جواب لبنان دون توقّعات العرب… هل القطيعة ستستمر؟
حطّ الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط في بيروت وجال مطلع الاسبوع على المسؤولين اللبنانيين، في زيارة هدفاها “المعلنان” المشاركة في “المنتدى العربي للتنمية المستدامة” الذي اطلق الثلثاء في منظمة الإسكوا، والبحثُ في الوضع الدولي وتأثيراته على المنطقة العربية، خصوصاً أن لبنان يتولى اليوم رئاسة المجلس الوزاري العربي لمدة 6 أشهر، ويستعد لاستضافة الاجتماع الوزاري التشاوري المقبل في بيروت، منتصف هذه السنة.
الا ان العلاقات اللبنانية – العربية – الخليجية، كانت حاضرة في صلب محادثات الدبلوماسي العربي وتصدّرت الجانبَ “الخفيّ” منها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، وما غياب الملف عن مواقف ابو الغيط الاعلامية، واكتفاؤه بالرد على أسئلة الصحافيين في هذا الخصوص، من دون كثير استفاضة، الا مؤشّرا سلبيّا الى المسار الذي تسلكه الامور بين بيروت وأشقائها”.
فمن بعبدا، قال ابو الغيط ردا على سؤال عن المبادرة الكويتية، “ابلغت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بما لدي من ردود افعال، لا يمكنني التحدث عنها علنا، كما ابلغته نتيجة الاتصالات التي قمنا بها في هذا السياق”… اما من السراي، فأعلن بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “كان النقاش مفيدا للغاية، تناولنا خلاله الوضع اللبناني والانتخابات المقبلة، وتطرقنا الى التطورات الدولية، كما ناقشنا المبادرة الكويتية – الخليجية. وأستشعر الأمل بمستقبل أفضل لهذا البلد العريق”. واضاف ردا على سؤال: هناك انتخابات قادمة وهي تساهم في تحقيق الاستقرار ولم الشمل وتشكيل حكومة جديدة وانطلاقة مع صندوق النقد الدولي لان المفتاح معه، وكل هذا يتوقف على التحرك السياسي اللبناني الداخلي لان الانتخابات ستكون حاسمة”.
وفق المصادر، الاجواء التي نقلها ابو الغيط الى المسؤولين اللبنانيين، لم تكن ايجابية. فالجواب الرسمي على المبادرة الكويتية – التي نُقلت الى بيروت باسم الدول الخليجية والعربية قاطبة، والتي تحظى بدعم اوروبا والولايات المتحدة ايضا – جاء دون التوقّعات ولم يلاق تطلّعات العرب، الذين نظروا اليه ببرودة. فهم كانوا يتوقّعون موقفا اكثر صرامة في ما خص سلاح حزب الله وهجماته الكلامية وايضا العسكرية على الخليج، اضافة الى خطوات عمليّة جدّية في محاربة تهريب الممنوعات الى الاراضي الخليجية، تبدأ باقتحام المربّعات التي يتم فيها تصنيع المخدّرات ولا تنتهي بكشف الشبكات الضالعة فيها وبتوقيف رؤوسها الكبيرة وكشفها للرأي العام المحلي والدولي.
غير ان بيروت لم تقل ايا من هذا الكلام في رسالتها الجوابية، بل بدت تبرّر لحزب الله حملاته على العرب تحت ذريعة “حرية التعبير”، وتعلن عجزها عن حل مسألة سلاح الحزب لانه قضية اقليمية وتحتاج الى توافق داخلي.. من هنا، تتابع المصادر، أبلغ ابو الغيط مُضيفيه بأن العلاقات الفاترة مع لبنان ستستمر على حالها الى ان يتغيّر وجه السلطة في بيروت، وانه في الوقت المستقطع، سيتم الاكتفاء عربيّا، بمساعدات للشعب اللبناني مباشرةَ وللمؤسسات “الانسانية” والاغاثية العاملة في بيروت، لا اكثر ولا اقل، مطالبا اياهم بمحاولة مراكمة المواقف الايجابية تجاه الدول الخليجية، علّها تُسعفه في محاولاته المستمرة لرأب الصدع بين لبنان و”أشقائه”.
المصدر :
News Scopes