّن من مجموعة من المستقليين الذين يحملون شعار “السيادة ومواجهة حزب الله”، ومن المنتظر أن يشكلون لائحة مستقلة.
يبقى لائحتان، هما لائحة المجتمع المدني التي تضم غادة عيد وماهر أبو شقرا وعدد من مرشحي المجموعات المدنية والحزب الشيوعي، ولائحة أخيرة تضم حزب تقدُم وبعض المجموعات المدنية، وهاتين اللائحتين ما زالتا في طور النقاشات والتفاوض بهدف الوصول إلى لائحة موحّدة. مع الإشارة إلى الخلاف حول المقعد السنّي في الشوف بين المرشحين من بلدة برجا، عماد سيف الدين عن الحزب الشيوعي، وحسن كحول المدعوم من بعض المجموعات.
ووفقاً لمصادر القوى التغييرية، فإن تحالف هاتين اللائحتين من شأنه تحقيق الخرق بمقعدين، إما المقعدين المارونيين في الشوف، أو المقعد الماروني والمقعد السني في الشوف، وهذا ما سيعتمد على عدد الأصوات التفضيلية التي سيحصل عليها المرشح سعد الدين الخطيب. أما الخرق في عاليه فيبدو صعباً، إذ أنه يحتاج إلى تفوق أحد مرشحي قوى التغيير بالأصوات التفضيلية على النائب طلال ارسلان، وهنا يبرز إسم عضو حزب تقدّم مارك ضو..