شامل روكز يطلق حزباً جديداً .. العلاقة مع باسيل انفجرت
هل بدأ النائب شامل روكز في رحلة تكوين تيار سياسي منفصل عن التيار الوطني الحرّ؟ وهل قرّر الابتعاد نهائياً عن بعبدا، وخوض رحلة سياسية مستقلّة عن القصر الذي لجبران باسيل، الكلمة الأولى فيه؟
في الأسابيع الماضية تبلورت أكثر معالم خارطة تحرّك الجنرال السابق في الجيش. إجتماعات مكثّفة ونقاشات وتوسيع لمروحة الاتصالات مع قوى “الثورة”، لكن لبّ حِراك روكز يكمن في سعيه إلى إعادة لمّ الشمل بين الضباط والعسكر المتقاعدين ومحاولة كودرتهم بشكل منظّم، مع رصد تنسيق ثابت بينه وبين قياديين عونيين سابقين انضووا تحت تسمية “التيار الخطّ التاريخي”.
بات “العميد” رسمياً في المقلب المُواجِه للعهد بكل رموزه. تَحَرّرَ بالكامل من تحالفات صيف الانتخابات المُحبِط، بعدما اختبر معركة أهل البيت البرتقالي ضدّه الى درجة “الوقاحة”، كما قال يومها، حين تعرّض لمحاولة اغتيال انتخابية. فقَلَبَ الطاولة بوجه جبران باسيل وغادر ميرنا الشالوحي ولم يعد، ثم انغمس “إلى العظم” في معركة “حقوق العسكر” خلال مناقشة موازنة 2019 في مجلس النواب، مستفزًا حتّى الرئيس ميشال عون.
طريق القصر الجمهوري صار “معبراً” لغداء أو لقاء عائلي لا أكثر. الجرّة انكسرت ليس مع ميشال عون بل مع “الحاشية”، من جبران وجيش المستشارين ونزولاً. سلسلة مآخذ لا تنتهي عن إخفاقات كان تكتل “لبنان القوي” شريك أساسي، برأيه، في صناعتها. في ملفات الكهرباء، والسدود، والنفايات، والتعيينات الركيكة، وسلسلة التدخلات الفاضحة في القضاء والأمن والجيش…
من العسكر وإلى العسكر يعود. شامل روكز يحضّر مع ضباط وعسكر متقاعدين لولادة تجمّع “فجر الجمهورية” على أنقاض إخفاقات الحكومات المتعاقبة مع خطّ أحمر وحيد: “معركتنا ليست بوجه رئيس الجمهورية”، حتّى لو “صيت” العهد القوي وهيبته بالدقّ.
نحو 45 ضابطأ فرّقتهم الأجندات سابقاً وتوزّعوا “جبهاتٍ” متفرّقة في عزّ معركة حقوق ورواتب العسكر منذ 2017 مع إقرار سلسلة الرتب والرواتب ولاحقاً الموازنة. وأظهروا شراسة في استخدام الشارع، وها هم يلتقون الأسبوع الماضي في مكتب شامل روكز في ساحل علما. من بينهم طوني عبد النور، جورج نادر، مارون خريش، سامر الرماح، وأندريه ابو معشر… وبات الجميع يجلس على طاولة واحدة.
ورشة جماعية مفتوحة أفضت منذ الاجتماع الأول يوم الخميس الماضي إلى حصول مصارحة كاملة قضت بوضع الخلافات الشخصية جانباً، وفق مشاركين في الاجتماع. وقد انبثق عن اللقاء لجنة مكلّفة وضع المبادئ الأساسية لتجمّع بات يحمل اسم “فجر الجمهورية”، كما تمّ تكليف ضابط لمتابعة الاتصالات مع ضباط دورته لمزيد من التنسيق والتواصل، مع توجه الى تعيين لجان في كل قضاء.
الاجتماعات تتوالى والهدف شدّ الأحزمة وتشكيل قوة ضغط من دون ضرب موعد مع الشارع حتى الآن. يقول النائب شامل روكز لـ “أساس” إنّ “المتقاعدين كانوا عبارة عن مجموعات وفئات متفرّقة ونحن نسعى اليوم للعمل ضمن مجموعة واحدة والتوافق على طرح سياسي ومبادئ ثابتة وقد قطعنا شوطاً كبيراً في ذلك”.
ويسلّم روكز بوجود “ماكينة كذب شغّالة” تستهدفه بشكل مباشر عمرها من عمر دخوله المعترك السياسي، وهي سابقة للانتخابات النيابية وليست وليدة لحظة اختياره التماهي مع خطاب الشارع بعد التخلّي عن مقعده النيابي على طاولة “تكتّل لبنان القوي”.
لكنّ المفارقة أنّ هذه الماكينة، بتأكيد مطلعين، كانت ولا تزال تحرّكها أصابع مؤيدين “العديل” بهدف “الحرتقة”. لكنّ “التشويش” لم يعطّل مشروع شامل روكز مع رفاق السلاح في الإعلان قريباً عن تجمّع “فجر الجمهورية”. يحصل ذلك، فيما “العهد القوي” يدخل سنته الرابعة بعد خمسة أشهر وكأنّه الى أفول!
المصدر: أساس ميديا – ملاك عقيل