حرب أوكرانيا تفاقم معاناة اللبنانيين… تخوف أمني وإقتصادي وسياسي
الوضع في لبنان دقيق جداً وحساس لاسيما أن الأزمة الأوكرانية بدأت تفاقم معاناة اللبنانيين وما مشهد عودة طوابير السيارات أمام محطات البنزين سوى عيّنة مما قد ينتظرنا.
في هذا السياق، لفت الخبير الاقتصادي لويس حبيقة في حديث لـ”ليبانون ديبايت” الى أن “النقل والإنتاج تأثر في مختلف دول العالم، بعدما تجاوز سعر برميل النفط 118 دولاراً، وبحسب ما يظهر فإن الأمور مستمرة على هذا النحو وبالتالي لا حدود لسعر النفط فقد يصل الى حدود الـ200 دولار”.
وأوضح أن لا سقف لسعر برميل النفط لأن “أوبك+ قرّرت أن تبقي حجم الانتاج كما كان سابقاً، والدول المستهلكة قد تضخ كميات تريّح السوق قليلاً لكن ذلك لن يُخفّض السعر بشكل كبير. والمسألة إذا بقي الطلب قويّاً عندها يرتفع سعر النفط بشكل كبير، إلاّ أن الطلب ممكن أن لا يرتفع بسبب الأوضاع العالمية التي نشهدها وبالتالي قد يتوقف عند 130 الى 150 دولار”.
وبحسب حبيقة، “التضخّم أبرز تداعيات هذا الأمر، إضافة الى أن الفقر سيزيد وأزمة توافر بعض السلع أيضا والأهم مسألة الأسعار التي سترتفع بشكل فظيع حتى الخبز سيرتفع سعره، ونعود عندها الى نقطة الموظفين والأجور والمواصلات (النقل الداخلي)، الفنادق والمطاعم والطيران كله سترتفع أسعاره وليس فقط البنزين والمازوت”.
وقال: “نحن ذاهبون نحو أزمة معيشية واقتصادية واجتماعية أكبر”، مذكراً بأن “الاقتصاد اللبناني بطيء قبل الأزمة الاوكرانية وسيبطأ أكثر. ويبقى الأهم معيشة الناس وخاصة الفقراء سيصبحون أفقر”.
وردا على سؤال، أجاب: “سندخل في أزمة كهرباء دولة ومولدات، فالمولدات ستزيد التعرفة والدولة سيزداد عجزها والوضع سيصبح صعب من كافة النواحي”. أضاف: “وإذا بقيت الأمور إجتماعياً على ما هي عليه هناك خوف أمني يتعلّق بازدياد السرقات”.
وعن المخاوف من تفلّت سعر صرف الدولار، أوضح حبيقة أنه “طالما أن مصرف لبنان يضخّ دولار في السوق سيبقى سعره ثابتاً، لكن الأمر غير مطمئن فإلى متى سيبقى لدى المركزي القدرة على “كبّ ملايين الدولارات” يومياً، خصوصا أن إحتياطي المصرف إنخفض كثيراً”؟.
كل التوقعات تقول إن “الحرب ستتوسع وتكبر”، ووفقاً لحبيقة “من الناحية السياسية هناك أيضاً تخوّف من التذرّع بالأوضاع لعدم إجراء الانتخابات أو تأجيلها، والناس يصبح كل همّها لقمة العيش ولا تبالي بمسألة الانتخابات وتأجيلها أثره كارثي”
المصدر :
ليبانون ديبايت.