لَيس مُستغرباً في بلد كلبنان ما أثاره بيان وزارة الخارجية اللبنانية بشأن الحرب الروسية الأوكرانية من ردود فعل وتحميل وزير الخارجية عبد الله بو حبيب المسؤولية بعد أنْ تبرّأت منه كل من الرئاستَيْن الأولى والثانية ، إلّا أنّ الأخير لم يَستكن للظلم والإتهام “المُنفرد” بحقّه فخرج عن صمته ليُعلن أنّ البيان له “أم وأب” أيّ بما معناه أنّ رئيسَي الجمهورية والحكومة كانا على إطلاع عليه.
وتُشير معلومات مطلعة على حيثيّات البيان أنّ “وزير الخارجية لم يكن هو مَن إتخذ القرار بإصداره، وهو عندما قال أنّ الرئيس عون بارك البيان إنما أكّد المُؤكد، ولكنه بهذا الإعتراف وجّه “الصفعة الأصعب”للعهد الذي يُبرم الإتفاقيات تحت الطاولة ويُحاول” التنصل” منها عندما يشعر أنّ الأمر سيطاله سلباً.
ولا تَفصح المصادر حول ما هي “نية الوزير بو حبيب من هذه المصارحة، إلّا أنها تؤكّد أنّ الأخير على قدر ما هو مُقرب من الرئاسة الأولى إلّا أنه لا يقبل تحميله وزر أمر يتحمّل مسؤوليته الجميع خاصة أنّ الأمور ستنعكس على العلاقات الدولية بين لبنان وروسيا التي لم تشهد في الماضي وحتى اليوم أي علاقة متوترة”.
وبو حبيب السفير السابق قبل أن يكون وزيراً حالياً ليس بوارد تغيير عاداته الدبلوماسية التي تنصّ على “دبلوماسية المواقف” مع كل الدول التي تُصنّف في خانة الأعداء، كما هو الحال مع العدو الاسرائيلي.
وإذْ شكّل بيان الخارجية،كما ترى المصادر، “نقطة سوداء في صفحة العلاقات اللبنانية الروسية إلّا أنّ تداعياته إمتدّت لتَصل إلى التحالفات الداخلية التي لم تستسغ ما صدر وحمّلت المسؤولية إلى الرئاسة الأولى على إعتبار أن حقيبة الخارجية هي من حصتها وأن الوزير لن يصدر بياناً “من راسو” فقط بل إنه وكما كشف لاحقاً أخذ الضوء الأخضر من الرئيس بل وذهب أبعد من ذلك بأن كشف أن الرئيس هنّأه على البيان.
وكما يبدو فإنّ بو حبيب تعلّم من تجربة زميله وزير الإعلام السابق جورج قرداحي الذي تحمّل “وزر” قطع العلاقات بين لبنان والخليج، فخرج ليقول أنه ليس بوارد أن يكون ضحية وزارية أخرى على مذبح المصالح المُتضاربة بين الأطراف اللبنانية وحتى الدولية.
المصدر :
ليبانون ديبايت