تابعوا قناتنا على التلغرام
محليات

السنيورة يحتمي بـ برّي وجنبلاط !

لا تزال دائرة بيروت الثانية محطّ أنظار معظم اللبنانيين الذين ينتظرون موعد الإنتخابات النيابية بفارغ الصبر، كي يقولوا كلمتهم في صناديق الإقتراع وينتفضوا على واقعهم المرير، كيف لا، وهم محاصرون بالأزمات والمصائب والكوارث، لذلك لا بدّ من التغيير، ووحدة الصف والتصويت لبيروت حصراً لنبذ وتحجيم كلّ من يريد تقديم مصلحته الشخصية على مصلحة سيدة العواصم.

بينما انحسمت لائحة الثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل” التي تضمّ ما لا يقلّ عن 5 شخصيات سنية، وفي حين حسمت جمعية “المشاريع الخيرية” (الأحباش) قرارها خوض الإنتخابات دون حليفها “حزب الله”، وفي وقت يتسلّق النائب فؤاد مخزومي على أكتاف شركائه في اللائحة لضمان حاصله الإنتخابي، تشهد أروقة مدينة بيروت مفاوضات هامة بين شخصيتين، الرئيس فؤاد السنيورة من جهة ورجل الأعمال الذي بات رقمًا صعباً في المعادلة البيروتية نبيل بدر من جهة أخرى، والهدف من هذه المفاوضات ولادة لائحة واحدة بيروتية جامعة تمنع تشتّت الأصوات من جهة، وتضمن الحصول على أكبر عدد من الحواصل من جهة ثانية.

بعد إصرار السنيورة على لعب دور سياسيٍ إنتخابي في العاصمة، مفترقاً عن رفاق دربه، سعد الحريري وبهية الحريري وتمام سلام ونهاد المشنوق، وبعدما رفضته القاعدة الشعبية البيروتية كممثلٍ عنها، بات السنيورة بحاجة ماسّة الى من ينقذ الدور الذي يسعى للعبه، فلم يجد سوى نبيل بدر ومن معه في اللائحة، فبدأت مرحلة المفاوضات بين الرجلين، وإن كانت غير مباشرة، بل عبر وسطاء أبرزهم النائب السابق عماد الحوت. لكن هل تنجح هذه المفاوضات في ولادة لائحة بيروتية واحدة، أم أن بدر لن يتأثر بهالة السنيورة التي مرّ عليها الزمن؟

مصادرُ مطلعة على المفاوضات تكشف أنها متعثّرة إلى حدٍ كبير، ويمكن القول أنها لن تؤتي ثمارها، لافتةً إلى أن الخلاف يتمحور حول تسمية المرشحين، فبدر يريد لائحةً تضمّ أبرز الشخصيات البيروتية، وقد اختار العميد المتقاعد محمود الجمل الذي يُعدّ من رموز تيّار “المستقبل” والقريب من الناس والحريص على أمنهم وراحتهم، والناشطة في الحراك المدني يسرى التنير، التي ناضلت في الساحات منذ ما قبل ثورة 17 تشرين، ومرشح “الجماعة الإسلامية” عماد الحوت، المعروف بكفاءته داخل وخارج مجلس النواب، بالإضافة إلى الشخصية الأكثر تمثيلاً في طائفة الروم الأرثوذكس في بيروت الثانية خليل برمانا، الذي حصد ما يقارب الـ 1500 صوت في دورة العام 2018، وكلّ ذلك بهدف تمثيل بيروت بأفضل صورة، وكي تعكس اللائحة تطلّعات البيارتة الذين يبحثون عن حالةٍ تُرمّم أمورهم وتؤمّن مصالحهم، ويبدو أنهم وجدوها.

أمّا السنيورة الذي ينتظر نتائج المفاوضات بفارغ الصبر، يصرّ على تزكية أسماء لا وزن شعبياً لها، وإن كانت مقبولة أكاديمياً وتشريعياً، لكن بغياب زعيم السنّة سعد الحريري الوحيد القادر على تجيير الأصوات بكثافة، وبوجود لائحتين للثنائي الشيعي والأحباش، فإن المعركة الإنتخابية في بيروت الثانية تتطلّب حضور شخصيات قادرة على استقطاب الأصوات لضمان أكبر قدر ممكن من الحواصل، وهذا ما يسعى إليه بدر الذي يقول في أوساطه:” لا أريد شخصيات تضمن لي فوزي في الإنتخابات، بل أريد شخصيات تُعيد لبيروت ما سُلب منها، ولن أفعل إلاّ ما يخدم هذه المدينة العزيزة على قلوبنا.”

من جهته، يقول السنيورة في لقاءاته مع الوفود البيروتية وغيرها، أن مشروعه يقوم على مواجهة المحور الذي يمثّله “حزب الله”، وعدم ترك الساحة للفراغ القاتل، وهذا يتطلّب وجود شخصية قيادية تقوم بتوزيع الأدوار وتأمين وجهة عربية تحضن الطائفة السنية بعباءتها، خصوصًا بعد القطيعة العربية التي أنهكت لبنان واللبنانيين.

ويضيف، “التزمت برغبة البيارتة في إفساح المجال للوجوه الجديدة، لكن البيارتة نفسهم لا يريدون ترك الأمور على ما هي عليه اليوم، لذلك علينا المواجهة كي لا يأكلنا الندم حين لا ينفع الندم”.

لكن وفق المعطيات، فإن السنيورة ليس بحوزته ما يمكن إضافته للائحة، اذ تؤكد المعلومات أن الدعم الخارجي الذي أعلن عنه السنيورة مصدره أفراد لا دول، لذلك نراه ينكبّ على إعادة بناء جسور التواصل مع كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وهذا التواصل يصبّ في مصلحة الطرفين، فالسنيورة يكرّس دوره كقيادة سنّية، تتواصل معها معظم الفرقاء السياسيين بالداخل، وبرّي وجنبلاط يجدان بديلاً وازناً عن سعد الحريري ليكملوا معه المسيرة السياسية المعهودة.

المصدر :

ليبانون ديبايت.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى