فصول تفقير اللبنانيين مستمرة.. والمشهد الإنتخابي أكثر وضوحًا!
ساعات معدودة على إقفال باب الترشيح للانتخابات النيابية منتصف هذه الليلة، والتي تطلق العد العكسي لاستحقاق 15 أيار وعملية تشكيل اللوائح بشكل نهائي وإعلانها كإنذار بانطلاق المعركة الانتخابية.
المعركة التي لم يكن فريق التيار الوطني الحر يريد إجراءها، لا بل حاول مراراً تطييرها، تارة بالطعن بقانون الانتخاب في المجلس الدستوري، وتارة بإعادة طرح الميغاسنتر، وتارة أخرى بخلق حجج واهية كعدم توفّر التمويل للعملية الانتخابية وسواها.
كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وسيكون للّبنانيين فرصتهم للتعبير عن رأيهم وموقفهم، وظهور حقيقة موقف الناس في صناديق الاقتراع، ليرتفع التحدي هذه المرة أكثر من كل المرات السابقة، وبعناوين يتصدّرها الهم المعيشي والاقتصادي، والهم الوطني الكبير حمايةً لما تبقّى من لبنان السيّد الحر المستقل.
القوى السيادية تتحضّر للمعركة بكثير من الحزم والجدية، لكنها تتهيّب في الوقت نفسه الفراغ في الساحة السنّية بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشّح، والتماهي الحاصل لدى قيادات الصف الأول، وكان آخرهم أمس الرئيس نجيب ميقاتي، الذي أعلن عن عدم المشاركة في الانتخابات.
مصادر سياسية توقفت عند قرار رؤساء الحكومات السابقين، متسائلةً عبر “الأنباء” الإلكترونية عن الخطوات العملية التي سيقومون بها، واللوائح التي سيشرفون على تشكيلها، أو بالحد الأدنى يباركون خوضها المعركة، مؤكّدة أنّ هذا الأمر مبدئي بالنسبة لميقاتي كما للرئيس فؤاد السنيورة اللذين لن يتركا الساحة خالية للآخرين.
وتزامناً، كيف تبدو صورة المعركة الانتخابية في الشمال بعد إعلان ميقاتي عدم ترشيح نفسه؟
عضو كتلة الوسط المستقل، النائب علي درويش، أكّد في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أنّ عزوف الرئيس ميقاتي عن الترشّح للانتخابات يأتي إفساحاً في المجال للجيل الجديد للمشاركة في الانتخابات للتفرّغ للشأن الحكومي الذي يتطلب منه جهوداً مضاعفة تفوق طاقته على العمل، لافتاً إلى أنّ ميقاتي استحضر تجربة 2005، وترؤسه الحكومة آنذاك للإشراف على الانتخابات، وهو بذلك يعمل على تأمين الأجواء الملائمة لإجرائها بنزاهة وشفافية، كما حصل في 2005، وسيكون حاضراً بقوة فيها، داعياً إلى المشاركة الكثيفة في العملية الانتخابية.
وأشار درويش إلى أنّ قرار ميقاتي سيترك انطباعاً معيّناً، لكن دعوته للمشاركة الكثيفة فيها أمرٌ جيد يدل على حماسه الشديد لها، كاشفاً أيضاً عن عزوف زميله، النائب نقولا نحاس، عن الترشّح أيضاً، متوقعاً أن يُجري ميقاتي جوجلةً لأسماء المرشّحين وتشكيل لائحته أواخر هذا الشهر.
وعن المشهد الانتخابي شمالاً، أشارت مصادر شمالية عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّه بانتظار إعلان اللائحة التي سيدعمها ميقاتي فإنّ لائحة أخرى ستتشكّل، وتضمّ النائب السابق مصطفى علوش، والنائب سامي فتفت، وكريم كبارة نجل النائب أحمد كبارة، ومرشّح القوات اللبنانية إيلي خوري بالتعاون مع اللواء أشرف ريفي، مقابل لائحة النائب فيصل كرامي المتحالف مع جمعية المشاريع، والجماعة الإسلامية، والنائب جهاد الصمد وتيار المردة.
المصادر أكّدت أهمية توجّه أصوات جمهور تيار المستقبل، وفي المقابل قلّلت من فعالية مرشّحي المجتمع المدني بسبب الخلافات المتحكّمة في ما بينهم وعدم توحدهم.
هذا شمالاً، لتبقى صورة الوضع في بيروت ضبابيةً جداً بانتظار معرفة شكل اللوائح المتوقّعة.
وعلى عكس حماوة الدوائر الانتخابية، فإنّ اللبنانيين لا يزالون رهينة الطقس الجليدي والمنخفض الجوي الذي يسيطر على المنطقة، في حين يفقدون أدنى مقوّمات الصمود أمام البرد. فالمازوت غير متوفّر إلّا نادراً، وكذلك الكهرباء المفقودة أصلاً. وتطول لائحة معاناة الناس في السوبرماركت وفي المصارف، وقد كانت آخر البدع حرمان الموظفين من 40 في المئة من قيمة المساعدات الاجتماعية المصروفة لهم، في فصلٍ جديد من سياسة التفقير التي لا يدفع ثمنها إلّا المواطن اللبناني، وقد رفع الحزب التقدمي الاشتراكي الصوت أمس الأول محذّراً من هذه السياسة الارتجالية بالحسم من المساعدات، والتي حجزت رواتب الموظفين أسوةً بالودائع.
المصدر :
النسمة الإلكترونية.