لسه الدنيا بخير !!لفتة إنسانيّة من تسعينية لبنانيّة …للاجئات سوريّات
لفتة إنسانيّة من تسعينية لبنانيّة ...للاجئات سوريّات
مبادرة إنسانية اتخذتها سيدة لبنانيّة تسعينية، بتعليم 4 فتيات من اللاجئات السوريات، حرمتهن الظروف من أن يكن على مقاعد الدراسة.
حوّلت جورجيت معلوف باحة منزلها في “بتغرين” إلى صف دراسي، يومياً تمضي نحو ساعتين في تعليم الفتيات،
و قالت : “هن جيراني منذ 4 سنوات، بيتهم يبعد عني 5 أمتار، حزنت لأنهن لا يتابعن دراستهن، عرضت على والدتهن قبل سنتين القيام بذلك، فرحبت”.
بورقة وقلم بدأت جورجيت تعليم الفتيات تقول “لم يكن لدي كتب في البداية، إلى أن جلبت والدتهن الأدوات”.
وتضيف: “التعليم مختلف عن أيامي، أعلّمهم على طريقتي القديمة، وإن كان يوجد الآن أساليب جديدة تشجع وتحفز أكثر على الدراسة.. أعطيهم دروساً في اللغة العربية قراءة وكتابة وقواعد وكذلك اللغة الفرنسية والحساب”.
وتتابع: “إحداهن اضطرت للتوقف والعمل هي وشقيقها لمساعدة عائلتها التي يرثى لها، حيث لا تقدم لها الأمم المتحدة أي مساعدات سواء مالية أو غذائية.. العائلة بها 7 أولاد بينهم اثنان من ذوي الاحتياجات الخاصة، و5 بنات”.
اليوم بات بإمكان الفتيات (أعمارهن بين 9 سنوات و11 سنة)، القراءة باللغة العربية ومبادئ الرياضيات، كذلك يقرأن الفرنسية بشكل ضعيف،
تقول جورجيت: “فرحتي لا توصف عندما أعلمهن، وفرحتي الكبرى عندما يستفدن مما أقدمه لهن”.
لكن لماذا لم تسجلهن عائلتهن في المدرسة؟، عن ذلك تجيب: “لا أعلم، ربما لأن العائلة قدمت منذ سنوات قليلة إلى لبنان وليس مع بداية تدفق اللجوء السوري، ومنذ تاريخ وصولها يتم وعد الوالدين بتسجيل الأبناء في المدرسة، لكن بعدها يتم التحجج بكورونا وغيره، كما أن بعض مدراس الأمم المتحدة لم تفتح أبوابها بعد”.
تتمنى جورجيت (ابنة بلدة كفرعقاب) أن لا تُحرم الفتيات من هذا العام الدراسي، قائلة: “أشفق عليهن، وأتمنى لهن أن يسرن في طريق العلم”.
تكمل: “رغم أني في عمر الـ92 إلا أني لا زلت أندم لأني لم أكمل علمي وأمتهن التعليم، تركت صفوف الدراسة في المرحلة الابتدائية، مع العلم أن والديّ حاولا كل ما في وسعهما لكي لا أتوقف عن العلم، لكن فضلت اللهو ودفعت الثمن فيما بعد”.
لدى جورجيت ابنة وشابين توضح: “ابنتي متزوجة وتسكن في الطابق الأول من المبنى الذي أقطنه، كذلك لدي ابن متزوج وآخر مقيم في كندا وأحفاد عدة”،
مضيفة “الفتيات السوريات منحن حياتي نكهة، هن ينادينني تاتا ويقدرن جداً ما أقدمه لهن”.
وعن أهمية المبادرات الإنسانية، تقول: “أتمنى أن تحكم الإنسانية العالم إذ حينها يعيش الجميع بسعادة”.