“غرفة عمليات” تُخطّط لـ “حرب إلغاء” ضد جنبلاط
لا يستندُ ما كشفه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عن قيام “حزب الله” بتنفيذ “حرب إلغاء” سياسية ضدّه في الإستحقاق الإنتخابي المقبل، إلى مناخ أو أجواء أو انطباعات خاصة، إنما هو مبني على معطيات حقيقية وجدّية، قوامها معلومات ورسائل مباشرة وغير مباشرة تحمل كلها عنواناً واحداً، يتضمن تهديداً بتحجيمه من خلال تقليص حجم كتلته النيابية.
وفي هذا السياق، كشف مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي صالح حديفة لـ “ليبانون ديبايت”، بأن “مخطّطاً يجري العمل عليه ضمن غرفة عمليات مشتركة ما بين “حزب الله” والسفارة السورية في بيروت، من أجل إسقاط مرشّح الحزب وعضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور في دائرة البقاع الغربي ـ راشيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى السعي لإخراج مرشّح الإشتراكي في دائرة بعبدا، إذ أن “حزب الله” سيسمّي مرشّحاً درزياً في هذه اللائحة خلافاً لما قام به في الدورات السابقة”.
وبالتالي، يكشف حديفة، أنّ “حزب الله” اليوم، وقبله آخرون، حاولوا كثيراً إلغاء الشريحة التي يمثّلها زعيم المختارة والصوت الإستقلالي الذي يمثّله الحزب الإشتراكي، وكما لم ينجحوا في السابق، لن ينجحوا هذه المرة أيضاً، مشيراً إلى معطيات توافرت أخيراً بالنسبة للترشيحات، كما للتوجيهات الإنتخابية التي وصلت إلى بعض المجموعات الموجودة في مناطق عدة في الجبل، وكذلك، بالنسبة لبعض الرسائل شبه المباشرة التي وصلت أيضاً إلى الإشتراكي، والتي تفيد بأن الحزب سيخوض معركة ضدّه في الشوف، وأخرى في راشيا”.
ويوضح حديفة، أنّه “بالنسبة للمعطى الحاصل حتى هذه اللحظة، فإن كل التوجيهات، كما تصريحات مسؤولي “حزب الله” العلنية، تجمع على اتهام كل من يخاصمهم أو يخالفهم في الرأي، بالتخوين أو العمالة، حتى أن أحد مسؤولي الحزب أعلن أن الإنتخابات هي كحرب تموز في العام 2006، وكأنه يقول، أن من لا يصوّت للحزب هو إسرائيلي، بالإضافة إلى ذهاب البعض من هؤلاء المسؤولين للقول “نريد أن نكنّس معارضينا من البلد”، وعلى هذا الأساس يؤكد بأن كل هذه المعطيات مجتمعة، المعلن منها وغير المعلن، تقول بوضوح، بأن هناك محاولات جدّية لتطويق الصوت الإستقلالي السيادي والإطباق على البلد، وبالتالي، فالقصة ليست شخصية، إنما وضع اليد على لبنان”.
وعن كيفية مواجهة الإشتراكي لـ “حرب الإلغاء” هذه، يُشير حديفة إلى إستراتيجية تتضمّن أمريْن:
ـ التمسّك بقناعاتنا بأنه لا يمكن لأي فريق أن يسيطر على هذا البلد بالمطلق، رغم أن البعض شعر في بعض الأوقات بقوة فائضة، ذلك أن لبنان محكوم بالتنوّع والتعدّد والديمقراطية والحرية، وهي فكرة وأساس وجوده، وبالتالي، يتمسّك الإشتراكي بهذه القناعة، وكذلك الناس في الجبل، والتي ستذهب للتعبير عن هذه القناعة في صناديق الإقتراع.
ـ سيخوض الإشتراكي بعلاقاته المستمرة مع القواعد الشعبية الإستحقاق المقبل، خصوصاً وأن الحزب لا ينتظر موعد الإنتخابات لكي يتواصل مع ناسه، فالحزب الإشتراكي، كما جنبلاط، لصيق بقضايا الناس في كل المراحل السابقة، وفي السنتين الأخيرتين كان جنبلاط أكثر التصاقاً بالناس، وكان الحزب التقدمي في خندق واحد مع الناس أيضاً في مواجهة الأزمة الإقتصادية، واليوم يخوض الجميع مواجهة في الإنتخابات، كما سمّاها جنبلاط، سلمية بكل بساطة وديمقراطية، لأنه في النهاية لدى الإشتراكي برنامج سيخوض الإنتخابات على أساسه، وعنوانه السيادة والإصلاح.
المصدر : ليبانون ديبايت.