قُدامى التيار يُحصّنون ملعبهم! و ”تمرّد مُستقبلي” شمالاً…
أرخى عزوف “تيار المستقبل” عن خوْض الإنتخابات النيابية المُقبلة بـ”ظلاله الثقيلة” على المشهد السياسي وأحدث “إرباكًا واضحًا” في صفوف المُستقبليين الذين آثر عددًا منهم الإلتزام بقرار رئيس “التيار” فيما إتجه قسمًا آخر منهم إلى مُخالفته لقناعتهم بأنّه لا يجب إخلاء الساحة لمُنافسي “التيار” لا سيّما “حزب الله”.
أما الساحة الأكثر إرباكًا فستشهدها دائرتَي بيروت الثانية والشمال الثانية، حيث شهدت “طفرة” من المُرشحين فاق كافة الدورات الإنتخابية السابقة بعد أن خلت لهم ”الساحة” وظنّ بعضهم أنه يستطيع وراثة “التركة الحريرية”.
أيّامٌ معدودة تفصلنا عن موعد “إغلاق تسجيل اللوائح” في 4 نيسان المُقبل، ولا زالت الصورة ضبابيّة في دائرة الشمال الثانية أيّ (طرابلس، الضنيّة، المنيّة) وعنوانها “الفوضى والضياع”، إلا أنّه من المرجّح أن يكون الأسبوع الجاري ”مفصلي وحاسم” فيما خصّ التحالفات وتشكيل اللوائح بغية تسليمها إلى وزارة الداخلية ضمن المهل المحدّدة.
ففي تلك الدائرة التي يبلغ فيها عدد المقاعد 11 مقعدًا مُوّزعين على الطوائف وفق الشكل التالي: 5 مقاعد سنّية في طرابلس، مقعد للموارنة، مقعد للأرثوذكس، مقعد للعلويين، إضافة الى مقعد سني في المنية ومقعدين سنيَين في الضنية. تتنافس فيها 4 لوائح “محسومة” وما بين لائحتَين إلى 3 لوائح مفترضة:
لائحة مصطفى علوش و “قدامى المستقبل” ممّن رفض فكرة الخروج من المشهد السياسي وآثر البقاء بين بيئته وعدم السماح للآخرين بغزو “ملعبهم السني”، وعَلِم ”ليبانون ديبايت” أنّ “اللائحة ستضم إضافة إلى علوش كلًا من النائب سامي فتفت، وربى الدالاتي، وهذه اللائحة “المرتاحة” سنيا والتي تستند إلى “الإرث الحريري” مرشحة للحصول على حاصليْن إنتخابيَّين، مع العلم أنّ اللائحة لم تُبادر بالتحالف مع “القوات اللبنانية” ليس للتناقضات في الأهداف والأفكار بَل لقطع الطريق على “اللعب” على وتر الخلاف بين قيادة تيار المستقبل وقدامى المستقبليين.
اللائحة المدعومة من قوى “8 آذار” وتضمّ: النائب فيصل كرامي، النائب جهاد الصمد، ومن المُفترض أن تضم مرشح “جمعية المشاريع” طه ناجي وشخصيات أخرى، كما تحظى بتأييد تيار “المردة” عبر مرشحها رفلي أنطون دياب. وهذه اللائحة مُرشّحة لحصد حاصل واحد.
”اللائحة الميقاتية” أيّ التي يدعمها الرئيس نجيب ميقاتي، وتضمّ النائب علي درويش (عن المقعد العلوي)، سليمان جان عبيد (عن المقعد الماروني) وكاظم الخير (عن المقعد السني في المنية)، إلى جانب عبد الكريم محمد كبارة، ومرشحة لحصد حاصلَيْن ماروني وعلوي.
لائحة “ريفي والقوّات” حيثُ عُلم أنّ “الوزير السابق أشرف ريفي حسم خياره بالتحالف مع حزب القوات اللبنانية، التي سمّت إيلي خوري مستشار رئيس ”الحزب” سمير جعجع للعلاقات الدولية عن المقعد “الماروني”.
أما بالنسبة إلى المجتمع المدني حيثُ أفرزت طرابلس “ثورةً” جعلتها تُلقب بعروس الثورة إلَّا أنَّها بقيت “قاصرة” عن فرز قيادات بارزة تتمكّن من “بلورة” لائحة مُوحّدة تخوض الإنتخابات وتعكس المزاج الشعبي الحقيقي والواقعي لهذه المدينة، وتفيد المعلومات بأنّ “مفاوضات تجري في الكواليس بين “شتات الثورة” لتشكيل لائحة مُمكنة قبل أن يفوت القطار المجتمع المدني ويَضطر للإنتظار على “رصيف المحطة” حتى دورة الإنتخابات النيابية المُقبلة في العام 2026″.
المصدر :
ليبانون ديبايت.