كيف تربون طفلكم على أن يكون مفكراً، قادراً على التحليل والنقد..
يواجه الأطفال يومياً الكثير من الرسائل والمعلومات والصور. وهم بحاجة إلى معرفة كيف عليهم تقييم ما يسمعونه ويرونه في المدرسة أو على الأونلاين أو عند الحديث مع أصدقائهم، من أجل تكوين آرائهم ومعتقداتهم. إن مهارات التحليل والنقد هي أساس التعليم وتعتبر مهارة حياتية مهمة. فبدون القدرة على التحليل، سيواجه الأطفال صعوبات تعلمية، خصوصاً عندما يكبرون.
في الواقع أن طفلكم ، بغض النظر عن خططه بشأن وظيفته المستقبلية، سيكون بحاجة إلى معرفة كيفية النقد وحل المسائل الرياضية واتخاذ القرارات. بصفتك أحد الوالدين، من المهم أن تتأكدي من أن أطفالك يمكنهم التفكير بأنفسهم وأن يطوروا عقلية نقدية سليمة قبل أن يتركوا المنزل.
سيؤدي القيام بذلك إلى مساعدتهم على النجاح أكاديميًا ومهنيًا بالإضافة إلى إفادتهم في علاقاتهم المستقبلية. إليكم ما تحتاجون معرفته عن النقد والتحليل، بما في ذلك كيفية تعليم أطفالكم أن يكونوا مفكرين ونقاداَ ومحلّلين.
ما هو التفكير المعتمد على النقد والتحليل؟
التفكير النقدي هو امتلاك القدرة على التخيل والتحليل والتقييم للمعلومات لتحديد مدى مصداقيتها وصلاحيتها للتمييز بين المعلومة الصحيحة وغير الصحيحة. تساعد هذه المهارات الناس على تكوين الآراء والأفكار كما تساعدهم على تمييز الصديق الصالح من غيره.
تقول إيمي مورين، أخصائية نفسية ومؤلفة الكتابين الأكثر مبيعًا ’13 شيئًا لا يفعلها الأشخاص الأقوياء عقليًا‘ و’13 شيئًا لا يفعلها الأهل الأقوياء عقلياً‘ (“13 Things Mentally Strong People Don’t Do” and “13 Things Mentally Strong Parents Don’t Do.”): “يمكن أن يساعد النقد والتحليل أيضًا على التعامل مع مشكلة معقدة وإيجاد حلول واضحة لها.”
في الحقيقة، إن النقد والتحليل يمثلان جزءاً أساسياً من القدرة على حل المشكلات، واتخاذ القرارات، ووضع الأهداف. هما أيضاً أساسان للتعليم خصوصاً عندما يقترنان بالقدرة على فهم ما نقرأ. فهذه المهارات تسمح للأطفال بأن يبرعوا في التحكم بمعلوماتهم.
وفقًا لبرنامج تقييم الطلاب الدوليين (PISA)، الذي قيم الأطفال البالغين من العمر 15 عامًا في 44 دولة مختلفة، فإن أكثر من واحد من كل ستة طلاب في الولايات المتحدة الأميركية غير قادر على حل المسائل الرياضية التي تتطلب النقد والتحليل. والأعظم من ذلك هو أن الأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين لا يملكون مهارات التفكير النقدي هم أكثر عرضة للمشاكل السلوكية.
تقول الدكتورة أماندا بيكريل التي تحظى بترخيص من مصلحة التعليم ومجلس علم النفس في أوهايو وهي أستاذة في مدرسة ولاية أوهايو للمكفوفين في كولومبوس في أوهايو أيضاً: ” إذا لم يكن لدى الأطفال القدرة على التحليل والنقد، فإنهم لا يفكرون بتروٍّ.”
وتضيف: “إن عدم التفكير بتروٍّ [وبشكل نقدي] يمكن أن يؤدي إلى إساءة فهم المعلومات؛ ويمكن للمعلومات الخاطئة أن تسبب مشاكل في المدرسة والعمل والعلاقات.”
يتيح التحليل والنقد أيضًا للأطفال التعمق في فهم العالم وفي الطريقة التي يرون فيها أنفسهم. إضافةً إلى ذلك، إن الأطفال الذين يتعلمون التحليل والنقد يميلون إلى أن يكونوا شديدي الانتباه ومنفتحين.
المصدر :
التربية الذكية.